جمعية التقدم تدين مشاهد مسلسل ” فى كل أسبوع يوم جمعة ” لإساءته للأشخاص ذوي التوحد وتطالبهم بالإعتذار
د/ أحمد عبد الصبور
طالب مجلس إدارة جمعية التقدم للأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد أبطال وفريق عمل مسلسل ” في كل أسبوع يوم جمعة ” ، وقناة ” شاهد دوت نت ” الإلكترونية ، بتقديم إعتذار واضح للأشخاص ذوي التوحد وأسرهم ، وتعديل مشاهد من المسلسل ورد فيها إساءة واضحة من إحدى شخصيات المسلسل للأشخاص ذوي التوحد ، بإظهار الشخص ذو التوحد أنه مجرم وقاتل .
وأكدت ” مها هلالي ” ، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية التقدم ، وعضو المجلس القومي للأشخاص ذوى الإعاقة ، ومقرر مناوب لجنة المرأة ذات الإعاقة بقومي المرأة ، ومؤسس الشبكة المصرية للتوحد ، أن بعض مشاهد المسلسل تسببت في تشويه صورة الأشخاص ذوي التوحد ، وأساءت إليهم وإلى أسرهم ؛ وحرضت المجتمع على عدم تقبلهم ونبذهم ، لأنها قدمتهم بصورة مغايرة للواقع عندما تظهر صورهم كأشخاص عدوانيين خطرين على من حولهم ، حيث ظهر فى المسلسل شخصية ” عماد ” التي قام بأدائها الفنان ” آسر ياسين ” على أنه قاتل ولديه ميول عدوانية خطرة ، وأظهرت شخصيته الدرامية إنفعالات شديدة ومظاهر نفسية وسلوكية لا تتفق وسلوكيات إضطراب طيف التوحد ، مما يدفع المحيطين بالإبتعاد عنه لأن ” عنده توحد ” ومرة لأن عنده ” سمات توحد ” .
وأكدت ” مها هلالي ” ، أنه ما من شك في أن الدراما تسهم بشكل كبير في تكوين إنطباعات وصور ذهنية لدى المشاهدين بما تقدمه ، وأن شرائح المجتمع المختلفة تعزز سلوكياتها السلبية أو الإيجابية بفضل تعرضها لمشاهدة الدراما التلفزيونية … في الوقت الذي تبذل فيه منظمات المجتمع المدني جهوداً كبيرة لتوعية المجتمع نحو تقبل الأشخاص ذوي التوحد ، ودمجهم دمجاً كاملاً .
وبناءً على ذلك فإن مثل تلك الأعمال الدرامية تظهر الأشخاص ذوى الإعاقة – وخاصة الإعاقات الذهنية والتوحد – فى صورة مغلوطة تؤدى إلى نفور المجتمع ونبذهم ، وهو ما يسيئ إلى أبنائنا من ذوي الإعاقات الذهنية والتوحد والذين نسعى دائماً لدمجهم بالمجتمع ، والتعريف الصحيح الواعي لتلك المتلازمات والإعاقات ، حتى نتمكن من توضيح الصورة الطبية السليمة لهم … وقد قام المسلسل بهدم كل تلك المجهودات المبذولة فى هذا المجال ، وقام بتقديم عدد كبير جداً من الأفكار المغلوطة عن ذوي الإعاقات الذهنية والتوحد ، تجعل المشاهد يمتلئ بمشاعر الخوف والتوجس وعدم التعاون مع هؤلاء الأشخاص ، ونبذهم ، كما يمكن أن تظهر أيضاً تجاههم عدد من المشاعر والسلوكيات العدوانية مما يعرضهم للخطر فى حياتهم الإجتماعية ، وهو من الأسباب الهامة التى نتمسك بالمطالبة بوقف مثل تلك المسلسلات التى تسيئ إلى أبنائنا وتعرض حياتهم الإجتماعية للخطر .
وطالب مجلس إدارة جمعية التقدم للأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد ؛ كافة المسئولين بأنه فى حال الرغبة فى تناول مشكلات وقضايا درامية عن الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية والتوحد ، فلابد من الرجوع إلى المتخصصين لدراسة الشخصية بالمفاهيم السليمة والتعرف على تلك الإعاقات من خلال المصادر المتخصصة ، حتى يندمج كافة أطراف المجتمع فى تحسين الحياة الخاصة والإجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة ومساعدتهم فى الإندماج داخل المجتمع ، وليس السعى نحو الإساءة إليهم ونبذهم وتعريضهم للخطر .