جنات ..وقلوب الجمهور تنبض بذكريات الحب القديم

جنات ..وقلوب الجمهور تنبض بذكريات الحب القديم

جنات ..وقلوب الجمهور تنبض بذكريات الحب القديم

في إطار انفتاح المملكة العربية السعودية على الفعاليات الفنية والثقافية الكبرى، وتنامي الاهتمام بإحياء ذكريات الفن العربي المعاصر، تستعد الفنانة المغربية جنات لتقديم أول حفل غنائي لها في المملكة، وذلك ضمن فعاليات مهرجان “نوستالجيا فورها” المقرر إقامته يوم الجمعة 13 يونيو 2025، على مسرح “جدة سوبر دوم”، أحد أكبر القباب المغطاة في العالم، والذي بات وجهة رئيسية للحفلات الموسيقية والمهرجانات في المنطقة.

كتب:هاني سليم 

ليلة استثنائية تستعيد ذاكرة جيل بأكمله

مهرجان “نوستالجيا فورها” لا يُمثل مجرد أمسية غنائية عادية، بل هو احتفاء حقيقي بزمن فني شكل وجدان جيل كامل من الشباب العربي في مطلع الألفية الجديدة، حين كانت الساحة الموسيقية تعج بالأغاني التي جمعت بين الكلمات الرقيقة والألحان العذبة وصور الفيديو كليب المميزة التي ظلت محفورة في ذاكرة الجمهور حتى اليوم.
وإلى جانب جنات، يشارك في المهرجان كوكبة من نجوم تلك المرحلة الذهبية، أبرزهم:
• الفنان أحمد باتشان، الذي اشتهر بصوته العذب وأغانيه العاطفية القريبة من القلب.
• فرقة واما، التي أعادت تعريف مفهوم فرق الشباب الغنائية في مصر والعالم العربي.
• الفنانة مايا نصري، بصوتها الرومانسي وحضورها الأنيق الذي أسر قلوب الملايين.
• الفنان إيوان، الذي قدّم مزيجًا من الطرب اللبناني والإيقاع العصري.
• الفنان الكندي من أصل لبناني مساري، الذي جمع بين موسيقى R&B والنكهة الشرقية.
• فرقة بلو البريطانية، التي شكلت جزءاً من الثقافة الموسيقية العالمية في الألفينات.
• الفنان هيثم سعيد، صاحب الأغنيات الشبابية الخفيفة ذات الطابع الحالم.
• النجم الخليجي يوسف العماني، الذي قدم طابعاً خاصاً في الأغنية الخليجية.
• والفنان أحمد الشريف، أحد أبرز نجوم برنامج “ستار أكاديمي” والذي ترك بصمة واضحة في الأغنية التونسية والعربية.
هذه التوليفة الفنية الثرية توحي بأن الجمهور السعودي والعربي سيكون على موعد مع سهرة استثنائية، تعيدهم إلى أيام الطفولة والمراهقة، حين كانت مشاعر الحب والحنين مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأغنيات هؤلاء النجوم.


جنات.. عودة إلى المسرح بلغة الشجن والحنين

بالنسبة للفنانة جنات، فإن هذا الحفل يحمل رمزية خاصة، حيث يُمثل أول ظهور مباشر لها أمام جمهور المملكة، في وقت بدأت فيه الساحة الفنية الخليجية تشهد زخماً جديداً من الحفلات والمهرجانات بعد سنوات من الانفتاح الثقافي، ما يمنح الفنانين فرصاً أوسع للتواصل المباشر مع جماهيرهم في المنطقة.
جنات التي عرفها الجمهور العربي بصوتها الدافئ وأسلوبها الرومانسي الهادئ، استطاعت منذ انطلاقتها الفنية في أوائل الألفية أن تبني لنفسها مكانة خاصة في قلوب عشاق الفن الرفيع. وقدّمت خلال مسيرتها عددًا من الأغنيات الخالدة مثل “حب جامد”، و”على فكرة”، و”اللي بيني وبينك”، و”اللي بقينا في”، وحققت من خلالها انتشارًا واسعًا.

وتُعد مشاركتها في مهرجان “نوستالجيا فورها” بمثابة عودة قوية للغناء المباشر، خصوصًا بعد نجاح آخر أعمالها الفنية، والتي جاءت من خلال أدائها المؤثر لتتر مسلسل “الأميرة ضل حيطة” في موسم رمضان 2025.

“ضل حيطة”.. تتر درامي بصوت جنات يشعل قلوب الجماهير

الأغنية التي حملت عنوان “ضل حيطة” حققت انتشارًا واسعًا بمجرد عرض المسلسل، ونالت إشادات نقدية وجماهيرية على السواء، لما تميزت به من كلمات عميقة وإحساس عالٍ يعكس طبيعة القصة التي يناقشها المسلسل، وهي حكاية امرأة تبحث عن الأمان وسط خيبات متكررة في عالم العلاقات العاطفية والزواج.
الأغنية قدّمت نقدًا اجتماعيًا غير مباشر لواقع المرأة العربية، وخاصةً حين تُعامل كخيار ثانٍ أو “ضل حيطة”، وهو تعبير شعبي يُستخدم للدلالة على الزواج بدافع الأمان لا الحب. وقد برعت جنات في تجسيد هذه الحالة بصوتها الذي تراوح بين الألم والتمرد والخذلان، وجاءت كلمات الأغنية لتعكس هذه المشاعر بوضوح:
كلمات “ضل حيطة”:
زمن شافني هدف مش سهل يوصله..
حلم بيا وعاش يتمنى أقرب له..
ومن إلحاحه خلاني أفكر ليه ماكنش معاه..
بدأ يحتل وجداني بدأت أحسه واستنى..
وأتاري الكذب فيه غية..
عاوزني جنبه ملغية..
سرق مني حياتي عشان..
يعرض نقصه بأذية.
وبان وشه اللي كان خباه..
وبان كل اللي مش حباه..
لا أدوق قلبه طعم أساه..
ده ضل الحيطة ولا ضله..
ما شفتش منه غير غله..
أنا اللي شافني نجم بعيد..
لا يمكن يوم هينزل له.
هذه الأغنية عززت من حضور جنات في الساحة مجددًا، وأثبتت أن صوتها ما زال قادرًا على التأثير وتحريك المشاعر، ليس فقط في سياق الأغنية العاطفية، بل أيضًا في الأغنية ذات البُعد الدرامي والاجتماعي.

حفل يحمل رسائل الحنين والوصل

حفل “نوستالجيا فورها” بجدة يُمثل عودة لزمن لم يغب عن الذاكرة، بل يسكن القلوب حتى اللحظة، زمن كانت فيه الأغاني تُحاكي الأحلام الصغيرة والقصص البسيطة التي عاشها جيل بأكمله. وفي ظل هذا الطوفان من الذكريات، تأتي مشاركة جنات لتؤكد أن الفن الحقيقي لا يشيخ، وأن ما خرج من القلب سيظل دائماً يجد طريقه إلى القلوب.
الجمهور السعودي والعربي على موعد مع ليلة موسيقية لن تُنسى، تحتفي بالماضي، وتُعيد وصل الحنين بالحاضر، وتفتح نافذة جديدة أمام جنات لتكتب فصلاً جديداً في مسيرتها مع جمهور طال انتظاره.

المزيد: منى زكي بين «رزق الهبل» و«الست» و«الجواهرجي».. كواليس واسرار 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.