جرعات تدني الذوق الفني
كتبت : صفاء القاضي
الذوق الفني في المجتمع المصري وصل إلى مستوى من التدني غير مسبوق و تعددت الأسباب والتفسيرات التي تفسر ذلك التدني , البعض يرجع ذلك إلى تدني الأخلاقيات والمستوى التعليمي أو الاجتماعي واختلف المفسرون والمحققون حول الأسباب التي جعلت الذوق الفني العام ينخفض بشكل منحدر شديد الانحدار فكل له تفسيره ورؤيته حول ذلك
ولكننا لا نستطيع بشكل عام وضع أيدينا على منبع العلة ومسار الألم , فكيف لأذن اعتادت أن تسمع أم كلثوم وفيروز عبد الوهاب وعبد الحليم ومن بعدهم هاني شاكر وعفاف راضى ميادة الحناوي وكلهم على سبيل المثال لا الحصر كيف لها أن تستمع يوما إلى أغاني المهرجانات أو ما يطلق عليها أغاني التكاتك
وصدق هذا المسمى لأنها أغاني تطرق أذنك بلا استحياء عن طريق وسائل المواصلات والأماكن العامة والحفلات والأفراح وجميع المناسبات السعيدة
قد لا تسمعها أنت في بيتك ولا عبر جهازك لكنها تتخلل جهازك العصبي و تدخل إلى دماغك بدون استئذان عبر تلك الدقائق التي قد تطول إلى ساعات تكون بها في الشارع أو في مناسبة أو نادي أو المقهى أو حتى عملك
وشيئا فشيئا يتسرب اللحن إلى خلايا مخك ومرة بعد مرة تتفاجأ بنفسك تدندن و بشدة بأحدى تلك الأغنيات التي تسمى مهرجانات بل وتتذوق لحنها وكلماتها
فهل تسرب ذلك الذوق الغريب على حين غرة عن طريق تداوله وانتشاره في الشارع ؟؟
حتى ولو كان ذلك الذوق يخص مجموعة صغيرة من الناس في بدايته , لكن انتشاره قائم على جرعات متكررة يتناولها المواطن البسيط على حين غرة حتى يستفحل الموقف ويتغير الذوق عن طريق الإدمان والتكرار والحث المستمر ويدخل الذوق المتدني على استحياء لكنه يسيطر على عقل الضحية دون منازع
لماذا تركنا تراثنا الجميل النادر وانتشرت المهرجانات في الأفراح والمناسبات والنوادي .
هجرنا تراثنا واستمراره الجميل فأصبحنا بلا هوية وأصبحت المهرجانات هي: ( نامبر وان ).