جالا فهمى المتمردة ” أسرار الفنانة الراحلة”
جالا فهمى المتمردة ” أسرار الفنانة الراحلة”
بقلم / مجدى الطيب
ما لا يعرفه أبناء الجيل الجديد، من الجمهور والصحفيين والمشتغلين بالميديا، أن جالا فهمي، التي غيبها الموت اليوم.
هكذا استهل الناقد الكبير مجدى الطيب مقاله عن الفنانة التى ودعت عالمنا اليوم وذلك عبر صفحته الخاصة بالفيس بووك وواصل قائلا.
كانت الفناتة الراحلة ذات يوم ملء الأسماع والأبصار، ليس لكونها كريمة المخرج الكبير أشرف فهمي، التي لم تتعاون معه سوى مرة واحدة عام ١٩٩٠ في فيلم “إعدام قاض”، بل لأنها كانت مختلفة، تعشق التمرد على السائد في زمنها؛ ففي وقت كان شكل التقديم التليفزيوني تقليدي، وثابت، فاجأتنا، عقب تخرجها من كلية الآداب ( قسم اللغة الإنجليزية)، بتقديم برنامج اسمه “الحل هو الحبل”، ورغم السخرية اللاذعة التي طالتها، بسبب عنوان البرنامج، ظلت على حماستها، وإصرارها، حتى نالت إعجاب الجميع، وانهالت الإشادة عليها. وفِي حين
استسلم جيل عريض من الممثلين للأكذوبة المسماة “السينما النظيفة”، لم تتخل عن قناعاتها، وإيمانها، بأن للفن دوره، ورسالته، وراحت تقدم : “كلام الليل” (مأخوذ عن رواية “العري” للكاتب الكبير جمال الغيطاني) و”الجينز”(تمصير للفيلم الأمريكي “امرأة جميلة” (Pretty Woman)، بطولة ريتشارد جير جوليا روبرتس)، و”سمكة وأربع قروش”(تمصير لفيلم “سمكة تدعى واندا”A Fish Called Wanda )، وأفلام من نوعية “جالا جالا” و”بيتزا بيتزا”، أكثرها نجاحاً وطرافة “طأطأ وريكا وكاظم بيه”، لكنها، رغم هذا، لم تسلم من الاتهامات الرخيصة، والنقد المتهافت، الذي دفعها، وزوجها المخرج والمنتج شريف شعبان، إلى مقاضاة إحدى المجلات الشهيرة، بتهمة السب والقذف. لكن يبدو أنها عجزت عن المقاومة، وفاجأتنا، كعادتها، بالانسحاب من الساحة، والانزواء عن الأضواء، وهي في عز شهرتها، ونجوميتها، واحتمت بشقتها في الزمالك، وعاشت لنجلها، حتى زفته إلى عروسه، وقيل إنها سافرت بعدها، واستقرت في إسبانيا . وطوال الفترة الماضية انقطعت أخبارها تماماً، حتى اللحظة التي نعاها فيها أخوها، من أبيها، مدير التصوير مصطفى فهمي، إلى الجمهور الذي أحبها، وافتقدها .