جرعة أنوثة | قالوا زمان ” الأنثى شعر طويل و لسان قصير “

 

بقلم | بسنت يوسف

 

بحكم مهنتى تعرضت للكثير من القضايا والأحكام الصعبة والمعقدة ومنها الجريئة ومنها التى لا يصدقها عقل ومنها التى يصدم أن فاعلها من بنى البشر.

علمت اليوم بحكم قضائى هو الأول من نوعه قضت بة إحدى محاكم الأحوال الشخصية فى مصر بحرمان مطلقة ( سليطة اللسان ) من نفقة المتعة بعد شهادة الجيران  الذين أكدوا أنها كانت تسب زوجها علنا وبصوت يسمعه سابع جار ، و من هنا رأت المحكمة أنها غير جديرة باستمرار الزواج فقضت بالطلاق مع حرمانها من النفقة ، لأن حياتها مع زوجها كانت خالية من المتعة.

قضية تستحق النقاش حيث ان ظاهرة الزوجة (سليطة اللسان ) و التي لم يكن لها وجود فى مجتمعاتنا العربية فى الماضى وكما قيل قديما (الأنثى شعر طويل .. ولسان قصير).

هل عمل الزوجة جعلها تشعر بذاتها و النديه تجاه الرجل وحولها الى أمرأة جارحة؟.

ام انهن مغلوبات على أمرهن بسبب ضغوطات الحياة و أنهن ربما يفرجن الكبت النفسى فى المشاجرات والمشاحنات؟.

ام انها ردة فعل ووسيلة للدفاع عن نفسها إذا كان يقع عليها اذى نفسى أو جسدى من الزوج؟!.

فمن واجبى سؤال بعض السيدات  التى تعرضن لمواقف مشابهه فى ذات الإطار عن السبب الذي دفعهم إلى ذلك بعد أن كانوا يمتازون بالأنوثة والرقة الطاغية بشهادة الجميع؟ العدالة تحتم ذلك قبل إصدار حكمى عليهم.

_ تحكي السيدة الأولى قصتها قائلة : تزوجت منذ سنتين برجل يكبرني بحوالي 13 سنة ، رقته في التعامل مع الجميع وحبه لي شجعني على الزواج منه وكان خوفي الوحيد  فى هذة العلاقة هو فارق السن لكنني بعد الزواج أكتشف أن المشكلة مختلفة تماما و ان رقته في التعامل لم تكن إلا ضعفا فى شخصيته، ووجدتنى رغم صغر سنى مسئولة عن كل شىء فى البيت و قراراته المصيرية حتى المضايقات التي نتعرض لها فى الشارع مع اى شخص أجد نفسي مسئولة عن مواجهتها فهو دائما يتجنب المواجهة و لان الكثير من المواقف التى نتعرض لها تحتاج الى الصوت العالى فها هى النتيجة الأن تتجسد فى حياتنا الزوجية التي تبادلنا فيها الأدوار، فقد أصبحت أتقمص دور الرجل دون رغبة منى و دون رفض منة إضافة الى ذلك ضعف شخصيتة جعلنى دائما ثائرة لا استطيع السيطرة على انفعالاتي ، فأنا لم أكن أحلم بتلك الحياة بل كنت احلم بالزوج القوى الذى يحتوينى ويدافع عنى فى اى موقف أتعرض

له .. ولكن ماذا افعل الآن؟ لم يعد بيدي شىء و لم يعد لدى سوى انفعالاتى الدائمة و صوتى العالى داخل البيت وخارجه و التى تحولت مع الوقت الى سلاطة لسان حقيقة حتى اصبح الجميع يخافون منى!.

_ ومن جهة أخرى فسحنا المجال للطرف الأخر لكى يحكى قصته وهو رجل فى الثلاثين من عمره يعانى من سلاطة لسان زوجته قال:  تزوجت زواج صالونات فقد رشحتها لي إحدى أقاربي و لأن الزواج كان سريعا فلم تتح لنا الفرصة للتعرف على بعضنا البعض والمشكلة الآن أنني أعمل 12 ساعة يوميا و متزوج فى منزل العائلة مما يعنى أننى أترك زوجتى مع والدتي طوال اليوم و لا أنكر أننى أعود يوميا لأجد مشاكل لا حصر لها بين زوجتى و امى، وزوجتى لا تراعى أحد و لا تحترم كبيرا كان او صغيرا فهى دائما تكيل السباب لكل من يحاول ان يعترض على اى مطلب من مطالبها الكثيرة حتى ولو كانت تافهه وبلا قيمة متحججة بأنها لا تستطيع السيطرة على لسانها أثناء غضبها.

تحكى الأخيرة قائلة: لدي ثلاثة أبناء و اعمل ثمانى ساعات يوميا و برنامجى اليومى يبدأ بالاستيقاظ مبكرا وقبل موعد عملي بحوالى  ساعتين او اكثر حتى أعد الإفطار للجميع واعمل مثل (المسحراتي) فأنتقل من غرفة إلى الأخرى لأوقظهم جميعا من النوم وعندما يخرج الجميع الى مدارسهم و يخرج زوجى للعمل تبدأ رحلة الشقاء اليومي أبتداء من المواصلات حتى الوصول الى عملى ورغم ضغط الحياة العملية و ازدحام المواصلات والأسواق الا انني اعود مهرولة إلى المنزل لتحضير الغداء ثم أساعد أبنائي في الواجبات الدراسية، كل هذا وزوجى بعيد عنى وعن المشاكل الأسرية لا يعبأ إلا بنفسه ليس هذا فحسب بل أنني أجده بتوقف عند تفهات الامور لعمل مشكلة يوميا و كنت فى البداية احاول ان اناقشه بهدوء للوصول الى حل ولكننى بعد فترة لم أعد أحتمل  كل هذا الضغط الذي أتعرض له و اصبحت اجد صوتى يعلو في مقابل صوته العالى دائما.

عن المرأة (سليطة اللسان) يؤكد الدكتور سيد صبحى | أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس، الواقع أن تلك المرأة تكون دائما مستهجنة من الجميع فهذا التصرف لا يتفق مطلقا مع طبيعة المرأة التي تتسم بالرقة و النعومة و العاطفة.

وتصنف تلك المرأة نفسيا بأن لديها (عمى وجدانى) أساسه الكلام السليط الذي يعطي الانطباع غير المهذب والذي لا يسلم منه حتى اقرب الناس اليها حتى ولو كان زوجها، فهى لا تفرق بين قريب او غريب و ليس لديها حدود أو قوة تحكم في انفعالاتها وما يخرج من فمها  من كلمات بذيئة أثناء تلك الانفعالات قد لا يقوى أحد على احتمالها.

وهناك حكمة تقول ( تكلم حتى أراك ) فما بالنا بتلك المرأة سليطة اللسان التى لا تتحسس كلامها، وهو الأمر الذى يجعل الجميع ينفرون منها .. فهل تستطيع امرأة فى الكون ان تعيش بلا حب بعدما ينفض الجميع منها؟!.

ليس هذا فحسب بل انها تنجب اولادا تكون ألسنتهم أطول من أعمارهم فهم لا يلتقطون منها سوى البذاءة التى ستنعكس على حياتهم و تعاملاتهم فهى بذلك تعرض نفسها للإهانة من الجميع حتى من أولادها فكما تكيل لهم من سباب و شتائم فلابد و أن يكيلوا لها هم ايضا.

ويؤكد الدكتور يسري عبد المنعم| أستاذ علم النفس، أن علاج مثل هذا النوع من الزوجات سهل لانها تدرك مشكلتها وطالما أن الشخص يعترف بخطئه فانة حتما سيصل للعلاج، وأول خطوات العلاج هو تقليل العصبية الزائدة و كبح جماح  الفاظها الخارجة عن زوجها ثم تحاول أن تكون لزوجها الصديقة قبل الزوجة لأن الرجل بطبيعة يحتاج الى صداقة آمنة بعيدا عن العصبية كما انة يشعر بالمهانة اذا وجهت لة كلمة جارحة.

كما ان سلاطة اللسان تؤدي بالطبيعة الى التحدى و التعامل مع الزوجة وكأنها رجل وليس زوجة وكلها أسباب تؤدي الى الطلاق فى النهاية وعلى الزوج فى هذه الحالة  أن يحاول فرض ثقافة الشجار والاحترام والود المتبادل مع زوجتة ويدرس أسباب هذه العصبية وسلاطة اللسان خاصة اذا كانت هذه الأسباب جديدة وطارئة على حياتهما لأن سلاطة اللسان احيانا تكون رد فعل لمشكلة فرضت نفسها على الحياة الزوجية.

وينصح الدكتور عبد المحسن الزوجات سليطات اللسان بعلاج أنفسهن من خلال عدة خطوات سهلة و بسيطة، أولها أن تتأنى و تنتظر قليلا قبل ان ترد على زوجها وهو ما سوف يخفف من حدة العملية العصبية وان تحاول ان تتذكر الصفحات الجميلة التي سطرتها مع زوجها فى الايام الاولى وتضع هذه الايام الجميلة موضعا خاصا وتتأكد أن كل شخص ليس خاليا من العيوب .. وانها بسلاطة لسانها سوف تفقد بيتها و زوجها وطفلها الى الابد، وان العصبية لا يمكن أن تعالج القضية بهذة الطريقة وعلى الزوج الخروج من الروتين اليومى الذى يعنيه مع زوجته ويجعلها تشعر بأنها مرغوبة وأنه لا يمكن ان يستغنى عنها ابدا.

وكما قلت سابقا.. وسأقول مرارا و تكرارا، الانوثة الحقيقية تتمثل فى السلوكيات فى الاخلاق والادب.

الانوثة الحياء والرقة والاحترام.

فما فائدة الجمال اذا كنتى طويلة اللسان أو ذو صوت مرتفع؟!.

كونى ناعمة وحنونة في تصرفاتك هذه هي الانوثة الحقيقة.

فهذه المرة سأترك لكم الحكم على هذه الظاهرة من خلال التعليقات.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.