جرعة أنوثة| ” أحدهم يحكى عنك كأنك أعظم انتصاراته “
بقلم| بسنت يوسف
لذة النجاح.. لذة الانتصار.. لذة الوصول الى غير الممكن، كلمات محفزه إذا استشعرها المرء أحس وكأنه ملك العالم، شعور رائع عندما تبدأ بعمل أمرا ما ويكلل بالنجاح،فالنجاح هو اجمل الاشياء التى ينتظرها الإنسان في حياته.
دائما ما نسمع الآباء والامهات يقولون: ابنى يعمل كذا / ابنتى حققت ذلك، وكأنهم لا يملكون فى كل هذة الحياة من انتصارات الا ما حققه الأبناء، حقا احساس يدعو للفخر والتباهي، ففرحة النجاح لا تقدر بثمن.
لكن الملفت للنظر أين هو الطموح الآن؟
أين لذة النجاح التي كان يركض اليها الجميع؟!
اصبحت لذة باهتة لا يسعى وراها الا القليل، اجلس مع الكثير من الفتيات ولم يتردد على مسمعي من أحدهم ( أنا أطمح في تحقيق هذا ) إلا هدف واحد اتفق عليه الجميع وهو الحصول على زوج مناسب!! أهذا طموح يا بشر!!!!!!!!!!!!
تختلف لذة الانتصار من انثى لاخرى..فهناك انثى تنتصر بالعمل وتحقيق الذات والانتصارات العملية وهذا النوع اقليه في مجتمعاتنا العربيه، اما الاغلبيه من الإناث تتمحور لغة انتصارها في كلمة (رجل) وهذا ما تعتقده الكثير والكثير من النساء!
ويمكن التعبير بمعنى آخر: أن هذا ما تربت عليه الفتاة في المجتمع الشرقي، أن انتصاراتها وسعادتها تنحصر في الفوز بالعريس المنتظر!!!
أتساءل دائما لماذا تعتقد المرأة أن سعادتها تكمن فى وجود رجل فى حياتها؟ لماذا؟!
وكيف لها ان تحيا بدون طموح؟
ولما تسمح ان تعيش فى الصفوف الخلفية للمجتمع متخفية فى ظل رجل؟!
فهناك أشياء أخرى ترفع المرأة أكثر من الكعب العالي، منصب كبير أو وظيفة مرموقة أو طموح يتحقق او حياة اجتماعية مستقرة، ومع ذلك يمكنك تحقيق ذلك مع رجل يدعمك، وليس رجل يجعل منك عروس ماريونيت يلعب بها كما يشاء ويتركها وقتما يحب، وما لها الا ان تعيش على الاعانة ممن حولها إذا تركها.
فالرجل ليس بشيء أساسي في حياتك لتختلي كل انتصاراتك في وجوده، حيث أن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل في الإحساس بالسعادة، بامرأة ترى سعادتها الكاملة في الرجل، أما الرجل فقد يرى جزءا من سعادته في المرأة!
سألتنى إحداهما ما هو الطموح؟ وكيف اتعرف على طموحى؟ وكيفية تحقيقه؟
_ الطموح:
الطاقة الروحية في حياة الإنسان وهو الخطه العقلية التي تنظم حياتنا و التي تدفعنا نحو مستقبل أفضل، فلا قيمة لوجود الانسان ان لم يكن لديه طموح.
وعرفه البعض الآخر: أنه امتلاك الحافز من أجل بلوغ القوة لتحقيق الهدف، حيث يسعى الأشخاص الطموحين إلى امتلاك القوة بغض النظر عن نوع هذه القوة سواء كانت مادية او عاطفيه او اجتماعيه، فهي الدافع لتحفيز الذات علي خروج الروح الإبداعية القادرة على العطاء والنجاح.
كما أن التعرف على الطموح ليس بشيء صعب فكل ما عليك هو البحث داخل ذاتك:
_ البحث عن الشغف :
من أهم الخطوات آثاره حيث يجب أن يقوم الإنسان بالبحث في ذاته للتعرف عن عما تميل إليه نفسه وعما هو شغوف به لاستحضار الروح الابداعية الكامنة بداخله وتحفيزها، حيث يفشل كثير من الناس في تحقيق أهدافهم لأنهم يحددونها وفقا لما يراه الاخرون او يعتقدون به، وبشكل عام لا يستطيع الإنسان تحقيق طموحه بدون عاطفة وشغف لأنه سيجد نفسه غير قادر على الإبداع والابتكار حيث انهم روح النجاح.
_ كتابة الهدف:
لابد من كتابة الخطة وخطوات تطبيقها، عمل جدول زمني التنبؤات والأحداث و النظر الى هذه الخطة مراجعتها من حين الى آخر يعد حافز قوي للوصول الى الخطوه التاليه، حيث أنها تثير روح الحماس والتحدي في النفس مما يجعل الوصول الى الهدف ممتعا.
_ المثابرة وعدم اليأس:
الأشياء العظيمة لا يمكن تحقيقها بين ليلة وضحاها لذا يجب التحلي بالصبر،فإذا بدت الامور سوءا يجب تغير الطريق والبحث في اتجاه آخر لإنجاز المهام، واتخاذ الهزائم الصغيرة دافع للامام والبدء خطوة بخطوة حتى تصبح الاحلام واقعية، مهما كان حلمك صغيرا او كبير.. صعبا او حتى مستحيلا، سواء استغرق عام او عامين او اكثر لا تتنازل عنه.. احتضنه بالعمل الجاد و الارادة والاصرار حتى يخرج للنور كنجم ساطع.
كثير من الناس يجهلون قدراتهم العقلية والفكرية، يستصغرون ويستصعبوا احلامهم مع أنهم يملكون ملكات فكرية وابداعية تجعلهم قادرين على تحقيق ذاتهم و اكثر، ولكن الجهل بالنفس وقدراتها يرجع الى عدم الثقه بالنفس مع انها الداعم الأساسي النفس البشرية، لذلك يمكن تلافي العمى الذاتي للنفس من خلال:
_ تعزيز الثقة بالنفس:
التفكير والتحدث مع النفس ودعمها بطريقة ايجابية كأن تقول لنفسك..انا اقدر.. سأجتاز هذا الأمر..لا اسمح لشيء يعوق نجاحي، ولكن يجب ان تقولها بصدق وإيمان بطريقة محسوسة حتى يكون للمخ مرجعية وخلفية لتثبيت الفكرة، فلابد من الربط بين العامل الذهني والنفسي لكى تبدأ الثقة بالظهور.
_ الطاقة:
التركيز على الأمر، تخيل ماذا لو نجح الأمر وتحقق طموحك المراد تحقيقة، يشعرك هذا التخيل بطاقة ذهنية وحركية تسهم فى خلق طاقة داخلية ايجابية تدفع الشخص للسعي وراء طموحة واجتياز الصعوبات.
_ تنمية المهارات:
يمكنك قراءة كتب تنمية المهارات.. التعرف على ثقافات مختلفة.. تعلم لغات جديدة.. حضور بعض الندوات الثقافية والاجتماعية لاكتساب الخبرات فى المجالات المختلفة.
_ التطبيق العملى:
لابد من تفريغ الخطوات السابقة بشكل عملى، الفعل هو مؤشر التفرقة بين النجاح والفشل لان الكلام دون الفعل ما هو إلا استنفاذ الحماس والطاقة دون جدوى وفائدة حيث يستوجب عليك وضع اللمسات النهارية من خلال التطبيق وتذكر قول الله تعالى( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ).
_ قانون التوقع:
يقولون( تفائلوا بالخير تجدوه ) فهذا ما يسمى بقانون التوقع، حيث يمكننا جذب ما نتوقع عن طريق الإحساس، لذلك يتوجب علينا أن نتوقع النجاح حتى نجدة فى نهاية المطاف.
_ المرونة:
تعتبر المرونة من مراكز القوة لأن الشخص الذى يتمتع بهذه الصفة يستطيع التحكم في أعصابه بشكل جيد، وبالتالي فهو يحقق طموحاته وأهدافه بشكل اسهل واسرع، حيث انة من الصعب تحقيق الطموحات بدون مرونة الفكر والاستيعاب والاسلوب،فهى نمط من أنماط الذكاء،فإذا عجز الشخص عن تحقيق هدفه بطريقة معينة بالمرونة يستطيع تغيير مساره بإيجاد طرق اسهل لتسير الخطوة القادمة.
لذلك تحظى المرأة المثقفة برونق مميز عن اى امراة اخرى، حيث انها تكن على علم وتواصل ومعرفة بما يدور فى العالم من حولها من تطورات وتغيرات مستمرة، كما أنها تمتلك خبرات عديدة ومعلومات متنوعة فى مختلف المجالات فبإمكانها الخوض في نقاشات سياسية واجتماعية بكل قوة، فما تمتلكه من مهارات حياتية يتيح لها الانخراط فى المجتمعات المختلفة.
انتبهي أيتها الفتاة، فالرجل ليس مصباح علاء الدين ليحقق أحلامك، لا ترهنى عمرك بمفاهيم وعادات وتقاليد خاطئة، فالرجل جزء من السعادة وليس كل السعادة.
لا تبكى كالاطفال بسبب انتقاد او كلام بعض الحمقى، بل كونى قوية كزهرة أنبتت بين شقوق أرض يابسة.
فكل انثى لديها قوة داخلية لا تعلم بها إلا فى المواقف الصعبة، استخرجى قوتك وقفي أمام كل شئ يرهقك.
كونى قوية لاجلك انت.. واجه مصاعب الحياة بمفردك.
كونى كما تحبين دائما.. كونى صعبة الكسر.
كونى كالرجل بقوته.. كونى محامية نفسك ودافعي عن حلمك وامنياتك مهما قلل من حولك من شأنها.. حققى ما تتمنى ان يكون لك.
اجعلي لك بصمة بالحياة ولا تغادري الحياة بدون ترك اى اثر…..
إياك أن تتخلى عن حلمك ولو وجدتيه يحمل السكاكين والقنابل، حتى ولو زرع المفخخات فى طريق الوصول الية.. قاومى لأجله كي تستحقه.
كوني طموحة.. ملهمة..صاحبة حلم تسعين لتحقيقه في هذة الحياة، انشغلي بنفسك.. بتطوير ذاتك وأعدك في وقتا ما ( سيحكى عنك أحدهم كأنك أعظم انتصاراته ).