جروح الروح

كدأب جريدتنا في التنقيب عن كنوز المبدعين
نقدم لقرائنا اليوم كاتبة قديمة ولكنها جديدة …قديمة بمعنى أنها دائما تعبر عن خواطرها على الورق مع نفسها منذ صغرها …جديدة لأنها أخيرا قررت أن تخرج كتاباتها في مدونة خاصة بها بعنون … دعونا نتكلم
ومعها اليوم
نتكلم ونتابع أولى خواطرها على صفحاتنا
مع فاطمة الزهاراء خليل
================
و
نقاهة الروح
———
النقاهة هي مرحلة استعادة الصحة والعافية بعد المرض والمرض هنا هو جروح النفس والخاطر ،
تلك الجروح التي تأخذ وقتا طويلا لتشفى.

وكل البشر لديهم أوجاع نفسية وجروح في جدران القلب
منهم من تعافى ومنهم من لم يستطع ومنهم من يتصنع الشفاء.

وفي الحقيقة أن أغلب أوجاع النفس لاتُشفى
وإن شُفِيَت فإنها تترك أثرا لا يزول
وكل من تعافى أو تصنع الشفاء أناس قرروا أن تتوارى أوجاع النفس إلى المقاعد الخلفية ليس لعدم أهميتها أو لضآلة حجمها بل العكس هو الصحيح ولكن هؤلاء البشر قرروا الاستمرار في مشوار الحياة
و اختاروا طريق النور
أو ربما طريق النجاح ،
ولا أستطيع إيجاد تعريف لهذا الطريق سوى إنه طريق للأمام.

وعندما ينتابك هذا المرض الأليم عليك في البداية أن تستسلم له لأن الجرح يكون عميقا والألم قويا ، ستجد نفسك تلقائيا تعيش دور الضحية والمغلوب على أمره
ثم تلوم كل من حولك
ثم تلوم نفسك وتستمر مرحلة التخبطات فترة ليست بالقليلة .

و مرحلة التخبطات من أطول وأكثر المراحل سوءا
ثم تنتقل إلى المرحلة التالية
مرحلة عدم التصديق
فأنت في هذه المرحلة تجد نفسك غير مستوعبا للأمور وغير مصدق لما حدث
وتتغير المشاعر وتتقلب الأحاسيس بطريقة قاسية تيعث داخلك مزيدا من الألم
فتجد نفسك ضاحكا وباكيا وشاكيا ، تقلبات متنوعة وموجعة.

وتنتقل إلى المرحلة التالية
مرحلة الهدوء الذي يسبق العاصفة
فتجد نفسك تميل إلى الوحدة لاتريد أنت تخالط الناس ولا أن تكون جزءا من هذا المجتمع
وتنزوي بعيدا فلا ترى أمل أو نور ،
لاترى أي شيء سوى الضباب.

ثم تأتي مرحلة الانفجار
حيث تجد نفسك تتذكر كل الآم حياتك ،
كل الاحباطات التي مررت بها وكل أنواع الفشل الذي عاصرته وكل من خذلوك ،
ومن هذه المرحلة
إما أن تساعد نفسك على تخطي الأمر أو تتصنع أو تترك نفسك لأوجاعك وثمار الخيار ستترك آثارها عليك مدى الحياة,

وهناك بعض البشر لا يستطيعون مساعدة أنفسهم ،
تراهم يبحثون عن المساعدة لدى الآخرين ومما لاشك فيه أن هناك أناس لديهم القدرة على المساعدة

والبحث هنا ليس عمن يساعدك في شفاء الأوجاع
وإنما البحث عمن يساعدك في اكتشاف مواطن القوة لديك.

وهناك بعض البشر لا يستطيعون مساعدة أنفسهم ولايقبلون مساعدة الآخرين ؛
هؤلاء اختاروا طريق يسمى الطريق للخلف.

فالحياة تتغير وتستمر رغم آلامنا وأوجاعنا
ولنا حرية الاختيار
إما أن نساعد أنفسنا
أو نبحث عن من يساعدنا لاكتشاف أنفسنا.

وينتهي الحديث ولاينتهي الكلام…

==============
فاطمة الزهراء خليل

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.