جلسة «الإنتاج المشترك» تفتح ملف الهوية في مواجهة السوق العالمية بمهرجان القاهرة والإعلان عن أول بطولة لويجز

جلسة «الإنتاج المشترك» تفتح ملف الهوية في مواجهة السوق العالمية بمهرجان القاهرة والإعلان عن أول بطولة لويجز

تقرير_أمجد زاهر 

الكشف لأول مرة عن البرومو الدولي لفيلم “Blue 52”.. والإعلان عن أول بطولة سينمائية لويجز في «وتر واحد»

 

 

في مشهد يعكس الحيوية المتجددة في صناعة السينما العربية، جاءت جلسة «الإنتاج المشترك: بين الهوية ومتطلبات السوق» ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما في الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لتطرح نقاشًا معمّقًا حول واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في المشهد السينمائي العالمي: كيف يمكن للسينما أن تصل إلى الجمهور الدولي دون أن تفقد نبضها المحلي وروحها الأصيلة؟

 

الجلسة التي أدارتها كاتبة السيناريو وصانعة الأفلام إنجي محيي الدين جمعت عددًا من أبرز الأسماء العاملة في مجال الإنتاج المشترك، وقدّمت مساحة واسعة لتبادل الخبرات حول آليات التعاون عبر الحدود، وكيف يمكن للمنتجين والمخرجين الاستفادة من الشبكات الدولية في دعم مشروعاتهم، سواء من خلال التمويل أو توزيع المخاطر أو الوصول إلى جمهور جديد في أسواق ناشئة ومراكز سينمائية عالمية.

جلسة «الإنتاج المشترك» تفتح ملف الهوية في مواجهة السوق العالمية بمهرجان القاهرة ال٤٦
جلسة «الإنتاج المشترك» تفتح ملف الهوية في مواجهة السوق العالمية بمهرجان القاهرة ال٤٦

الهوية vs. السوق.. توازن صعب وحوار مفتوح

 

تركّز النقاش على التحدي الأكبر الذي يواجه السينما العربية اليوم: كيف نروي قصصًا تشبهنا، لكن قادرة على العبور إلى الآخر؟

فبين متطلبات السوق الدولية واشتراطاتها التجارية، وسعي صناع الأفلام للحفاظ على خصوصية قصصهم وسياقاتهم الثقافية، بدا أن السؤال لا يزال مفتوحًا ومعقدًا، يتطلّب تجارب جديدة ونماذج مبتكرة تتجاوز المعادلة التقليدية.

 

أكد المتحدثون أن الإنتاج المشترك لم يعد مجرد وسيلة للحصول على تمويل إضافي، بل أصبح «جسرًا ثقافيًا» قادرًا على خلق محتوى متعدد الطبقات، يحمل روح المكان لكنه يفهم لغة العالم. كما طُرحت أمثلة عملية لمشاريع عربية استطاعت تحقيق هذا التوازن الصعب، ما منح الحوار زخمًا واقعيًا بعيدًا عن التنظير.

 

علي العربي يسرق الأضواء.. ويكشف مشروعين كبيرين لأول مرة

 

 

ورغم ثراء الجلسة بالحوار، فإن اللحظة الأكثر تأثيرًا جاءت مع ظهور المخرج والمنتج علي العربي، الذي استطاع أن يخطف الأضواء بإعلانه عن مشروعين سينمائيين جديدين يشكلان مرحلة مفصلية في مسيرته الفنية.

 

Blue 52.. رحلة إنسانية تبدأ من العزلة وتنتهي في ملاعب كأس العالم

 

 

عرض العربي للمرة الأولى الفيديو الدعائي لفيلمه الدولي الجديد Blue 52، الذي يتتبع قصة شاب يُدعى «أشيش» يعيش في عزلة قسرية فرضها عليه والده، قبل أن يقرر الهروب في سن الثالثة والعشرين، بدفع من والدته، لتحقيق حلم بدا مستحيلًا: مقابلة أسطورته الكروية ليونيل ميسي خلال كأس العالم 2022 في قطر.

 

الفيلم يأتي ضمن إنتاج دولي ضخم، ويُظهر قدرة العربي على صياغة قصص إنسانية عابرة للحدود، تمتلك حسًّا بصريًا عاليًا ورسالة يمكن أن تصل لجمهور عالمي، دون فقدان الجذور العاطفية التي تنطلق منها الحكاية.

 

وتر واحد.. أول بطولة سينمائية مطلقة لويجز

 

ولم يتوقف العربي عند هذا الحد؛ إذ أعلن عن مشروعه الروائي المصري الأول «وتر واحد»، الذي يمنح مغني الراب ويجز أول بطولة سينمائية مطلقة له.

الفيلم ينتمي إلى الدراما الاجتماعية الموسيقية، ويجمع بين الواقع والخيال في صيغة بصرية مبتكرة، ليقدّم معالجة جديدة تُدخل عنصر الموسيقى كجزء أصيل من البناء الدرامي، لا مجرد خلفية للمشاهد.

 

ويبدو أن «وتر واحد» يحمل طموحًا كبيرًا في خلق تجربة سينمائية معاصرة تستهدف الجمهورين: عشّاق السينما التقليدية، وجمهور الموسيقى الحديثة الذي استطاع ويجز أن يُكوّن قاعدة واسعة منه في مصر والعالم العربي.

 

ختام الجلسة.. وفتح باب الأسئلة حول مستقبل الإنتاج المشترك

 

 

اختُتمت الجلسة بأسئلة من صناع أفلام شباب حرصوا على فهم الطريق نحو الإنتاج المشترك، ما يعكس رغبة جيل جديد في اقتحام الساحة العالمية دون التنازل عن لغته وهويته.

وبدا واضحًا أن ما بدأ كنقاش تقني حول آليات الإنتاج، تحوّل إلى منصة رؤى تُعيد طرح السؤال الأكثر جوهرية:

هل يمكن للسينما العربية أن تصبح لاعبًا مؤثرًا عالميًا دون أن تفقد لهجتها الخاصة؟

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.