جرعة أنوثة | (سن الـ 30).
بقلم| بسنت يوسف.
عانس .. بايره.
وحيده .. بائسة .. تعيسه.
فاتها قطر الجواز.
شحتَ فرصتها في الزواج .. الإنجاب .. السعاده.
وابلا من الأوسمة اللعينة .. هكذا يصور لنا المجتمع، عزباء الثلاثون.
نظرة المجتمع النمطية حول فتاة الثلاثين مزعجة للغاية، حيث تتمحور حياتها في أعينهم حول مجموعة فارغة من الأسئلة المجوفة….
ترى لماذا لم ترتبط إلى الآن؟
لماذا لم تنجب إذا كانت متزوجةً ؟!
كيف أصبح شكلها مع دخولها سن الثلاثين؟
كم كنتُ أرى أنّ تشبيه المرأة بالوردة مهين وسخيف رغم رقة التشبيه عند سماعه للوهلة الأولى، ولكن عندما يرتبط هذا المثل بالعمر الجمالي والإنتاجي للوردة، والذي لا يتعدى أيامًا معدودات يصبح الأمر مثيرا للاشمئزاز.
هل كل ما في الأنثى يقف على هذه الأيام المعدودات بجمالها الحاضر المنصوب!؟
أين ذهب العقل، الروح، الطموح، والإنجازات التي لا تعد ولا تحسب في أي مرحلة عمرية يجب أن تكون.
عانس “كلمة حصرت بين حروفها الأربعة كل فتاة تجاوزت الثلاثين من عمرها بشهر أو شهور، بسنة أو سنين.
القليل من الشفقة والكثير من التساؤلات تلاحق كل فتاة تجاوزت الثلاثين من عمرها.
العنوسة ظاهرة عمت المجتمعات ودخلت البيوت وحطمت آمال وتطلعات العديد من الفتيات ،المعطيات والأسباب تختلف والنتيجة مع الأسف دائما واحدة “سرقها العمر ولم تتزوج”.
بسبب هذه النظرة المجتمعية القاصرة أصبحت الفتاة تخشى من عجلة الزمن ومن حساب العمر، فعندما تدور هذه العجلة في مسارها الطبيعي، وتتبدل الأيام كما يتبدل الليل والنهار خضوعًا لآيات كونية غير قابلة للمحو والتبديل، تشعر المسكينة برغبة لإخفاء هذه السنوات، وليس هذا ذنبها بالطبع!!!
نعم، قد تعصف بكل فتاة ثلاثينية هذه المخاوف بين الحين والآخر في شاكلة كوابيس ونوبات رعب ليلية تطاردها بعد كل محاولة تملص فاشلة من العزائم العائلية، وجلسات الشاي يوم الجمعة مع الجارات و التهكمات المتناثرهً هنا و هناك عندما تحاول بعضهم المقارنة بين ابنتها العشرينية المخطوبة و الثلاثينية التي لم تحظى بعريس وكأن في الامر شئ معيب، أو مناسبات اجتماعية من تخطيط والدتها لأنها على يقين من أن الدعوة المعتادة والمُحملة بنظرات الشفقة… “عُقبالِك”… ستفتح عليها مائة باب وباب من الأسئلة. ثم تعود لمساحتها السرية وتُدرك أنها في عصر مُختَلف وأن هذه المخاوف فُرِضت عليها بسبب ضغوطات العائلة وأفكارهم التقليدية.
في أبسط وقفة مع الذات، تتذكر أحلامها وطموحاتها المهنية، تتذكر المغامرات التي لم تخُضها بعد، تتذكر أنها لن تقبل أن يفرض عليها المجتمع شروطه..ولكن، أهي شروط مجتمع تفرض عليكِ أم أنها مخاوف ترفضين الإصراح بها ؟
تنتظر المرأة يوم عيد مولدها من كل عام بفارغ الصبر لكى تحتفل به وسط أفراد العائلة والأصدقاء وتستقبل الهدايا وتسعد بالمفاجآت التى تهيأ لها في مثل هذا اليوم.
ولكن في عيد ميلادها الثلاثين يكون الوضع مختلفا، فهي علي الأغلب لا ترغب بالاحتفال به كالعادة تتهرب من أصدقائها وتحاول الابتعاد عن الجميع قدر المستطاع ، الطقوس التى كانت تجريها خلال سنواتها الماضية على النقيض تماما وتختلف كليا مع هذه السنة الثلاثينية، فأحببت أن أناقش الموضوع مع صديقاتي لأعرف المخاوف التي تراودهم كفتيات في مقتبل الثلاثين؟ و أسبابها ؟
الين ٢٦ عاما:
وأنا طفلة كنت أشعر بأن الثلاثين بعيدة كل البعد عني، كنت أشعر أن كل من بلغ الثلاثين “خلاص راحت عليه”، ولكني كل ما أكبر وتزداد خبرتي الحياتية، أشعر أن كل من في سن الثلاثين أو حتى الخمسين لا يزال في مقتبل العمر وأمامه فرصة كبيرة لتحقيق أحلامه.
تفصلني أربع سنين على وصول الثلاثين، وأعي لجميع التوقعات المجتمعية المفروضة على كفتاة نظرات الانتقاد ستزداد إذا لم أكن متزوجة أو عندي أطفال، وكل ما تقل المسافة التي تفصل بيني وبين الثلاثين يزداد لدي هذا الخوف الصامت من رد فعل أهلي إذا لم اتزوج قبل الثلاثين.
وبالرغم من معرفتي ويقيني من محبتهم وتفهمهم لرغبتي، إلا أني أشعر بالمسؤولية الشخصية تجاه هذه التوقعات.
شروق ٢٧ عاما:
أطوي صفحة ال ٢٧ وأنا بلا وظيفة، بلا رأس مال بلا زوج… وبلا أطفال.
أقف على سلم الحياة معاكسة لتصورات المجتمع، بعد عيدي ال27 بأسبوع قررت ترك وظيفتي المفروضة على لأطرح على ذاتي أسئلة لم أعرف جوابها من قبل
ما هي أحلامك؟
ما هي أهدافك في الحياة؟
من أنتِ؟
ماهي صفاتك؟
ماذا تحبين و تكرهين؟
قررت أن أستثمر وقتي (وهو كل ما ملكته حينها) للتعرف على ذاتي.
قد أكون اتخذت هذا القرار نتيجة “أزمة مقتبل العمر” التي تواجه الكثير ممن في جيلي، ولكني أقف اليوم بعد ما حددت أهدافي المتواضعة وحققت بعضها وأنا في قمة السعادة والرضا.
هاجر ٢٨عاما :
ارتعب إذا سألني احدهم ما عمرك، اخشي من نظرة الشفقة والفضول التي أراها في عيون الآخرين خصوصا اذا كانت من المتزوجات اللاتي لديها زوج وأسرة وحياة خاصة بها، تعمدت الغياب عن عملي في يوم ميلادي حتى لا أتعرض لموقف محرج او عبارات من هذا القبيل (ها مفيش جديد) ، لكن هذا ليس ذنبي..و ليس بيدي.
بسمه ٢٩ عاما:
العمر بالنسبة لي هو مجرد رقم، ليس أكثر ولا أقل.
لا أقيس وجودي به، فأنا روح وطاقة ولدي أهداف.
لا أتقيد بجسد أو بكيان فيزيائي، أنا أؤمن بأننا أرواح وضعت في أجساد لتحقيق أهدافها في مشوار الحياة. هل أخاف من الثلاثين، بالتأكيد لا، أنا استشرف كل سنوات العمر بيقين قوي أن كل يوم هو صفحة جديدة مليئة بالتجارب والدروس واللحظات، ومجموعها هو رحلة المرء مع الزمان ليس أكثر.
ساره ٣٠ عاما:
استيقظت متأخرة في هذا اليوم .. نظرت الى المرأة باحثة عن التجاعيد والشعرة البيضاء اعتقادا مني أن هذه الصفات ترتبط ارتباطا وثيقا بسن الثلاثين، فالمشاعر والأحاسيس تتحول فجأة من طفلة طائشة ترغب في اللعب واللهو مع أصدقائها إلى امرأة عاقلة تفضل الجلوس في منزلها تفتش في أوراقها الشخصية وتدقق النظر إلى يوم الميلاد أملا في أن تجد نفسها مخطئة وأن الأمر قد اختلط عليها وأنها مازالت في العشرينات من عمرها.
ولكني سرعان ما اصطدمت بحقيقة أنني قد أتممت الثلاثين، وكأن الأوراق الرسمية اتفقت مع تفكيري وأحساسي على تأكيد خوفي وقلقي تجاه هذا العمر.
نيمال ٣١عاما:
أخبرتني أمي أنها تؤمن بأن الله سيبعث البشر للحساب يوم القيامة في سن الثلاثين، لأن الثلاثين دينيا هو سن الرشد.
ومن هنا نبع اعتقادي بأن ٣٠هو سن الكمال، فهو السن التي تصل فيه الفتاة إلى تمام أنوثتها، وهو السن التي تكتسب فيه الثقة بالنفس التي لطالما حلمت بها.
في عيد ميلادي الثلاثين، لم أتحول فجأة إلى هذه السندريلا القوية والجذابة عندما دقت الساعة الثانية عشر، لم أشهد التغيير خلال أسبوع أو شهر أو يوم، إلا أنه تغير فيّ شيء… تمكنت من التصريح عن رأيي والتعبير عن ذاتي بدون أي خجل أو خوف من رد فعل الآخر.
قد لا أكون متصالحة مع ذاتي كليا إلا أنني استطعت وأخيرا أن أقول لا عندما أريد، استطعت أن أودع المواقف والأشخاص الذين لا يروقون لي.
“وأنا أطوي صفحة الثلاثين اليوم أقول لكل فتاة، أن العمر ما هو إلا مجموع لحظاتك أنتِ، قراراتك أنتِ… ثلاثونكِ هو ما تختارين.”
تخشى السيدات والفتيات دخول بوابة الثلاثين من العمر وتلجأ الكثيرات منهن إلى إيقاف عداد العمر عند الـ ٢٩ لمن يسألها عن عمرها، قد يكون هذا الرقم بالنسبة للمرأة التي تزوجت وأنجبت مجرد رقم عابر، فقد لا تشعر به بسبب التزاماتها اليومية وأعباء الحياة التى لا تنتهي، بينما فتاة بلغت من العمر ثلاثين عامًا ولم تتزوج فقد يختلف الأمر كثيرا، فهذا العمر قد يمثل “بعبع” عند كثير من الفتيات إلى جانب الخوف الذي يصاب به أهالي البنت، فهم يعتقدون أن هذا الرقم ناقوس خطر يدق حول تأخر الزواج، بالإضافة إلى البيئة المحيطة بها ونظرة المجتمع الذي ينظر إليها نظرات اتهام ويحملها المسئولية بسبب تأخر زواجها.
العادات والتقاليد هي التي اخترعت مسمى العنوسة وهي التى ربطته بسن الثلاثين، ما أدى إلى رعب البنات وذعر الأهالي منه، التربية كان لها دور كبير في تكوين هذه الهواجس، حيث إنها كانت تدعم داخل كل بنت أنها مهما حققت من طموحات فإنها في النهاية مصيرها محتوم بالزواج والتفرغ للأبناء، الأسئلة الفضولية من العالم المحيط بالفتاة عن أسباب عدم زواجها حتى الآن وكأنها هي التى تستطيع أن تزوج نفسها وليس النصيب.
الأعمال الدرامية رغم أنها الجهة المنوطة لتصحيح المفاهيم الخاطئة، إلا أنها رسخت مفهوم العنوسة داخل أعمالها، مثال على ذلك مسلسل “عايزة اتجوز” الذي ظهرت فيه الفنانة هند صبري طبيبة صيدلانية تبحث عن العريس قبل أن تتخطى سن الثلاثين، وتغافل العمل الدرامي عن دورها الوظيفي وشهادتها الجامعية وأكد فكرة أن هذا العمر بالنسبة للمرأة معيب خاصة إذا إن كانت لم تتزوج.
كل ما سبق استوجب كتابة هذه السطور، ونثر كلماتها على الورق للإشارة إلى ما يقدمه عمر الثلاثين من مزايا، وترميم الثقة التي فقدتها الكثيرات خلف السنوات المغيبة قسرًا.
عادة ما يُقال إن “الحياة تبدأ بعد الثلاثين”، ففي هذا السن الذهبي تنتهي اضطرابات عمر العشرين لتبدأ مرحلة جديدة من الاستقرار الذهني والمادي، وتنتهي أيضًا مرحلة الأحلام الوردية لتبدأ مرحلة التخطيط الواقعي.
في مرحلة الثلاثين، تصبحين أكثر تقبلًا لاختياراتك وأكثر تقديرًا للحظات الهامة التي تقضينها مع عائلتك دون ضغط أو توتر.
ففي كل مرة تنظرين في المرآة و تستائين من بدء ظهور التجاعيد أو انتفاخ العينين، شعورالاستماع بالنضج الذي وصلت إليه من خلال هذه السنوات سيمحي ذلك الاستياء.
الوصول لسن الثلاثين يعني الوصول لمرحلة النضج الحقيقية والانطلاق ووضع أهداف واضحة ومحددة لحياتك ومستقبلك، يمكنك اعتبار عيد ميلادك الثلاثين بوابة دخولك عالم مميز ومختلف ومليء بالتجارب الأكثر نضجا وتحقيق الذات، الثلاثينيات هي بداية جني الثمار، سواء في الحياة العملية أو العائلية، تعرفي على مميزات عمر الثلاثين حتى تتأكدي أنها أفضل سنوات العمر وأفضل من سن العشرين.
نضج Extra :
كم هو مريح نفسيا وذهنيا أن تصلي إلى هذه المرحلة من السلام والتصالح مع هذا العقل المشتت.
بعد دخول الثلاثين ودعي القرارات الطائشة والتخبطات الغير عقلانية، هذا ما تؤكده أبحاث أُجريت في المملكة المتحدة أن الدماغ لا يزال يتطور بعد مرحلة الطفولة والبلوغ، ولا يتم تطويره بالكامل حتى يصبح الفرد في الثلاثينيات من عمره وربما إلى الأربعينات، وبالتالي تناقض نتائج هذه الدراسة النظريات الحالية بأنّ الدماغ ينضج قبل ذلك بكثير.
توضح الدراسة أيضًا أنّ قشرة الفص الجبهي، وهي المنطقة التي تقع في مقدمة الدماغ خلف الجبين مباشرة، هذه المنطقة من الدماغ تمر بأطول فترة من التطور وهي تعنى بالوظائف الإدراكية العالية مثل: التخطيط وصنع القرار، وهي المسؤولة بشكل رئيسي عن السلوك الاجتماعي، الوعي الاجتماعي، التعاطف، التفاهم، التفاعل مع الآخرين، ومختلف سمات الشخصية.
يقول البروفيسور “بليكمور” عن قشرة الفص الجبهي: إنها الجزء المهم من الدماغ التي تصنع منا بشرا.
خبرات أكثر و انتكاسات أقل :
عندما يأتي هذا العمر سيكون أمرًا مفروغا منه أنك قد اختبرتِ عددًا لا بأس به من الخيبات، وتذوقت نكهات متعددة للخذلان، و ستصاحبك هذه اللحظات مثل أجراس فصول الدراسة التي لا تنسى، ولكنها بالمقابل تخبرك بانتهاء هذا الفصل الحياتي مع بقاء الدرس المستفاد من كل ما حدث، تتمنين لو أنها لم تحدث إلا أن حدوثها وتراكمها هو فقط من سيصنع منك هذه الإنسانة الجديدة التي لن تسمح للزمن بأن يعيد نفسه؛ لأنها هي ذاتها لم تعد نفسها بل مجموعة نتائج منقحة ومحسنة لبدء حياة جديدة من الأمل وحب الحياة.
مثلا قبل مرحلة الثلاثين يجد الإنسان صعوبة في التمييز بين الخبيث والطيب ممن حوله، ما يؤدي إلى التعرض إلى صدمات متكررة من أشخاص احترفوا خداع الغير، و بدخول مرحلة الثلاثين تزداد خبرة الإنسان في التعرف على المعدن الحقيقي للناس، ما يقلل من تعثره في من يضمرون له الشر.
معرفة الذات :
لقد قضيتِ سنوات المراهقة تحاولين فك شفرات عواطفك المرتبكة وفي العشرينات تناضل من أجل إيجاد مكان لك بهذا العالم، و بوصولك إلى سن الثلاثين أصبحت خبيرة نفسك تدركين جيداً الأشياء التي تحبينها والتي تكرهينها؟
هل انت كريمه ام بخيله؟
هل انت قيادية ام كسوله؟
وهل انت حقا بذلك السوء مثل ما قالت تلك المعلمة الغاضبة منك ؟
ام انك الوديعة كما تردد والدتك دائما !!!
هل أنت أفضل من فلانه أم هي أفضل منك ؟!!
عندما تصلين إلى هذه المرحلة من العمر تتبدد هذه الأسئلة تماما، والارتباك والفوضى يصبح أهدأ عندك، و ستصلين ربما إلى حالة من الرضا تسكنك فوق السحاب، فلا مضيعه أكثر للوقت في الانبهار بتلك أو في محاولة (غير مقصودة) لتقليد أخرى.
فالآن قد اكتملت اركان شخصيتك فهو الطريق الحقيقي لاكتشاف ذاتنا والوعي بأنفسنا ومعرفتك بها.
علاقات مستقبلية أصح :
في مرحلة العشرين ربما يكن لديك مجموعة كبيرة من الأصدقاء، تتطلبها طبيعة المرحلة من مرح وسفر وغير ذلك، إلا أنك مع مرور الوقت ستكتشف أن عدد قليل منهم ربما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة هم أصدقائك بالفعل الذين لم تغيرهم الأيام فلم يتخلوا عنك مهما كانت الظروف والمغريات، أي أنك في الثلاثين ستكتشف معنى الصداقة الحقيقي.
تؤكد دراسة استمرت لـ 75 عامًا أنّ علاقتنا بالآخرين هي من تلون فصولنا، تحدد سعادتنا مراحل حياتنا هبوطًا وصعودًا، لذلك فإن اختيار علاقات صحية ملائمة وهذا بالضبط ما يقدمه لنا عمر الثلاثين يعنى حياة أكثر سعادةً واستقرارًا، حتى وإن تأخرت في الحصول على أصدقاء حقيقيين أو كنت انطوائية أو منعزلة، فإن علاقاتك التي ستتكون في هذا العمر هي التي سوف تبقى وتدوم طويلاً و تجعل حياتك أكثر بهجة.
القوه عند الفراق :
تشهد فترة العشرينات بطبيعة الحال أكبر قدر من قصص الحب بمختلف درجاته، والتي يجد الإنسان صعوبة كبيرة ربما تصل إلى حد المعاناة عند وضع نهاية لها، ومع تكرار التجارب يصبح أمر إنهاء العلاقات أسهل، بل ربما يصبح الأمر لدى البعض مهارة يستخدموها عند الحاجة.
الشخصية المستقلة :
نجد بعض الشباب العشريني حائر بين ما يجب أن تكون عليه شخصيته من صفات، فيلجأ بعض من ضعاف الشخصية إلى تقليد الآخرين و تختفي معالم شخصيتهم، وهو ما يقل بالتدريج حتى يكاد أن يختفي لدى معظم الناس عند سن الثلاثين حيث يصبح للإنسان في هذا العمر شخصيته المستقلة وأفكاره الخاصة وطريقته الفريدة في كل حركاته وسكناته.
زيادة الثقة بالنفس :
وهو أمر مرتبط بالعنصر السابق، فبعد أن يعاني العشريني من ضعف من ثقة بنفسه بسبب تكرر التجارب الفاشلة على مختلف الأصعدة، تجده يكتسب خبرة بالتدريج، ويصبح أكثر دراية بما يريده بالتحديد من الحياة ما يجعله يعيد ترتيب أولوياته ويتحرك نحو هدفه بثقة، كما يصبح الإنسان أكثر تقبلا لعيوبه وأكثر وعيا بكيفية التعامل معها.
تقدير نعمة الوقت والصحة :
يظن العشريني أن لديه متسع من الوقت و قدرا وفيرا من الصحة لا ينفذان، وهو المعتقد الذي يبدأ بالتغير في الثلاثينات، حيث يكتشف حقيقة أن الوقت محدود فعليه إنجاز ما ينفعه فيه لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة، كما يقدر نعمة الصحة حتى وإن كان لايزال يتمتع بقدر وافر منها، فيدرك أن عليه عدم تفويت فرصة القيام بأنشطة قد لا يستطيع القيام بها بعد سنوات ليست بعيدة.
وجد استطلاع رأي أجري في عام ٢٠١٢، أن ٧٠٪ من البريطانيين الذين تزيد أعمارهم عن ٤٠عاما قالوا أنهم لم يكونوا سعداء حقا حتى سن ٣٣عاما، وقال أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع أن الحياة أكثر متعة في عمر ٣٣، بينما قال ٤٢٪ أنّهم أكثر تفاؤلا بشأن المستقبل في هذا العصر، و ٣٨٪ أنهم عانوا من ضغط أقل في سن ٣٣ مقارنة بأعمارهم عندما كانوا أصغر سنًا، أليس هذا رائعا حقا أن تصلِ لعمر السعادة المتوهجة!
سن الثلاثين سن رشد ونضوج وسن عقل ورزانه.. سن الانوثه الكامله المتكاملة ولكنه يكون شبح مخيف يلاحق من لم يعش الحياة بصورة طبيعية خوفا من كلام الناس.
كوني امرأة حفظت كبرياءها من الزوال وصنعت عالمها الجميل، كوني أقوى امرأة صدت رياح مجتمع بأسره وكسرت قيوده المتصلبة على حياتها، كوني كغيمة لا تحتفظ بالأحزان بل تلفظها خيرا يسقي كل الناس، ف ينبهرون بها ويعلقون أعينهم إليها نحو
السماء ….كوني الأجمل دائما دونهم..
الثلاثين ليست نقطة نهاية في كتاب حياتك يا عزيزتي، الحياة لا تقف عند أحد ولا على وجوده، كل ما
تشعرين به الآن من ألم أو وحدة لن يدوم.
يخبئ لك المستقبل الكثير من الصداقات التي ستخط أجزاء كتاب حياتك، فلا تعتذري عن اختلافك، ولا تعتذري عن وجهة نظرك، ولا تعتذري عن مشاعرك.
كوني أنتِ كما أنت، فأنت اليوم ستبني أساس ما نحن عليه غداً.
توقفِ عن مقارنة نفسك بغيرك من بنات جيلك .. أتمنى أن يكون شعري كثيفًا ولامعًا مثل شعرها .. راتبها ضعف راتبيِ .. لم أتزوج بعد وها هي تدعوني لزفافها الثاني …. توقفي وعلى الفور عن مقارنة حياتك بكل ما فيها من روعة وجمال وإثارة بحياة أي شخصٍ آخر، كل منا له رحلة مستقلة مختلفة وفريدة، لا تربطِ بأي شكل من الأشكال مسار حياتك بمسار حياة الآخرين، المقارنة لن تؤثر فيها إيجابيا بأي صورة بل ستدفعك إلى انتقاد نفسك مرة تلو أخرى لتوصمي نفسك بالفشل أو القبح أو أي صفة سلبية أخرى.
اغمري نفسك بكل الحب واحبي تفاصيل حياتك بكل ما فيها واعتادي ذلك عبر طرد الأفكار السيئة لحظة ظهورها وابداليها بجملة تريحك وتذكرك بروعة حياتك ( لعله يحدث بعد ذلك أمراً ).
أعيري آراء الآخرين ما يرى بالعين المجردة من اهتمامك… لا أمزح هنا!
فأنت إذا كنت تسعين دائمًا إلى الحصول على الرضا من الآخرين وتخافين انتقادهم، فلن تتطوري أبدًا ولن تتمكني من تحقيق ما تطمحين له، بل ستكونين كمن تتلقفه الأيادي سعيًا للحصول على موافقة من هذا وقبول من ذاك.
اعرفي نفسك، وحددي أهواءك بدقة وعندها لن تطيح بك آراء الآخرين يميناً وشمالاً…
الخطأ حق للجميع وليس حكرا علي أحد و لنفترض بأنك ارتكبت خطأ ما في العمل أو مع الأصدقاء أو مع شريك أو في الحياة عموما .. هدئي من روعك على الفور، واعلمي بأن أينشتاين نفسه الذي نتغنى بذكائه وبفضله حتى اليوم لم يتعلم سوى عن طريق أخطائه العديدة.
سامحي نفسك على الفور و طمئنيهاِ بأنها من الذكاء تعلم الدرس الخفي من جراء هذا الخطأ، امدحي نفسك في كل المواقف وهدأِ من روعها فلن تحظى بحب أكبر مما تمنحهِ لنفسك سواء كنت قد أصبتِ أم أخطأتِ.
ابتعدي عن التردد .. التردد مقبرة الأحلام ، غامري وكوني شجاعة في اتخاذ القرارات بعد دراستها بحكمة من شأنها أن تمنح شعورًا بالإنجاز والرضى عن النفس.
حلقي بعيدا عن السرب بدلا من التردد والخوف من النتائج التي قد تحدث أو قد تتجرد إلى صورة احتمالات وهمية.
طريق النجاح دائما يبدأ بخطوة… لذلك يا عزيزتي لا تترددي بأخذ الخطوة الأولى والاستمرار رغم كل ما تواجههِ من تحديات.
هذه الخطوة البسيطة التي عزمتي على أخذها في أول الطريق هي التي ستحقق أحلامك غدًا….
أخيرا عزيزتي القارئة، اذا كانت تلك الأسباب كفيلة بأن تصنع يومكِ الثلاثين وتجعله مميزا ؟
ابتسمي مع نفسك عميق … استشعريِ جمال روحكِ ومبسمكِ، تذكرِ دائما أن عمر قلبك أكبر من أن يحشر في خانة عداد أو تقويم سنوي ….
تجاهلِ كل ما يقال فالرجال أيضا معروضين للعنوسة إذا بلغوا سن الثلاثين ولكن نحن من ننال الأوسمة في هذا المجتمع الذكوري أما هم يبقى الأمر عندهم سري للغاية.
الآن وفي ميلادك الثلاثون قفِ في شموخ امام كيكتك وردديِ .. الآن فقط بدأت السعادة الحقيقية .. حان الوقت لتذوق فرح الحياة الحقيقي.
وكما قال الصينيون في محبة الحياه
( فى ال٢٠بداية الرحلة .. وفى ال٣٠المعرفة .. وفى ال٤٠المال.. وفى ال ٥٠الفخر.. وفى ال ٦٠الرضا.. وفى ال ٧٠السعادة ).