ريهام طارق تكتب: هؤلاء حرمت عليهم نار جهنم
حديث رسولنا الكريم عن صفات من حرمت عليه النار
الحمد لله الذي جعل الأخلاق الرفيعة منارات يهتدي بها العبد إلى رضوانه، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، الذي كان خلقه القرآن، فكان هينًا لينًا، قريبًا إلى النفوس، سهلاً في التعامل، لا يعسر على أحد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبت: ريهام طارق
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال رسول الله ﷺ: “ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل” [رواه الترمذي].
هذا الحديث الشريف يفتح أمامنا أبواب التفكر في قيمة الأخلاق الطيبة والصفات الحميدة التي تعصم صاحبها من النار. إنها ليست مجرد صفات للتزين الاجتماعي، بل هي من أعظم أسباب النجاة يوم القيامة.
صفات المؤمن من حرمت عليه النار:
– القريب:
القريب هو الذي تأنس به الأرواح، ولا تشعر بثقل وجوده، فهو قريب القلب، يتقبل الأعذار، ويرضى بسهولة إذا أخطأ أحد بحقه، إن القرب هنا لا يعني مجرد القرب المكاني، بل قرب الروح، فهو الذي يُسترضى فيرضى، ويُطلب فيلبي، ويُحتاج إليه فيقف معك.
– الهين
الهين ضد الصعب و المتشدد، وهو الإنسان الذي تسهل مخاطبته ومعاملته، فلا يثقل على الآخرين، و لا يعاملهم بخشونة أو قسوة، لا يرفع صوته في الخصومات، بل يتجاوز عن الأخطاء، ويدرك أن الحياة لا تستقيم بالتعنت والشدة.
– اللين
اللين هو الإنسان الهادئ الطباع، الذي يعامل الآخرين برفق، ولا يتكلف في تصرفاته، بل يجعل الجميع يشعرون بالراحة في وجوده، يتقبل الآخرين كما هم.
– السهل
هو الذي يقابل الأمور ببساطة وييسر على الآخرين، لا يعقدها، لا يتمسك بحقوقه بعنف، من السهل أن تتناقش معه، و تطلب منه المساعدة، تجده يعفو ويتجاوز، وتهنأ القلوب بصحبته.
لماذا تحرم النار على هؤلاء؟
لأنهم يمثلون تعاليم الدين الإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى التيسير ونبذ التعسير، فهؤلاء لا يؤذون الناس بقول ولا فعل، بل يعطون للناس الأمان والطمأنينة، يتحلون بالصبر والعفو، وهي صفات الأنبياء والصالحين.
وتعني “تحرم على النار” أنهم لا يدخلون النار، أو أن النار لا تضرهم إن دخلوا وفي كلا الحالتين، يدل الحديث على عظمة هذه الأخلاق و جزائها العظيم عند الله.
بين الهين والصلب:
ليس كل الناس سواء في هذه الصفات، فمنهم من وهبه الله طبعا هينا لينًا سهلاً، ومنهم من يحتاج إلى مجاهدة النفس لترويضها على هذه الأخلاق.
أما الشديد الصعب الذي لا يقبل العذر ولا يتنازل عن حق، فإنه يُثقل على نفسه وعلى الناس، ويجعل حياته وحياة من حوله شاقة.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: فشل حبك هل يعني أنك شخص فاشل أم أنك تفتقر لمقومات الحبيب المثالي؟
كيف نتحلى بهذه الأخلاق؟
– تذكر الأجر: تذكر أن هذه الصفات سبب لتحريم النار عليك.
– التعلم والتدرب: قال النبي ﷺ: “إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم” [رواه الطبراني]، درب نفسك على التيسير والعفو.
– الاقتداء بالنبي ﷺ: كان عليه الصلاة والسلام هينًا لينًا مع أصحابه و أعدائه على حد سواء.
إن المؤمن الذي يتحلى بهذه الأخلاق محبوب عند الله ورسوله الكريم ومن الناس، وقريب من الجنة بعيد عن النار نسأل الله أن يرزقنا لين القلب، وهوان الطبع، وسهولة المعشر.