جميعنا مسافرون عبر الزمن بقلم الكاتبة أميرة بركة

مسافرون عبر الزمن

نظريا معنى مصطلح “السفر عبرالزمن”هو العودة إلى الوراء أو الإنتقال للمستقبل دون سفر ويتم ذلك فى روايات الخيال العلمى بواسطة “آلة الزمن “ويؤكد العلماء على وجود حالات للسفر عبر الزمن ووفقا للتفسير الإفتراضى فالسفر عبر الزمن يطلق عليه تمدد أو أوتباطئ الزمن بصرف النظر عن النظريات والتحليلات وماشابه بخصوص السفر عبر الزمن فأنا أرى من وجهة نظرى المتواضعة أننا جميعا مسافرون بالفعل عبر الزمن فمنا من حقق أحلامه وربما أحلامنا فوقهاومنا من غارق فى الماضى والبكاء على اللبن المسكوب ومنا من وصل للحكمة من حياته فعاش سعيدا خالى البال ومنا مايصر على التحسر على الأحلام التى سقطت والعمر الذى ولى وكلنا نعيش فى نفس العالم ربما فى نفس البيت وكل منا يحيا حياة أخرى كل إنسان فى ملكوته وهذه سنة الحياة فالركاب على متن الطائرة الواحدة وجهتهم مختلفة من يسافر لتشييع جنازة والآخر لقضاء شهر عسل والآخر ليبحث عن عمل والأخير للترفيه والشوبنج مسافرون جميعنا عبر الزمن بدون آلة زمن بلا شك أننا نحيا عصر مهووس بالسفر بعد أن أصبح السفر أمر سهل متوفر للجميع بعكس السابق فكان السفر متاح للرحالة ولغرض البحث والإستكشاف والدراسة  الرحالة ابن بطوطةمثال الرحالة الأشهر”ابن بطوطة” المؤرخ ورسام الخرائط والقاض والمسكشف والتاجر الذى دار حول العالم وقضى 28عاما فى السفر بدأها برحلة الحج وأنبهر بمصر وسماها “أم البلاد” زارها فى أزهى عصورها وتقدمها الثقافة فى عهد السلطان “محمد ابن قلاوون” ثم أتى الكاتب والمفكرالكبير”أنيس منصور”الذى شغف بالصحافة من باب الترحال فسافر كل الدنيا حاملا لنا  بين سطوره وأحرف قصصه رائحة البلاد التى زارها الشوارع والطعام والعطر والأشجار جمع لنا خبرته وأسفاره فى كتابه “200يوم حول العالم”تحدث عن رحلاته التى قابل فيها الصعاليق والملوك وقابل مارلين ومونرو وفرح جدا لأنه كان من معجبيها وكان يفتخر فى نجاحه فى عمل حوار مع رئيس التبت”الدالاى ما”الحاصل على جائزة نوبل للسلام والذى إلتقط له صورة برفقته وكان أول مرة رئيس التبت يظهر فى صور للعالم فكان الكاتب أنيس منصور مثال للصحفى الطموح الآتى من الريف وحامل بداخله الصراع الذى يعرفه كل ريفى مختلف ولديه طموح غير عادى فتحدث عن أحلامه الكبيرة وتحدث أيضا عن صراع الريفى الذى يواجه وحائط  السد أمام أحلامه وأنه قضى فترة كبيرة يسأله الناس فى بلده إرجع قريتك مكانك فى بلدك وكأن الريفى مكتوب عليه يعيش ويكون بلا طموح واحلام لكنه حسم الجدال وإستسلم لأحلامه فقط فشق الدنيا غرب وشرق يقولون فى السفر سبع فوائد يدركهابعض من سافروا وليس الجميع يقول أنيس منصور فى مقدمة كتاب من كتبه حمار  يسافر يرجع حمار والأحمق هو من لايتغير من سفره أوحتى لاينقل للغير فائدة تعلمها من سفره السفر كالقراءة ولابد أن تؤثر فينا وتغيرنا للأفضل فهناك أشخاص لم يسافروا أبدا وأكتفوا بالقراءةلكن استوعبوا الحكمة وتغيرت حياتهم واستطاعوا أن يطوروا من أنفسهم أستطاعوا الحصول على النسخة الأفضل من أنفسهم فالفكرة ليست فى السفر فى حد ذاته الفكر ةفى العبرة من وراء السفر أو القراءة أو أى شئ ايجابى يطرأ على حياتنا .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.