جرعة أنوثة | إلبسوا فساتين و رجعوا هيبة ” هوانم زمان “

 

بقلم | بسنت يوسف

 

استوقفتني اليوم صورة قديمة لحفل أم كلثوم فى الستينات من ألبوم قديم يضم ذكريات جدى “برجو ” فهو أرمني الأصل ، لفت نظرى شياكة السيدات فى هذا الزمن بدأت أتأمل كل جزء فى الصورة بدءا من كادر التصوير و الأحذية و الملابس و تسريحة الشعر و تسألت .. أين نحن اليوم من هذه الشياكة و الرقى ؟!.

لقد كانت شوارع القاهرة عموما و الاسكندرية على الأخص تحفة معمارية لن تتكرر.

وكان رواد حفلات أم كلثوم فى منتهى الشياكة و الإلتزام بأداب الحفلات وكان وكان وكان ………

كم من مرة شاهدنا أفلام عربية قديمة و أعجبنا ستايل إحدى البطلات و تمنينا ان نعيش فى هذا الزمن الجميل ؟!.

فكنا دائما نرى السيدات إما بفساتين طاغية الأنوثة إما بتيير ” المونوكروم ” التي تخطف من خلاله جميع الأنظار إليها فهذة الملابس كانت تعكس أنوثة المرأة و رقى إطلالتها حيث تميز هذا الجيل بأزياء وتصميمات استطاعت أن تضع بصمتها على عالم الموضة التى لم تمح حتى يومنا هذا.

و لأني أحلم بعودة هذا الزمن الجميل و رقيه الذي حرمنا منه مرة أخرى قررت أأخذكم فى جولة سريعة للتعرف على تطور الموضة من العشرينات حتى وقتنا هذا لنسترجع ما كنا بة من رقى.

لنعرف الموضة اولأ ، الموضة هي العرف السائد أو نمط من اللباس ، والموضة مظهر يعبر من خلاله الشخص عن فكرة أو للظهور بمظهر جيد أو للبروز بين الناس و هى تعتبر فن واسع من الألبسة من جميع أنواع الأقمشة و هي تجمع ما بين جميع ثقافات العالم من الشرق الى الغرب و هى تعبر عن الإنسان و نطاق معيشته.

تأخذ الموضة و الأزياء جزءا كبيرا فى أذهان الناس و خاصة المشاهير حيث تدلنا على شخصية الشخص الذي يرتديها حيث نجد الكثير من المقالات و المناقشات و الأسئلة حول ملابس شخص مهم فى مناسبة ما، فالأزياء عالم يتطور عبر السنين ليصبح من أهم الثقافات فى وقتنا هذا.

أعتقد أن جميع النساء فى مرحلة ما قد وقعن فى غرام موضة عشرينات القرن الماضى أكاد أجزم أنها الأجمل، انها الموضة التى جعلت كل النساء يشعرون بالتحرر والانعتاق من قوالب المجتمع التقليدى و يشعرون بأن كل واحدة منهما نجمة حقيقة فقد تحررت الفساتين فى هذة الفترة من من كل القوالب المعروفة فكانت طويلة او قصيرة غالبا بلا أكمام، تميزت بألوان زاهية زينتها أحجار براقة و ترافقها تيجان من الالماس و عقود من اللؤلؤ و أساور من الذهب و شالات من الحرير .. انه عصر الأنوثة الجميلة.

أما فى الثلاثينات فقد أخذت الموضة منحنى أنثويا أشد بروزا مع بساطة واضحة فى أشكال الفساتين حيث ركز المصممون على إبراز الجسم النحيل الخالى من الإنحناءات حتى أنهم لجأوا إلى استعمال سندات الأكتاف لاخفاء بروز الفخذين و إعطاء الجسم شكل نحيفا متناسقا.

فى منتصف الأربعينات كانت الموضة وقتها ال ” ريترو ستايل ” كانت من أجمل الأزياء عبر العصور حيث انتشرت موضة الفساتين ” الشانيل” و تاييرات “شانيل” و “بنسل كات” ذات أكمام طويلة و فساتين منفوشة ذات ألوان زاهية التى تم تصميمها من خامات غنية و أيضا تميزت تلك الفترة بالاكسسوارات الراقية و الجذابة التي كان منها ” الجوانتى” الذى كان قطعة أساسية مع الفستان لتكتمل بذلك الأناقة من خلال تنسيق كل فستان مع لون الجوانتى المخصص له و الملائم مع الفستان.

فترة الخمسينات أطلقوا عليه عصر نهضة الأزياء الراقية ، عادت فية الأنوثة بقوة مع فساتين رومانسية مستوحاة من موضة العشرينات متنوعة الألوان بخصور مشدودة تغطيها أحيانا طبعات من الورود الجميلة و تنورات مستديرة منفوشة و مع نهاية الخمسينات بدأت الفساتين تأخذ شكلا أبسط و أكثر جرأة لكن مع المحافظة على إبراز الخصر النحيل.

الرقى و الاناقة و الفخامة سمات أساسية تتميز بها أزياء الستينات، تربعت  القفازات الحريرية و الساتان على عرش الفخامة حيث كان لا يخلو منها اى حفلة رسمية أو مناسبة عامة و أيضا التييرات المقلمة و القبعات المخملية، حظت سيدات هذا الزمن الجميل بإحساس النعومة و الأنوثة الذى حرمنا منة فى زمنا هذا.

الوسط النحيف و الأرجل الممشوقة و الأقدام ذات المقاسات الدقيقة كانت من مقاييس الجمال لدى فتيات الستينات، ظهرت بوضوح فى تصميمات الأزياء طاغية الأنوثة.

فى السبعينات زادت شعبية الشارلستون و أصبح من مميزات هذة الفترة كما برزت موضة الفساتين الطويلة ذات النقاشات الكبيرة و الألوان المشرقة و أيضا ربطات الرأس الأنيقة كما زينت الفتيات شعورهن بالورود الكبيرة.

أما الثمانينات التى اتسمت بالجرأة الشديدة و التمرد، يبدو أن الذوق العام انحدر قليلا حيث رأى الكثير من خبراء الموضة انها الموضة الأسوأ على الإطلاق حيث اتسمت بالضخامة الواضحة فانتشرت موضة الأكتاف العريضة و البلوزات الكبيرة و السراويل الواسعة مع ثنايا على الخصر و ضيق عند الكاحل و كانت الألوان فى الغالب أما باهتة جدا او فاقعة جدا.

أبرز ما يميز فترة التسعينات هو إرتداء الجينز بشكل كامل ،بسروال ذو خصر عال غالبا ذو لون فاتح مع قميص مربوط على الوسط كما انتشرت الملابس بألوان مختلفة و انتشرت موضة ارتداء الألوان غير المتناسقة مع بعضها البعض كما كانت الفساتين مطبوعة بطبعات متنوعة و مختلفة الألوان.

و بالتعرف على مرحلة تطور الموضة من العشرينات الى التسعينات، لا أعرف كيف حدث هذا  التشوه الفكري و الذى جعل من المرأة فى وقتنا هذا “امرأة مسترجلة ” ذات ملابس و ألوان غير متناسقة بسبب أنتشار الملابس العملية و الكاجوال.

لجأت بعض السيدات فى 2018 الى إرتداء البنطال الجينز و التونيك و الحذاء الرياضي و الطرح المنفوشة و القمصان الأشبه  بقمصان الرجال بحجة الاحتشام و الهروب من التحرش حيث تحولت من تابلوهات أنثوية جميلة إلى لوحة مليئة بالألوان المبهرجة الغير متناسقة كليا.

الموضة الحديثة بدأت تتغير بسرعة كبيرة فلم تعد تنتظر عقدا كاملا لتتغير تغييرا كبيرا فهى الآن قد تتغير من عام لآخر و من موسم لآخر.

من منا لا تريد ان تصبح فى أناقة و رقة و شياكة هوانم زمان اللاتى كانت اناقتهن يتحاكى بها العالم و لكنها أصبحت مفتقدة الآن فى ظل أنتشار البنطال الجينز و الموضات الجديدة.

إلبسوا فساتين و رجعوا هيبة هوانم زمان، إلبسوا فساتين تضفي على مظهرك  لمسة رقة وجمال ، تخلى و ثورى على البنطال الجينز الضيق و الممزق واستردى أنوثتك.

فإرتداء الفساتين كفنانات الزمن الجميل مثل سعاد حسنى و فاتن حمامة و شادية و هند رستم أيقونات الموضة اللواتى لا مبارز لهن حتى يومنا هذا، وأيضا التنورات و البلوزات ليست للاحتفالات والسهرات فقط بل لكل مكان للنادي و العمل و المصيف لكل من المحجبة وغير المحجبة، موضة تناسب كل الفتيات و طبيعة عملهم حيث ان الفساتين متوفرة في الأسواق بأشكال ترضى جميع الأذواق و تتناسب مع الفتيات المحجبات و غير المحجبات و تتناسب مع جميع شرائح المجتمع.

إلبسوا فساتين ورجعوا هيبة هوانم زمان، الفستان هو إعلان و عنوان الأنوثة و ليس مجرد سلعة بل هو هوية المرأة.  

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.