جوان قرجولي الموسيقي الذي استثمر فنه بكافة المجالات

جوان قرجولي الموسيقي الذي استثمر فنه بكافة المجالات

حاورته نجاة أحمد الأسعد

قلائل هم الموسيقيون اللذين يستثمرون فنهم بمجالات عديدة فالفنان الشامل يطلق على الممثل الذي يغني ويرقص أثناء أداءه للأعمال لكن الموسيقيين عرفاً إما يمتهنون العزف أو قيادة الأوركسترا وفي أقصى الحالات التأليف الموسيقي .
لكننا هنا سنتحدث عن فنان ملتزم بالعمل الموسيقي الراقي والذي استطاع أن يكون موسيقياً شاملاً إنه الفنان عازف العود الدكتور جوان قرجولي

.
لكن ما الذي جعل هذا الفنان مختلف؟؟ قرجولي لم يكتفي بكونه عازف عود هام ومؤلف موسيقي لكنه ألتزم بأنه كان ينهل من التراث بغية الحفاظ عليه والعمل على جمعه لقد استطاع قرجولي أن يجمع بين الفن والإدارة والتعليم فقد عمل مدير للمعهد العربي للموسيقا بدمشق “معهد صلحي الوادي” حاليا التابع لوزارة الثقافة السورية كما تسلم دار الأوبر السورية في أصعب الأوقات وتمكن من نفض الغبار عنها رغم المعاناة التي كانت تعيشها البلاد, وقاد أوركسترا الموسيقا العربية في سوريا في فترة سابقة .
واستمر الدكتور جوان بمواكبة التطور التكنولوجي ويعتبر أول من خصص جزءاً من معهده المسمى أوتار للتعليم الموسيقي عن بعد “عبر الشبكة العنكبوتية” , وحالياً يمتهن العلاج بالموسيقا .


وبلقائنا مع الدكتور جوان قرجولي طلبنا منه أن يحدثنا عن اهتمامه بالتراث الموسيقي فأجابنا : إن التراث هو تاريخ الشعب فالثقافة الفنية تقدم لنا عصارة الإبداع و الموسيقا مهمه في حياتنا فهي للسمع وليست للكتابة” لابد أن نحافظ على سمعنا ونحفظه من الضياع وإن أهمية التراث تدفعنا لأن نحافظ عليه فالموسيقا هي كل صوت موجود في الحياة ، ومهمة الفنان دائماً هي الكشف عن جمال التراث الذي تركه الإنسان لذا علينا جمعه .


وعن الموسيقا الحديثة ومانسمعه من تطوير ومحاولات فنية على الساحة يقول قرجولي لاشك أن هنالك محاولات لتطوير هذه الموسيقا والتراث ولكن أغلبها تجارب أفقدت التراث روحه الأساسية فالكثير ممن يحاولون تقديم موسيقانا التراثية على أساس الإحياء والتطوير فيشوهونها.
.لذلك علينا العمل على إظهار التراث بروحه الجميلة وبتطوير لا يشوه بواطنه.


وعن تجربة التعليم الموسيقية التي خاضها الدكتور قرجولي سابقاً في وزارة الثقافة بالمعهد العربي للموسيقا , وبماذا تختلف عن تجربته في معهده الحالي أوتار والذي يلتزم الكثير من طلابه بالتعليم عن بعد “اون لاين”أجاب : بداية أقول إن للتعليم لذة كبيرة خاصة أن تعليم الفن ليس كباقي أنواع التعليم لأن الطلاب لابد أن يكون لديهم موهبة ومع هذا تمكنت أثناء إدارتي أن أشاهد الأطفال ينجذبون ويرغبون بالتعليم الموسيقي خاصة عندما يشاهدون أقرانهم فنانين والأجمل أن تشاهد مولد فنان أو مبدع أنت أعطيته أسس الموسيقا , كما أن التعليم الموسيقي للأطفال مهم كونه يستطيع معالجة مشكلات المجتمع المعاصرة لدى الطفل خاصة التي نعانيها في وطننا العربي مثل الحروب والإشكاليات الاقتصادية وتجربة المعهد دليل على ذلك واستمراره خلال فترة الحرب واستمرار الحفلات الخاصة بالأطفال , وطبعا أنا أكملت التجربة من خلال معهدي الخاص حيث عملت على استثمار التكنولوجيا من أجل تكريس التعليم للأطفال والكبار عن بعد بسبب الظروف أيضاً وبسبب ضيق المكان وعدم استيعاب الأعداد الكبيرة من الراغبين بالتعليم الموسيقي وفعلاً وجدت إقبالاً كبيراً على التعليم الموسيقي للكبار والصغار, وهذا يدل على مدى أهمية الفن والموسيقا في الحياة .


وعن الفرق بالتعليم على أرض الواقع وعبر الشبكة العنكبويتة أضاف الدكتور جوان : لاشك التعليم على أرض الواقع أفضل لكن تمكنا عبر الانترنيت “اون لاين” أن يحصد معهد أوتار نتيجة هامة مع طلابه خاصة الموهوبين وحتى غير الموهوبين تمكنوا من الوصول لمرحلة هامة من التذوق الموسيقي والقدرة على العزف واستطعنا عبر الانترنيت أن نصل لشريحة هامة من المجتمع بالخارج والداخل لنوصل لهم المعلومة من خلال المتابعة رغم الصعوبات التي نلحظها بهذا النوع من التعليم .
وعن أسباب توجهات الدكتور جوان الأخيرة نحو العلاج بالموسيقا وانضمامه كعضو للجمعية الأفرواسيوية للعلاج بالموسيقا أكمل الدكتور جوان حديثه : إن العلاج بالموسيقا حالياً أصبح واقعاً معاشاً فقد أثبتت الدراسات والتجارب أن للموسيقا دوراً في علاج العديد من الأمراض العصبية وتجربتي في هذا المجال أثبتت ذلك , فقد استلهمت من خلال حفلات الأوبرا أن الجمهور كان يواظب على الحفلات ويتأثر
بالإضافة لدراسات الفارابي الذي يعتبر أول من قدم نظريات متكاملة حول طريقة العلاج بالموسيقا , لأنها تلغي الإحساس بالزمن , والدليل على هذا مثلاً ربة المنزل والرياضي والمسافر الذين يساعدهم الاستماع للموسيقا على تخفيف وطأة مرور الوقت خلال ما ينفذونه من أعمال فضلا عن المرضى في قاعات الانتظار أو قبيل خضوعهم للعمليات الجراحية الموسيقا يمكنها تخفيف أثر التوتر عليهم.
لكن هذا لا يعني عدم اللجوء للطب ولكن يمكن أن يساعده وربما بدونه قد يتأخر الشفاء إضافة لأن بعض الأمراض العصبية قد تتأثر بالموسيقا بشكل أكبر من العلاج الطبي .
وعن الرابط بين كل الأعمال التي مارسها الدكتور جوان وفي أي منها يجد نفسه اختتم الدكتور كلامه لنا بقوله : إن الموسيقا هي كل هذه الأشياء هي العلاج وهي علم وفن وفلسفة وهي المتعة لذلك علينا أن نستثمرها في كافة مجالاتها وجميع الأعمال التي مارستها من قيادة الاوركسترا للتعليم لإدارة الأوبرا للعلاج جميعها أضافت لي الكثير ودفعتني لأزيد من استثمار الموسيقا بمجالاتها.
واختتم الدكتور جوان قرجولي بأنه حالياً مهتم جداً كمعالج بالموسيقا إضافة أنه سيقوم بعمل مجموعة تسجيلات مع كتاب للتراث بغية الحفاظ عليه.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.