جرعة أنوثة|《الحكاية والهواية》

بقلم | بسنت يوسف

عالمنا النسائى ملئ بالأسرار والحكايات والثرثرة و الوشوشة، وبالنظر إلى يومنا سنجد أننا نقضي معظم أوقاتنا بين الثرثرة و الحكاوي النسائية وتبادل الرسائل مع الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة قد وصل بنا الحال أننا لا نترك الهاتف من أيدينا حتى في أكثر الأوقات إنشغالا.images

قد أشارت بعض الأبحاث أن المرأة  تتفوق على الرجل فى هذا المجال، حتى تستطيع المرأة وفقا لدراسة بريطانية للباحثة/ ديانا هيلز أن المرأة تتحدث بمعدل 23 ألف كلمة فى اليوم بخلاف الرجل الذي لا يستطيع التحدث لأكثر من 12 ألف كلمة فقط فى اليوم، لذلك أرتبطت عادة الثرثرة وكثرة الكلام بالنساء أكثر من الرجال في أغلب الأحيان، وبالرغم من ذلك نجد بعض الرجال الذين يتصفون بالثرثرة وخاصة كبار السن الذين أحيلوا على المعاش.

وبالنظر إلى ما يهدر من وقت طوال اليوم في الثرثرة ونقل الأخبار وانتشار الإشاعات و انتقاد بعضنا للأخر والحكايات التى لا تعود علينا بأي منفعة، فلماذا لا نستغل هذا الوقت المهدور في إنعاش أحد الهوايات المحببة لنا أو تنمية أحد المهارات ؟ التي فقدناها وسط زحمة ومسئوليات الحياة.

ومع ذلك نجد البعض يتساءل عن كيفية إكتشاف ميوله الإبداعية أو الهواية التى ينتمى إليها؟؟؟؟؟

لكل انسان منا عادات وهوايات تكبر معه منذ طفولته كان يميل إلى ممارستها، ومع ذلك لا يمكن حصر الهوايات فهي كثيرة ومتعددة لكن المهم أن يؤمن الإنسان بنفسه وأن يسمح للهواية الموجودة بداخله بالنمو والتطور، فالعديد من الأشخاص يمتلكون الروح الإبداعية والهواية المميزة لكنهم يهملون ولا يمارسونها.

للهواية فوائد كبرى فهي أكسير الحياة حيث أنها تصقل شخصية صاحبها وتملأ وقته بالأشياء المفيدة والتعرف على آفاق بعيدة.

فالإنسان الذي يمتلك هواية معينة يعتبر انسان محظوظ لأن الهواية من مسميات الإبداع والتمييز وهى التى تعطى للإنسان دافعا كبيرا نحو تحقيق أشياء يعجز عن فعلها الأخرون.

    يمكننا اكتشاف الهواية التى ننتمى إليها من خلال نقاط بسيطة يمكن تدوينها في قائمة الملاحظات والرجوع إليها عند الحاجة كلما فقدت حماسك تجاه هوايتك:

 

_ الرجوع الى الماضى:

قد يساعد الشخص رجوعه خطوة للوراء للنظر الى ماضيه خاصة مرحلة الطفولة والتعرف على نوع الهواية المفضلة، والعمل على استكشاف و إسترجاع الأمور التى كان يستمتع بها وهو طفل والتى قد لا تزال تلفت اهتمامه وهو بالغ ويمكن تكون أمور بسيطة كالرسم والعزف وتصميم الاكسسوارات والملابس .. جمع الأشياء التذكارية .. كتابة الخواطر، كما يمكن أن تكون أمور قد أهتم بها الشخص في فترة معينة إلا أنه أهملها بسبب إنشغاله في مسؤوليات الحياة المختلفة.

 

_ تحديد الاهتمام الشخصية:

الكشف عن الاهتمامات الشخصية والميول يساعد فى تحديد نوع الهواية المناسبة، وتتمثل هذه الاهتمامات فى أمور يشغل فيها الشخص وقته وقد لا ينتبه إليها فى الحياة اليومية، ولكنه يحب القيام بها كالاهتمام بقراءة الكتب أو الشعر .. تصفح الانترنت للتعرف على مختلف الثقافات.

 

_ التريث قبل تطوير الهواية:

قد يعتقد البعض أنهم وجدوا الهواية المثالية التى تتناسب مع شخصيته و يتسرعون في إنفاق الكثير لتطوير قدراتهم فيها،الا أنهم قد يشعرون بالملل بعد فترة قصيرة من ممارستها، لذا ينصح بالتأني والتريث قبل صرف أي أموال أو بذل أى مجهود على الهوايه المختارة إلا بعد الاقتناع التام أنه هذة الهواية هي التي تتماشى مع ميوله الشخصي وإبداعه الفكري، كأن يقضي الشخص نص ساعه يوميا من ممارسة هذه الهواية حتى يتأكد من كونها الهواية المناسبة لروحه وفكره.

 

_ الامتناع عن ربط الهواية بالماديات:

إن ربط الشخص للهواية التي يرغب بممارستها مع مقدار كسبه للمال أو العائد المادي من ورائها، سيؤدي الى ابتعاده عن أي من الهوايات التي يفضلها والتى لا تدر عليه أي مردود مادي جيد، لذا ينصح بالتركيز على الهواية المفضلة التي تساعد على تنشيط الروح مهما كان نوعها وإبقاء الأمور المادية خارج هذه المعادلة.

 

إذ أن العاطفة القوية التي يمتلكها الشخص تجاه الهواية التي يحب ممارستها ستساعده فى الوصول الى الشغف الروحى الذى طالما بحث عنه.

وبالنظر للتاريخ الإبداعي والفني قد نجد أنه ظهر للملأ الكثير من الأشخاص الذين بدأوا إبداعهم  بممارسة هوايتهم التي كانوا يظنون أنها بسيطة، لكنها نقلتهم من كونهم مجرد أشخاص عاديين الى كونهم أشخاص مبدعين ومتميزين فى مجالهم، فاﻵف الشعراء والأدباء والكتاب اشتهروا بفعل امتلاكهم لموهبة حقيقية صادقة وهى شىء حباهم الله بها وميزها بها عن غيرهم.

لذلك اتركي الثرثرة جانبا و أصغي لصوت إبداعك.. لا تتوقفي عن الأحلام والطموحات التى تنقلك لآفاق بعيدة.. من عالم ضيق إلى فضاء واسع، لترسمي بريشتك الفنية بلمسة إبداعية مبتكرة شيئا مميزا من وحي خيالك أنت فقط.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.