جرعة أنوثة| ” الزواج بين القسمة والنصيب وزواج الصالونات “
بقلم| بسنت يوسف
كلا منا تحلم بان تقابل فارس احلامها الذي يحملها على حصانه الأبيض، الذي ستكمل معه المشوار وباقي أيام حياتها حلوها ومرها، ويكون لها بمثابة النصف الآخر الذي يدعمها ويقف الى جوارها في الايام الصعبه.
فقرار الزواج عموما واختيار الشريك المناسب خصوصا ليس بقرار سهل فهي مسئولية كبيرة لابد ان يكون مدركها كل من الطرفين حيث ينتج عنها أرواح أخرى لا ذنب لها في معاناة التفكك المشاكل الاسرية.
وبالنظر إلى مسألة البحث عن شريك قد تغدو مسألة غاية في الصعوبة، خاصة أن مجتمعاتنا الشرقية مجتمعات محافظة وبالتالي التعارف بين الشاب والفتاة ليس بالأمر السهل حتى ولو اجتمع كل منهما داخل الجامعة أو العمل ستكون علاقتهما ضمن حدود الدراسة والعمل، وبالتالي يصعب أن يتعرف كل منهما على الشخصية الأصيلة للاخر وتحديدا إذا كان أيهما يصلح شريكا في هذه الحياة و قادر على تحمل المسؤولية أم لا.
في مجتمعاتنا الشرقية مجال البحث الشاب عن الفتاة التي يرتبط بها اكبر واوسع، أما الفتاة فى حدودها في البحث ضيقة وليس لها الا ان توافق على العريس المتقدم لها أو ترفضه، ولكن يجب على كل من الفتاة والشاب ان يكتشف ما تحتاج إليه نفسه من مواصفات يرغب في توافرها في شريك حياتك ليكمل كل منهما الآخر، كما يجب أن يكون لكل منهما مطلق الحرية في اختيار الشريك المناسب دون ضغط من الوالدين او احد الاطراف الاسرية، فهو من يعيش اختياره ونتائجه وليس هما.
لذلك من الأمور الاساسية التى يجب الانتباه اليها عند اختيار الشريك أن يكون هذا الاختيار قائم على أساس العقل والمحبة، وليس على أساس المصالح المادية أو الشخصية، والمصالح تذهب مع الايام ولكن المحبة هي التي يتفق معها الزوجان إلى أن يشيخوا سويا.
فرأى الشاب يختلف عن رأى الفتاة في اختيار شريك الحياه، و بالاستفتاء الذي قمنا به على تويتر حول أنماط شريك الحياة وكيفية الإختيار ،حيث أخذت الشخصيه العقلانيه الصادرة في التصويت وسنعرض نمط كل شخصية على حده.
_ الشخص العقلاني: هو الشخص الذي يفكر كثيرا قبل ان يقوم بعمل اي خطوة، او اتخاذ اي قرار ويحسب الأمور من ناحية عقلانية ومنطقية، ولا يوجد في منطقة وعقليته أي جانب رومانسي.
_ الشخص الرومانسي: يكون شخص حساس بشكل كبير يعطي القلب الجانب الأكبر في الحكم على معظم قراراته، حيث ان مشاعره و عواطفه هي التي توجه.
_ الشخص الاجتماعي: هو شخص يتخذ قراراته بناء على آراء الأسرة والمحيطين به من أصدقاء ومعارف.
_ الشخص الجسماني: يأخذ قراره بناء على مواصفات شكلية معينة الطول والوزن ولون البشرة وشكل الوجه وغيرها.
قديما كانت تتم غالبية الزيجات عن طريق (الخاطبة)، وهى ان يتعرف شخصين على بعضهم في اذا تم الامر انعقد الزواج ولكن بتطور الزمن تغير هذا الاسم ليعرف الان ب( زواج الصالونات) وهو من الزيجات المعروفة و الاكثر انتشارا في المجتمعات الشرقية، فهو زواج بتدخل من الأهل يرى فيه أهل الشاب فتاة مناسبة لابنهم، ويرى فيه أهل الفتاة شاب مناسب لابنتهم، ويتغافل الأهل عن التوافق والتفاهم بين الطرفين، وعند حدوث المشاكل بين طرفين أو الطلاق يتساءلون لماذا؟!
لانه زواج روتيني خالي من المشاعر، خالي من روح المحبة والود، زواج شكلى خالي من الأسس الداعمة والعوامل المساعدة القيام علاقه زوجيه ناجحه، ليتحمل كل من الطرفين عيوب ومميزات الأخر، لذلك نسبة نجاح زواج الصالونات ضئيله جدا و غالبا ما تنتهي بالفشل بعد سنوات ليس ببعيدة ويحمل كل من الطرفين هذا الفشل للاهل واختيارهم.
فالحب والزواج ليس قسمه و نصيب و ليس حظ ولكن هناك العديد من المواصفات التي يجب أن تكون في شريك الحياة لتأسيس حياة زوجية مسؤولة ومستقرة.
_ القناعة: تعتبر اساس سعادة اى الإنسان، لذلك يجب أن يكون كل شريك مقتنعا بشكل كامل بالنصف الآخر حابب عيوبه قبل مميزاته، لان في حالة افتقار أي طرف من الطرفين القناعة بشخصية الاخر، بالتاكيد سيفشل هذا الزواج، لذلك القناعة كنز لا يفنى.
_ حب الجوهر وليس الشكل الخارجي: في كثير من الأحيان تكون المظاهر خداعة، فهناك الكثير من الناس يختارون الطرف الآخر بناءا على اسس جمالية او على حالتهم الماديه، ينبهرون بالبريق الخارجي وينسوا في المضمون الداخلي، وبالتالي يترتب على هذا القرار نتائج سلبية عند صدمة اكتشاف كل منهما للآخر، الجمال ليس كل شيء يكفي ارتياح القلب وقبول المظهر الخارجي وعدم النفور منه، فاذا قام الزواج على الاساس الجمالى فقط ستجد نفسك امام شكلا بلا جوهر، وانا هنا لا اعمم انه كل الجميلات فارغات، ولكني أرفض اعتبار شرط الجمال الخارق شرط أساسي للزواج وبناء حياة، لذلك يجب النظر الى هذه الخطوة على أنها خطوة ستغير مجرى حياة الطرفين،وبالتالي يجب ان ننظر للامور من كافة الزوايا، فالجمال لا يكفي لحل المشكلات.
_ اختيار البيئة المناسبة: يجب على كل من الشاب والفتاة أن يبحث عن الطرف الآخر الذي يناسبهم، في الدين والأخلاق وعمر والتعليم والعادات والتقاليد والمستوى الاجتماعي، بحيث تكون متقاربة من بعضهم البعض في جميع ما ذكر، وإلا سيشعر طرف بالفوقية والطرف الآخر الدنيوية والنقص، وانا هنا لا اقول متشابهين بل متقاربين، ولابد ان يكون هذا التقارب بحدود وليس فرق شاسع.
_ الاجتماع على حب الله: من اجمل حالات الزواج هو الاجتماع فيه على الطاعات، و مساعدة كل طرف الآخر لقرب من الله عز وجل، وأن يكون كل طرف ملتزم من الناحية الدينية مثل الصوم والصلاة و مخافة الله.
_ الاخلاق: لابد من اختيار الانسان ذو الاخلاق الرفيعة الذي يحترم عائلته ويشاركهم القرار و يحترم آراء الآخرين، الذي يتميز بالرقي والذوق والرحمة في التعامل مع المحيطين به.
_ التوافق: يجب أن يكون كل طرف متفق مع الطرف الآخر من ناحية التفكير و الاحلام والاهداف المشتركة والمبادئ والأولويات، وذلك حتى لا يكون هناك تعارض وتضارب بين آراء الطرفين وبالتالى يصبح هناك مشاكل وتعقيدات.
الا ان الوضع الحالى وصل الى هوس الفتيات بالزواج والدبلة والخطوبة، لمجرد أن زميلتها سواء فى الجامعة او العمل تزوجت او اتخطبت، اعتقادا منها ان الزواج والخطوبة يتمثل فى اللحظات السعيدة وعيد الحب والهدايا والورود، دون دراية عن المسئولية التى تقع على عاتقها من وراء هذا الارتباط.
يشغل هذا الموضوع حيز كبير من تفكير غالبية الفتيات فى الجامعات، حيث تنقسم الفتيات فى هذا الأمر الى نوعين:
_ النوع الأول: تريد الزواج عن حب ولا تقبل زواج الصالونات او الزواج التقليدى.
_ النوع الثانى: لا يفرق معها الحب ولا تمانع فكرة زواج الصالونات.
وبسؤال عدد من السيدات والفتيات فى أعمار مختلفة عن رأيهم حول هذا الأمر:
_ فقالت احدى الفتيات فى سن ال20: انها توافق على فكرة الزواج سواء كان عن حب او زواج صالونات، ولكن لابد أن يكون مناسب لها من جميع الاتجاهات.
_ ورفضت اخرى فى سن ال20 ايضا: فكرة الزواج حاليا لرغبتها فى التركيز فى دراستها، خصوصا ان لديها طموحات واهداف تريد تحقيقها قبل الزواج الذى ربما يعملها عن ذلك.
_ واشارت اخرى: انها غير مقتنعة بفكرة جواز الصالونات، ولا بد أن يكون الزواج عن حب، لان الحب يخلق مساحة من التضحية ويجعل الاثنين قادرين على مواجهة وحل المشاكل معا.
_ واكدت احدى السيدات ( انا تزوجت بطريقة الصالونات) قائلة: فترة الخطوبة كانت كفيلة اننا نعرف بعض ونحب بعض، وأوضحت انها لا تقتنع بفكرة الحب قبل الزواج وانها تفضل زواج الصالونات.
كلا منا ينظر إلى الأمور من منظوره الخاص، من حيث وجهة نظره وتفكيره وما يناسب ايقاع حياته.
لذلك أنصحك يا فتاتى بالزواج العقلاني الممزوج بالمحبة والود والتفاهم.
اختار شريك حياة متفاهم.. يقدرك ويقدر مشاعرك واضطرابات النفسية والجسدية، زوج ودود ..كريم الأخلاق والمشاعر.. متعاون وليس اناني.
ابتعد عن البريق الزائف فهو زائل، وعليك بالمضمون فهو خير وأبقى، فالكثير متزوج والقليل من عثر على شريك حياة.