جرعة أنوثة | (مناكير أحمر).
جرعة أنوثة | (مناكير أحمر).
بقلم| بسنت يوسف.
عام ٢٠١٢ في حادثه فريده من نوعها تصدت فتاه سعوديه لرجال ما يسمى بـ”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الذين أمروا بخروجها من أحد المراكز التجارية بسبب استخدمها طلاء الأظافر، فدخلت معهم في جدل و بحسب فيديو نشر على موقع يوتيوب تحت اسم ( فتاة المناكير) وشاهده أكثر من مليون ومئة وخمسين ألفا، لجأت الفتاة للتهديد بسلاح العصر وهو الإعلام الحديث، وتحديدا وسائل الاتصال الاجتماعي إذ هددتهم بأن ما يفعلونه معها لن يبقى طي الكتمان كما كان الأمر في الماضي، وقالت مبتسمة للكاميرا “يجب أن تعلم أن الفيديو أصبح على تويتر والفيسبوك وكلمة واحدة سيصل إلى الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ ويعرف كل خرابيطك”.
قال رئيس دورية الهيئة للمرأة :اخرجي من هنا هيا! لكنها صرخت بوجهه قائلة لن أخرج سأبقى هنا أريد معرفة ماذا تستطيع أن تفعل، لاشأن لك إذا كنت أضع( طلاء الأظافر ام لا).
وأضافت المرأة بحدة : لقد منعت الحكومة المطاردات عملكم الآن هو توجيه النصح إلى الناس ليس أكثر.
ونقلت الصحف السعودية الصادرة عن رئيس الهيئة قوله لرؤساء الهيئات في المحافظات التابعة لمنطقة الرياض ( ساءني كثيرا ما رأيته، الموضوع تم تضخيمه و استغل استغلالا سيئا حتى سمع به القاصي والداني ).
وأضاف آل الشيخ ( العالم وصل لصناعة الطائرات، ونحن نقول لامرأة اخرجي من السوق لأن في أصابعك (مناكير) .
وتابع: تصرف عضو الهيئة ليس في محله رغم تجاوز الفتاة، كان عليه نصحها وعدم مجاراتها في الحديث ثم تركها عند عدم استجابتها، وعدم التصعيد.
ومنع آل الشيخ ( اي مطاردات لأشخاص سواء متهمين أو مخالفين ) وهدد من يخالف هذا التوجيه باتخاذ الإجراءات الحازمة.
في كل يوم تأتي لنا الموضة بالجديد ، والفتيات بشكل عام يحبون دائما الظهور بمظهر أنيق.. راقي.. مثير .. أنثوي، خال من أي شوائب من أخمص القدم إلى أعلى الرأس، ويظهر ذلك واضحا من اهتمام الفتيات بالتفاصيل الصغيرة جدا في اختيار الالوان وتنسيقها وشكل الأظافر والمناكير، ويهمنا هنا أن نتحدث عن المناكير أو طلاء الأظافر بشكل خاص حيث انه اصبح موضوع مثير للجدل فهو عنصر جمالي أنثوي منتشر بشكل كبير، متعدد الألوان، والأشكال، والماركات، ولا شك أن خزانة كل فتاة لا تكاد تخلو من عدة زجاجات من المناكير، بألوان مختلفة، ولكن يتبادر إلى ذهننا كثيرا تعارض المناكير مع مسألة الوضوء، والصلاة.
هل المناكير من الزينة المحرمة ام غير محرمة ؟ لماذا يفسد الوضوء ؟
حكم تركيب الأظافر الاصطناعية ؟ وإطالتها ؟
الحلال والحرام في التشريع الإسلامي لا يخضع لاجتهادات عامة الناس، ولا ينبني على وأهوائهم فالخلق مطبوعون على النقص في إدراك الحقيقة المطلقة كلهم، مفطورون على الميل لما فيه تحقيق لمصالحهم وأهدافهم، ومن هنا كان التشريع الإسلامي تشريع رباني لأن الخالق سبحانه وتعالى أدرى بما يصلح حال خلقه ولما ك كان الأمر كذلك اجتهد العلماء في تفسير النصوص القرآنية، وتمحيص الأدلة من السنة النبوية الشريفة لرفع الحرج والمشقة عن الأمة، وكان من نتاج ذلك أن قرر علماء أصول الفقه أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل خلاف ذلك، ونشأة المذاهب الفقهية المعتبرة وهي ترى في هذا الأصل مرجعا لها في إطلاق الأحكام الشرعية على أفعال الناس، ومسألة تزين المرأة المسلمة من المسائل التي اندرجت تحت ذاك الأصل؛ فالمرأة من طبعها أنها تميل إلى التزين والجمال، فقد قال الله سبحانه وتعالى (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) من حقها أن تتزين وتتجمل ولكن ضمن الضوابط الشرعية ، وزينة المرأة المسلمة لها أشكالها وأحوالها المختلفة، وكل ذلك بينه العلماء بالحجة والدليل.
حرمة طلاء الأظافر ومشروعيته في الشرع:
لم يرد عند الفقهاء القدامى حكما لهذا النوع من الزينة لانعدام وجوده في زمانهم، ولكنه يأخذ حكما من الأصول التشريعية التي تحرم كل ضار، فإذا كان هذا الطلاء فيه ضرر صحي فإنه يمنع لضرره، أما إن لم يكن الأمر كذلك فإن طلائها مباح ولا بأس به، وذلك لأن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل على النهي.
حكم الوضوء والغسل بطلاء الأظافر:
الحكم في الوضوء بطلاء الأظافر يبني على كون الطلاء عازلا أم لا، فإن كان عازلا كما هو الغالب في أنواع المناكير؛ فلا يصح الوضوء به، ولا يعد وضوءا صحيحا وإن كان قد صنع من نوع لا يشكل طبقة عازلة جاز الوضوء بوجوده؛ فالعبرة إذن عند الفقهاء وجوب وصول الماء إلى الأعضاء الواجب غسلها كما أجمع فقهاء المذاهب الأربعة أن من شروط صحة الوضوء عدم وجود حائل يمنع وصول الماء إلى البشرة التي يعتبر الظفر جزء منها مثل المواد الشمعية، أو الدهنية اوما في حكمهم، كالعجين و الأوساخ التي تشكل عازلا لعضو واجب غسله.
وأما الدليل على أنه يجب إيصال الماء إلى ما يجب غسله فهو حديث علي رضي الله عنه قال: سمعت النبي ( ص) يقول: من ترك موضع شعرة من جنابة لم يصبها الماء، فعل الله تعالى به كذا، وكذا من النار قال علي: فمن ثم عاديت شعري. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
وحديث عائشة عن النبي (ص): تأخذ إحداكن ماءها، وسدرتها فتطهر، فتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها، وتدلكه دلكا شديدا حتى يبلغ شؤون رأسها)
وإن شؤون الرأس هو أصوله، كما قال أهل العلم. وحديث مسلم وغيره عن عمر بن الخطاب: أن رجلا توضأ، فترك موضع ظفر على قدمه، فأبصره النبي (ص) فقال: ارجع فأحسن وضوءك، فرجع، ثم صلى.
حكم المسح على طلاء الأظافر:
إذا كان وضع الطلاء على الظفر لغرض علاجي يتطلب وجود هذا الطلاء العازل، وليس من باب الزينة جاز المسح عليه عند الوضوء والغسل، لأنه يأخذ حكم المسح على الجبيرة للعضو المصاب بجرح أو نحوه، وقد توسع الفقهاء في الأمور التي تأخذ حكم الجبيرة، اللاصق الطبي والدهن العلاجي ونحوه، غير أنه لا يجوز قياس حكم المناكير في الوضوء على حكم الجبيرة، ذلك أن الجبيرة وضعت لعذر تضرر العضو الواجب غسله أصلا من وصول الماء إليه، أما الأصابع فلا يوجد عذر يحول دون المسح عليها.
حكم طلاء الأظافر قياسا بالحناء:
قياس المناكير على الحناء قياس باطل، يجوز الوضوء بوجود خضاب الحناء، والحبر، والأصباغ المشابهة لها لأنها ألوان فقط دون أن يكون لها جسم، ودون أن تعزل الجسم الذي وضعت عليه، خلافا لطلاء الأظافر الذي يعزل العضو عن الطهارة.
حكم طلاء الأظافر قياسا بالمسح على الخفين :
قياس المناكير على لبس الخفين في جواز المسح باطل وهذا القياس لا أصل له عند العلماء، وتحديد جواز المسح على الخفين لخمسة فروض خاص بهما دون غيرهما.
حكم تركيب الأظافر الاصطناعية :
ينقسم حكم تركيب الأظافر إلى حالتين لكل منهما حكمها حسب تأصيلها الشرعي، وفيما يأتي بيان كل حاله وحكمها.
الحالة الأولى:
أن يكون سبب تركيب الأظافر ووضعها عائدا لأمر خارج عن الإرادة الشخصية، إصابة أحد الأشخاص بمرض ما اضطره إلى اقتلاع احد أظافره او نزعها أو نزع شيء منها أو تشويهها، أو تكون أظافره قد اقتلعت نتيجة نقص الكِالسيوم عنده، أو اصيب بحادث غير شكلها مثل: الحرق، أو غير ذلك، مما جعله بحاجة زراعة أو وضع أظفر أو أظافر صناعية بدلا من التي أزالها أو التي أزيلت، فمثل ذلك لا حرج فيه ولا حرمه، لأن الغاية والهدف الأول من تركيب الأظافر هو التداوي وليس التزين والتجمل، وقد روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن عرفجة بن أسعد رضي الله عنه قال: (أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية، فاتخذت أنفا من ورق فأنتن علي، فأمرني رسول الله (ص) أن أتخذ أنفا من ذهب).
ولا ينبغي لمن يكون في ذلك الحالة ويضطر لاستخدام أظافر صناعية لعذر أو سبب شرعي أن تكون تلك الأظافر طويلة أو كبيرة، بحيث تغطي مقدمة أصابعه، حتى لا تمنع وصول الماء إلى الجلد وقت الوضوء أو الغسل، فإذا أمكن له تحريكها وإزالتها دون ضرر أو مشقة زائدة عليه وجب ذلك حتى يصح الوضوء، كما يجب ألا يتنافى شكل الأظافر وحجمها مع خصال الفطرة، وأن تكون مصنوعة من شيء طاهر في أصله، ويواظب على نظافتها وإبقائها طاهرة مقبولة شكلا، كما هو الحال مع أظافره الحقيقيّة.
الحالة الثانية:
أن يكون الهدف من تركيب الأظافر الصناعية مجرد التزين، فتتخذ الأظافر زينة تماما مثل الرموش الصناعية والهدف منها أن تظهر الأظافر بشكل أجمل و صورة أبهي، وألوان وأشكال مميزه حتي تلفت من ينظر إليها، فهذا محرم قطعا لأنّ فيه تغييرا لخلق الله، وقد حرمت الشريعة الإسلامية الوشم والنمص، والتفلج ووصل الشعر لأجل هذه العلة التي هي تغيير خلق الله، فإن كانت الغاية من تركيب الأظافر مجرد التزين كان ذلك من تغيير خلق الله المحرم الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية في العديد من النصوص القرآنية إعمالا لقوله سبحانه وتعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إِنَ الله شديد العقاب) .
أمما دليل النهي عن تركيب الأظافر لِما فيه من تغيير لخلق الله قياسا على الوصل والوشم والتفلج، فمرده إلى قول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء:
(إِن يدعون من دونه إلا إناثا و إن يدعون إلا شيطانا مَريدا لَعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأَنعام وَلامرنهم فليغيرن خلق اللَّهِ ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا).
حكم الوضوء بالأظافر الاصطناعية :
لايجوز الوضوء بوجود أظافر صناعية فوق الأظافر الحقيقة، ولذا يجب نزع الأظافر الاصطناعية الطارئة لغسل الأظافر الأصلية.
حكم إطالة الأظافر :
يرى فقهاء الأمه جميعها أن تقليم الأظافر والاعتناء بها من السنن، بل هي من سنن الفطرة العشرة التي ينبغي الاهتمام بها كما أرشد إلى ذلك النبي (ص) حيث قال: (عشر من الفطرة : قص الشارب، وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء، قال زكرياء : قال مصعب: ونسيت العاشرة، إلا أن تكون المَضمضه، زاد قتيبة: قال وكيع: انتقاص الماء يعني الاستنجاء) لذلك فإن تقليم الأظافر والاعتناء بها من مظاهر الإقتداء بالنبي (ص) وامتثال لأوامره.
في تقليم الأظافر تمام الجمال وإظهار للنظافة والاعتناء بالنفس أما تطويلها فيؤدي إلى تراكم القاذورات والأوساخ فيها، مما يجعلها مكانا للعدوى والأمراض والأوبئة، وسببا في انتشار الجراثيم وتزايدها.
عليك بالتفكير مليا يا عزيزتي .. الامتثال لأوامره الله واجبة وبالأخير انتِ سيد قرارك ولكن انصحك بالموازنة بين الأوامر الإلهية وما نهى الله عنه وبين أهواء النفس، فالمكسب الحقيقي هو رضي الله قبل رضى النفس .. وتذكري دائما أن الجمال ينبع من الداخل اولاً.