حدوتة مصري

يُحكى أن من قديم الزمان أن هناك شابا كان يعيش فى قرية صغيرة من عائلة متوسطة الحال
وبالرغم من قلة الامكانيات الا ان والديه كانا يسعون لإسعاده بشتى الطرق ولا يتأخرون عنه فى اى طلب حتى لو كان هذا الطلب يصعب عليهم
فكانوا دائما حريصين كل الحرص على تلبية طلباته …

وبالرغم من حجم الاهتمام به… الا ان والديه لم يتركوه هكذا
انما علموه كيف يكون على قدر كبير من المسئولية
وتعلم كيف يؤدى صلاته فى اوقاتها
وتعلم معنى القناعه
وتعلم الا يتدخل فى أمور الغير
وتعلم كيف يغمض عيناه عن الحرام
وتعلم منهم ايضا كيف يعيش طوال حياته مميزا وصاحب ضمير حى لايكره عمله … لايكره اشقاءه … لايكره اصدقاءه
وتعلم منهم أيضا ان لا يؤذى أحدا
وتعلم معنى السماحة وتعلم الا يكذب
وتعلم كيف يعيش طوال حياته انسانا وفيا يتمتع بالاحترام
وكيف يكون انسانا ناجحا إجتماعيا وعمليا
وتعلم اشياء واشياء جعلته امام نفسه مميزا وامام الآخريين كذلك

ويأتى الفضل كل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى الى والديه الذين أحسنوا تربيته.

ومرت أعواما وأعواما حتى كبر الشاب وبدأ يتحمل مسئوليته ومسئولية اشقاءه واولاده وكان حريصا كل الحرص لمراعاة والديه
لكى يوفى لهم حقا من حقوقهم عليه
جعل نصب اعينه اولا حياتة الخاصة
ومن بعد ذلك حياته العامه
فمثلما كان مثاليا لعائلته فكان ايضا مثاليا لاصدقاءه ولكن تأتى أمامه عقبات كثيرة
إذ واجه مشاكل عديدة فى حياته بين اصدقائه بسبب صراحته وبسبب قناعته وضميره الحى
فظهر امامه ان هناك من يستغلون البشر فى تلك الحالات
بل يحاولون اساءة وتشويه صورة لانسان عاش حياته كلها بكل حب وتقدير للاخرين
رأى الحقد والغل فى عيونهم
وبدأو ينظرون له نظرات عدوانية
يتمنون وقوعه فى اى لحظة من اللحظات كان عندما يمجد احد فيه يغضبون … وعندما يرونه مهتما بنفسه يستهزءون
وكانوا دائما يبحثون وراءه حتى يصلوا الى اصله
فلسانهم دائما يتساءل
من هذا الشاب الذى يهتم بنفسه والذى يحبه الكثير
وماسبب قناعته وضميره واحترامه الزائد الى ان ذهب منهم البعض الى بلدته لزيارته وكانت نفوسهم من الداخل مليئة بكل المكر اذا كانوا متجهين اليه ليشاهدوا ماهى معيشته
وكيف يعيش وعندما ذهبوا وشاهدوا انه يعيش فى بلد ريفيه وفى منزل متواضع نظروا اليه بنظرات شماته وليست نظرات حب
عندما شاهدوا حقيقته التى كان دائما حريصا على عدم اخفائها للجميع
فكان دائما يتحدث اليهم عن حياته الطبيعية المتواضعه
ولكن البعض كان يكذبه بسبب المظهر الجميل الذى كان دائما يظهر به امامهم فكان حسن المظهر خارجيا وايضا داخليا .
وعندما تركوه
فوجئ بأقسى كلام جارح ضده منهم
واستهزائهم به امام الجميع والشماته القاتلة التى وجدها من معاملتهم له
فيأس هذا الشاب من المعاملة الحسنه والضمير والصدق الذى كان يتعامل بهم مع الجميع
وعاش حياته متألما بأحوال البعض
ويخاطب نفسه قائلا:
احوال البشر خدعتنى فحقدوا علي عندما شاهدوا مظهرى اللائق ونجاحى وعلاقتى الطيبة بالجميع وحقدوا علي عندما شاهدوا فقرى وتواضعى .
فماذا افعل ؟؟؟

أيها السادة :
الحياة ليست سهله انها شاقه ومتعبه لأصحاب الضمائر فمهما كانت ضمائرهم حيه وسلوكهم طيب … الا انهم يواجهون صدمات قاسية من البعض

ومن هنا
ارسل رسالة لكل انسان حاقد على آخر
او انسان يحكم على الآخرين من الظاهر فقط
او انسانا يشغل باله بالاخرين لكى يشمت فيهم
او انسانا يسيئ للبعض لكى يشوه صورتهم
اتقوا الله و خذوا من الموت ولقاء الله يوم الحساب عبرة
إتركوا الأمور كلها لحالها
لاتقفوا امام انسان تربى وترعرع على الخير والثواب تعلموا منه كيف تكونوا متسامحين وقانعين بما اعطاه الله لكم .

رسالة أخيرة لكل الاباء والامهات
ربوا اولادكم على الفضيلة واحترام الذات والضمير الحى والتواضع والرضا بما قسمه الله حتى تصلوا الى صناعة جيل محترم تفتخرون بهم وتنتفعون بهم وينتفع بهم الوطن أيضا…

مصطفى السبع

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.