جَمعيةُ الإمارات : ولقاء الشَّباب مع الطبيعة محاضرة لـ: السعد المنهالي رئيسة تحرير “ناشيونال جيوغرافيك العربية”

 

كتَبتْ: لمْياءُ زَكِي:

أقامتْ جمعيةُ الإمارات للتنمية المجتمعية، بدولة الإمارات العربية المتحدة، بإمارة رأس الخيمة _الظيت الشمالي_ محاضرة بعنوان: “لقاء الشَّباب مع الطبيعة؛ لنتعرف على عوالم وأسرار ناشيونال جيغرافيك” تقدمها الأستاذة والإعلامية السعد عمر المنهالي، رئيسة تحرير مجلة “ناشينوال جيوغرافيك العربية” بإمارة أبو ظبي.
استهلت المنهالي المحاضرة ببعض الأسئلة الجوهرية، التي أثارت انتباه وفضول الحاضرين، وللاستماع لحديثها:

طرحتُ أولَ سؤال ألا وهو: ما هي أهداف مجلة ناشينوال جيغرافيك؟
وأفادتنا بقولها: الهدف من من وجود مجلة “ناشينوال جيغرافيك” هو إلهام العالم، والحفاظ على الأرض، وأيضاً الحفاظ على الطبيعة والإنسان والمخلوقات جميعاً، وكذلك التراث؛ من الأدب، والفكر، فهدف مجلة “ناشينوال جيغرافيك” هو الحفاظ على كل ما على الأرض.

“تاريخ ناشيونال جيوغرافيك”

استعرضتِ المنهالي مشّْوار مجلة “ناشينوال جيغرافيك”، فهي قبل أن تكون قنوات بمختلف موضوعاتها على شاشات التلفزيون، بلغات مختلفة، كانت مكتوبة ولها إصدارها الورقي، وذلك منذ بداية عام 1888م، وأول من قام بترجمة هذه المجلة دولة اليابان، وكذلك حرصت دول كثيرة على ترجمتها، وكانت أول ترجمة باللغة العربية عام 2010م، وهي أولُ نسخة عربية، ويلي دولة اليابان إسرائيل، وبعدهما تركيا، ثم بعد ذلك تُرجمت إلى العربية والفارسية.

وأوضَحتِ المنهالي أنَّ المجلَّة شهريةٌ، ويرفق معاها (CD)، ولأعداد مجلة ناشينوال جيغرافيك موضوعات خاصة مثيرة؛ تجذب الجمهور القارئ بشكل أو بآخر، والنسخة العربية طبق الأصل إلى حد ما من النسخة الأجنبية، و إن وجد ختلافٌ، فسيكون طفيفاً، فكل دولة قد تختلف بشكل معين؛ لأسباب لها علاقة بالحساسية الدينية أو السياسية أو الثقافية.

من جهتها قالت: إن هناك على سبيل المثال صعوبات في إصدار الأعداد التي تتعلق بالخرائط الجغرافية للحدود السياسية لبعض الدول، مثل؛ خريطة مصر والسودان
هل الصورة تعبر عن ألف كلمة!؟
وكان هذا السؤال الذي تناولته المنهالي بعد ذلك أثناء المحاضرة، والذي فتح أفاقاً كثيرة للمعرفة، من خلال عرض بعضٍ من الصورة التي تحمل معلومات معرفية وعلمية عن بعض الحشرات والحيوانات.

و تمَّ طرحُ شرح مفصلٍ عن ضرورة وجود المعلومات ليتوفر التعبير؛ لأنَّ الصورة وحدها لا تكفي، ومثال على ذلك: عرض لصورة حشرة الـ “الدعسوقة ” التي لا يمكن لأحد أن يتعرف عليها بدون كلمات أو معلومات.

و كذلك صورة تذكارية لزيارة بعض السائحين لمنطقة”انفجار تشيرنوبيل” الموجود بأوكرانية، الذي أدى إلى تشريد (100,000) مواطنٍ ساكن في هذه المنطقة، وما يُقارب (2000) شخصٍ أُصيبوا بأمراض لها علاقة بالتسرب النووي، ولكن الحكومة حولتْ هذه الأماكنَ إلى مزار سياحي، يزوره السائحون، ويأخذون فيه صوراً تذكارية، وعرضتْ مجلَّة “ناشيونال جيغرافيك” هذه الصورة؛ لتوضح ما خلفها من موضوعات ومعلومات، وكيف استطاع الإنسان أن يحوِّل الكوارث إلى أشياء مميزة.

“منطقة إنفجار تشيرنوبيل”
خريطة أطلس السعادة:
أكَّدتِ المنهالي أنَّ السعادة شيء غير قابل للقياس، وذلك من خلال استعراضها لخريطة أطلس السعادة، التي توضِّح أكثر دول العالم سعادة.
وقالتْ: إنَّ السعادة صعب قياسها؛ لأنَّ معيارها يختلف من شخص لآخر، و ما هو سر سعادته؟

تابعتْ: كذلك السعادة تختلف من ثقافة لأخرى، فمن الممكن أن يمتلك الإنسان أسباب السعادة، ولكنه ليس سعيداً بحياته، لأنَّه لا يُدركُ ما هي أسباب سعادته.

أسعد الدول في شرق أسيا:

أشارتِ المنهالي إلى أنَّ أكثرَ الدول سعادةً في شرق أسيا هي دولة “سنغافورة” معيار السعادة في سنغافورة هو المعيار المادي؛ حيث إن أغلبية الناس في سنغافورة يشعرون بالسعادة عندما تتحقق لهم الرفاهية، والتي تتمثل في امتلاك المنزل، ومشروع خاص وكذلك تسجيل الأولاد في مدارس وجامعات خاصة، فهناك جانب مادي معين عند تحقيقه يشعرون بالسعادة.

أسعدُ الدول في قارة أوروبا:

أثارتِ المنهالي استفساراً: لماذا يعتقد الناس في الدنمارك أنهم أسعدُ الناس!؟
وكانت الإجابة هي أن هناك معياراً غريباً جداً للسعادة في الدنمارك، وهو أنَّه كلما كان المواطنُ في الدنمارك ينتمي إلى تنظيمات وجمعيات إنسانية واجتماعية لخدمة الآخرين كان سعيداً، فهم يشعرون بالسعادة عند خدمة الآخرين، ومساعدة كبار السن و كأصحاب الاحتياجات الخاصة، وكل عمل له علاقة بخدمة التواصل مع الآخرين وكلما كان مندمجاً مع تلك المنظمات والجمعيات الإنسانية و الاجتماعية كان سعيداً، بالرغم من أن دولة الدنمارك من أكثر الدول التي تَفرض ضريبة عالية، تبلغ (60)% من دخل المواطن في الدنمارك، و مع ذلك هم متصدرون أكثر شعوب العالم سعادةً.

أسعد الدول في قارة أميريكا اللاتينية:

أوضحتِ المنهالي أنَّ من أسعد الدول في أميريكا اللاتينية “كوستاريكا” لأنَّ أهلها يقضون أكثر الأوقات في الضحك والتجمعات الأُسرية، والحفلات الاجتماعية ومع الأصدقاء، مما يجعلهم يشعرون بالترابط الأُسري، ومن المثير أن الاقتصاد في “كوستاريكا” ليس قوياً، لذلك فالمعايير تختلف من ثقافة لأخرى.

الإمارات دولة السعادة:

وذكرتِ المنهالي: أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي من أسعد الدول في المنطقة العربية، ونفَتْ أن يكون ذلك (للشو الإعلامي) أو أنه مجرد كلام مرسل، بل لسبب هام جداً يجعل كل مواطن إماراتي يعيش على أرض الإمارات يشعر بالسعادة، ألا وهو أن يأمن على نفسه من “مخاوف الحياة الكُبرى” فعند بلوغه الكِبَر يجد نظاماً صحياً يرعاه، ومشاركات له في أنشطة اجتماعية مختلفة، حينما يستطيع أن يجد وسيلة لمساعدة الآخرين، ويجد مساعدات منهم أيضاً، وتوافر حياة طيبة تحمل ملامح الرُقي والتعامل الإنساني حينها فهم يشعرون……………

حديقة الأزهر من أهم المناطق على مستوى العالم:

ذكرتِ المنهالي من خلال عرض صورة لحديقة الأزهر الشريف بمصر، أنَّ هذه الحديقة أهمُ متحف تاريخي على مستوى العالم يضم أثاراً إسلامية، وأن منطقة الحسين ومبنى الأزهر الشريف وشارع خان الخليلي وشارع المُعز من أهم  

المناطق على مستوى العالم؛ لما فيه من آثار إسلامية

واستعرضتْ أيضاً صورة حديقة الأزهر قبل الاهتمام بها، وصورة بعد الاهتمام بها وتنظيمها بشكل أفضل، فكانت قبل الاهتمام عبارة عن مكَبِّ نفايات، تُجمع فيه النفايات من أماكن مختلفة، وقام الأغاخان شاه الحسين، وهو من الأغنياء من سلالة العائلة المالكة، بمحاولة إقناع الحكومة المصرية بتحويل هذه المنطقة إلى أجمل ما كانت عليه و ظل يقنع الحكومة (50) سنةً.

وأشادتْ بدور سمو الشيخ/ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء بدولة الإمارات العربية، وحاكم دبي -حفظه الله- حيث قام بتحويل هذا المكان إلى حديقة بعد ما أنفق عليه ما يُقَارب (30) مليون دولار، بعد مساعدة من الهيئات الحكومية في مصر، مثل التراخيص الأدارية، وتم إنشاء أحواض مياه جوفية بالحديقة، وكذلك زراعة (300) نوع من أنواع النباتات.

ودعتِ المنهالي جميع الحاضرين إلى زيارة مصر لرؤية حديقة الأزهر الشريف، والاستمتاع بها، وكذا ما حولها من أفضل الأماكن السياحية التي يزورها كل السائحين عند زيارتهم لمصر.
واستعرضتَ المنهالي صوراً تم أكتشاف أسرارها من خلال مجلة “ناشيونال جيوغرافيك، ومن ضمن هذه الصور
صورة بدلة لرائدة فضاء.

وعلقت أنَّ سعر هذه البدلة كان من ثلاثة سنوات بـ (12) مليون دولار؛ لأنَّ بدلة رائد الفضاء تكون معنية بكل الرحلة المكوكية، وإذا حدث أيُّ ثقب داخل البدلة فكل حياة الرائد وكل الموجودين في الرحلة العلمية الفضائية في خطر! لذلك فهي مُجهزة بشكل تقني عالٍ غير طبيعي، وبالتالي، هذا الرقم هو ما يُناسب هذه البدلة ومن إمكانيتها و مميزاتها أنها إذا حدث فيها ثقبٌ تستطيع أن ترجع البدلة من جديد، كأن لم يكن هناك ثقب بخياطة الثقب نفسه.
وانتقلت بنا المنهالي بين مختلف الموضوعات، فمن عالم الحشرات والغابات والخضروات، وعالم الكوارث وكيف حولها الأنسان إلى شيء مميز، وعالم الفضاء، إلى عالم أعماق البحار وأعالي الجبال، وأسرار الطيور التي لا تنتهي أسرارها.

وقالت: أنَّ الكرة الأرضية (90)% منها مياه، وأن (90)% من الكائنات الحية تعيش في البحار، ونحن مكتشفون (10)% فقط من حقيقة ما يوجد في أعماق البحار، من أعشاب مرجانية، وطحالب، وحيوانات بحرية.

العالمُ الذي نعيشُ فيه نحن شُركاء فيه ومجلة “ناشيونال جيوغرافيك” ترصُدُ لنا عوالم وأسرار البحار التي لم يتم اكتشافها من قبل.
وقامتْ جمعيةُ الإمارات بتكريم الأستاذة الإعلامة السعد المنهالي، بتقديم درع الجمعية لها.

وتمَّ ك إهداء الباحث البيئي عبدالله فراج شهادة التكريم، قدمتها له رئيسة تحرير مجلة “ناشيونال جيوغرافيك”.

 


 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.