جبال المتعة المفقودة
جبال المتعة المفقودة
( معنديش وقت… إستنى شوية… معلش يا حبيبى أنا مشغول… مش شايفنى بتكلم فى التليفون.. بكره إن شاء الله.. مش قادر دلوقتى)
كم من المرات
كانت هذه إجابتك على طفلك الصغير عندما يطلب منك شىء ؟
كم من المرات
لم تخلق متسعا من الوقت للنظر إلى عينية الصغيرتين لترى لهفته عليك وإحتياجه لك فى هذه اللحظة ؟
كم من المرات
تابعته لترى إنكساره وإنكسار خاطره ودموعه عندما لا تنتبه إليه؟
إنه شكل من أشكال الإهمال
نعم الإهمال
فالطفل يشعر بأنه
غير مرغوب فيه
غير محبوب
ليس له أهمية
وكلها مشاعر سلبية شديدة التأثير النفسى على الطفل.. الذى يتحول نتيجة لهذه المشاعر والتراكمات والتكرار إلى
طفل
( زنان..عنيد..مهمل فى كل شىء.. عصبى.. يقوم بكثير من السلوكيات الخطأ مثل السرقة والكذب..الخ.. ويصبح مصدرا لكل أنواع القلق).
وكل هذا التحول لا لشىء
(إلا)
للفت الانتباه وجذب الأب والأم إليه
لأنهم أهم الناس فى حياتة الصغيرة.. لا يعرف غيرهم ولا يأمن إلا إليهم.. وإذا لم تنفع هذه الأساليب من الممكن أن يتجه إلى الخارج إلى أى شخص يحنو عليه ويهتم به بأبسط أنواع الاهتمام ومن الممكن أن يكون شخصا غير أمين ويستغل الطفل المسكين فى العديد من الأشياء غير الأخلاقية
وهنا
يضيع أغلى ما لديكم فى الحياة.
انتبهوا:
أنتم
تتزوجون لإعمار الأرض بالأبناء وهذه رسالتكم الأولى والأساسية على
أنتم
تعملون وتكدون من أجل إسعادهم وتحقيق كل أحلامهم
لن
تنفع النقود إذا ضاع أبناؤكم
إذا
إنتهى العمر
لن يتبقى إلا دعواتهم إذا كانوا صالحين
فاجعلوهم صالحين
ولحل هذه المشكلة:
أولا: إلغى الكلمات السابق ذكرها فى بدايه المقال من قاموسك…وإذا كان لابد منها.. تقال بشكل مختلف
1/ إترك ما تفعل ورحب بطفلك بحراره ( مثلا قل… حبيبى حبيبى حبيبى )
2/إنزل على ركبتيك أو إحمله إلى حضنك وقبله وإسمع ماذا يريد
3/ قل له أن ينتظر قليلا لانك مشغول وانك سوف تتحدث معه بعد قليل
وكلمة بعد قليل هذه تحتاج إلى توضيح بسيط
فهى تختلف حسب عمر الطفل
فالطفل الكبير نسبيا
الذى يعرف معنى الوقت يمكن أن اقول له (بعد ساعه هتكلم معاك )
أما الطفل الصغير
الذى لا يدرك معنى الوقت أقول له
( عندما نسمع جرس الساعه سوف اتحدث معك )
ثانيا:
إجعل وقت من يومك أو خلال الأسبوع لأبنائك
وهنا
لايهمنا المدة الزمنية فالعبرة بالمتعة والفرحة التى تخلقها لأطفالك حتى لو كان ذلك خلال خمس دقائق فقط فى اليوم
ثالثا:
إستمتع بما تفعل معهم.. ولا تجعل الموضوع مجرد واجب لابد من القيام به
فالطفل يشعر بمشاعرك ويبادلك نفس المشاعر
(جرب هذه الجبال من المتعه المفقودة)
جرب
أن ترفعه عاليا وتستمع لضحكات النقية لتنتقل هذه الضحكات إلى قلبك فتضحك معه ضحكة الاطفال البريئة
جرب
أن تاخذه إلى حضنك لتقول له بحبك بدون كلمات وتستمع لدقات قلبه الصغير وهى تنبض بكل معانى الحب المجرد من أى مصلحة
جرب
أن تستلقى بجانبه قبل النوم وتلمس خديه بحنان وتحكى له حكايه قبل النوم وترى إبتسامتة لترتشف منها الأمل والسعادة..
جرب أن تهتم بأبنائك من الآن.
رانية المهدي