حب الذات والغرور .. إستمع لنفسك قبل أن تستمع للأخرين

بقلم / جيهان أيوب

كثيرًا ما نسمع عن أهمية حب الذات ، لكننا نخلط بينه وبين الأنانية أو الغرور .

حب الذات الواعي هو فن الإصغاء إلى نفسك بصدق، والتعامل معها بلطف، والاعتراف بأنها تستحق العناية مثل أي شخص آخر تحبينه. إنه بوابة التوازن والسلام الداخلي، ومنه تبدأ كل علاقة صحية مع الحياة.

حب الذات والحدود الصحية

عندما نمارس حب الذات بوعي، ندرك أن العطاء لا يكون على حسابنا دائمًا. نعرف أن وضع حدود واضحة ليس قسوة، بل احترام للنفس وللآخرين معًا. أن نقول “لا” أحيانًا يعني أننا نحمي طاقتنا من الاستنزاف، وأن نمنح أنفسنا وقتًا للراحة هو شكل من أشكال الحكمة.

حب الذات هنا لا يقتصر على عبارات جميلة نقولها لأنفسنا، بل يظهر في أفعال يومية صغيرة: النوم الكافي، احترام الجسد حين يطلب الراحة، الإصغاء للمشاعر بدل كبتها، والاحتفال بالإنجازات مهما كانت بسيطة. هذه الممارسات تجعلنا أكثر اتزانًا، وتجعلنا نقترب من العالم بسلام داخلي لا تهزه الظروف بسهولة. ومع الوقت، ندرك أن القيمة الحقيقية لا يمنحها الخارج، بل تولد من الداخل، من يقين راسخ أننا نستحق حياة مليئة بالكرامة والراحة.

حب الذات والعلاقه بالأخرين

المرأة التي تحب ذاتها بوعي لا تبحث عن اكتمالها في الآخرين، بل تدخل العلاقات من موقع الامتلاء، لا النقص. فهي تمنح من حبها دون أن تفقد ذاتها، وتشارك من سلامها الداخلي بدلًا من أن تستنزف طاقتها.

وحين نتصالح مع ذواتنا، تصبح علاقاتنا أكثر صدقًا وعمقًا. لم نعد نحتاج إلى إثبات قيمتنا طوال الوقت، ولا إلى الركض خلف رضا الآخرين. بل نعيش حقيقتنا ببساطة، ونعطي من مكانٍ مليء لا من فراغ. وهذا ما يجعلنا أكثر جذبًا وإلهامًا في أعين من حولنا.

إن حب الذات الواعي ممارسة مستمرة، لا قرارًا لحظة واحدة. إنه اختيار يومي يشبه التنفس: أن نغفر لأنفسنا، أن نمنحها اللطف، وأن نسمح لها أن تزهر على مهل. ومع كل يوم نمارس فيه هذا الحب، يصبح العالم مكانًا أكثر دفئًا وسلامًا.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.