حب وهجر وغرام هي حكاية أغنية “قالولي هان الود عليه”

بقلم / دعاء سنبل

كثير من الأغاني المصرية لها حكايات حب أو هجر او غرام وهذا ماحدث في أغنية “هان الود ” لموسيقار الأجيال “محمد عبد الوهاب” ، فقد حدث خلافات بينه وبين زوجته وأنفصل الموسيقار”محمد عبد الوهاب” عن حب عمره “نهلة القدسي” وبعد الإنفصال حاول كثيراًالعودة إليها لكنها هجرته وتركت مصر وسافرت للأردن غاضبة منه لسبب لا يعلمه سواهما حتى الآن، وإن كان الكل يعلم بقصة الهجران والود الذي هان حتى عادت العاطفة الجياشة تجري في الأوردة والعروق لعبدالوهاب ونهلة القدسي ، عبدالوهاب الذي أهدى عشاقه أغنية تعيش لتتغنى بها كل الأجيال ويحفظها عن ظهر قلب كل من عانى الهجران، ونهلة التي سرعان ما تخلت عن قرارها بهجر حبيبها والعودة الى محراب حبهما الذي جمعهما معاً حتى وفاته لتعيش الزوجة على ذكراه.
الجميل في قصة «هان الود» أن أحمد رامي توقع عودة نهلة القدسي لحبيبها بمجرد أن تستمع لجملة «أنا بحبه وأراعي وده إن كان ف قربه ولا في بعده»، خاصة وأن رامي كان له باع طويل في عالم الحب والهجران ويعرف مقدماً موضع كلمات الغزل على أي قلب أي امرأة، وفعلاً تحققت نبوءته وتأثرت أيقونة عبد الوهاب المهاجرة بها بمجرد سماع الأغنية، فالحب العظيم لا يضيع، فالود أعظم دواء لمرض القلب الموجوع، وبالود تهون الدنيا كلها وبه يعود الصفاء والرضاء العاطفي.
والجميل أيضا في أغنية «هان الود» أنها تقترب جداً من حكاية صديق لي عاش نفس الأحداث تقريباً مع حبيبته وإن كان هو الذي حاول هجرانها لما شعر بغيرة من صديقاتها الكثيرات، ولكنه لم يستطع، فهي ملكت قلبه وتربعت به وسكنت عيناه ولم تغادرهما، وعندما اشتدت به الغيرة من لهوها أحياناً مع الصديقات في رحلة نسائية خالصة أرسل لها غاضباً ومعاتباً كلمات “هان الود” .

كان الموسيقار الكبير دائم التحدث عن زوجته كانت عيناها هي السحر الذي وقع فيه عبد الوهاب، وجاء في مذكراته أنه عندما تعرف على زوجته “نهلة القدسي ” عند زيارتها له وهو مريض ببيروت مع أصدقاء مشتركين، كشف لها سر ارتدائها النظارة دائماً، فسألته بتعجب كيف عرف ذلك ، فرد بأختصار حيث كان بداية تعارفهم “إنها النظارة تخفي كل هذا الجمال فأنتي رائعة الجمال” ، مجرد جملة جعلته يسكن في قلبها ، وكان عبد الوهاب قد استجمع كل قواه
وعاطفته ونزع النظارة من على وجه حبيبته ليكتشف ما تخفيه تلك النظارة ورائها من جمال عينيها التي غاص فيها ويتحدث معها ، ويكتشفا أنهما قد وقعا في الحب من أول نظرة الأمر الذي قربهما من بعض ليدق القلبين ويخفق الحب بينهما.
فقد وقع عبد الوهاب أسيراً لجمال عيني نهلة القدسي وعلق قائلاً “أرى سوادا كلله النور كسواد عيني زوجتي نهلة”.

ورغم قصة الحب الرائعة بين عبدالوهاب ونهلة القدسي، إلا أنها مثل بقية قصص الحب الشهيرة لم تخل من صعاب بلغ حد الهجران لتتركه وحيداً فترة زمنية وترفض العودة له، وتردد أنها كتبت مقالاً أو جاء بحوار لها بإحدى المجلات المصرية بعنوان “هان الود” لتفسر به سبب هجران زوجها ورحيلها عنه، وعندما علم عبدالوهاب بالمقال من المقربين بأمر ، تأثر جداً بما جاء فيه ليذهب الى صديقه الصدوق الشاعر أحمد رامي ليكتب له أغنية بعنوان “هان الود” ليرد بها على ما كتبته ملهمته وقصة حبه الخالدة ، وبالفعل كان لكلمات الأغنية فعل السحر ليتحول الهجران الى شوق وحنين وتنتهي فترة الخصام والبعاد ليعودا معاً الى عشهما ولتكون جملة “أنا بحبه واراعى وده إن كان في قربه ولا في بعده”كانت الأغنية بداية لغرام جديدة وعشق بين الزوجين.

الموسيقار “عبدالوهاب ” طوال حياته الزوجية مع زوجته “نهلة القدسي” بكلمة حب ودائما ما يتحدث عنها بود، فكانت له طوال حياته سيدة الحسناء الرائعة الجمال، لا يستطيع أن ينسى شكلها الذي رأها به في أول مقابلة وكثيرا ما تحدث عن حكاية النظارة وعينيها التي سبق لنا ذكرها ، وكيف أحبها وشعر بأنها أجمل هدية من الله في حياته ، فقد كانت له امرأة مختلفة عن كل السيدات اللاتي عرفهم في حياته وقال عنها أنها “فيها طعم حلو كأنه الشهد في فمي والسند الذي أريد أن أستند عليه وانطلق به في الحياة.. فهي نصف جمهوري وأجمل وأذكى معجباتي ونقادي” ولم تكن زوجته “نهلة القدسي” أقل منه جمالاً و روعة في وصف عشقها له وإن كانت تعرف حق قدرها لديه فوصفت نفسها أنها “لحن خالد في قلب عبدالوهاب” وكانت هذه قصة العشق والهجر والغرام لأحلى عاشقين.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.