“حديثٌ بِلا مُبرِّرات” بقَلمِ: لَمْيَاء زَكِي

 

 

أجملُ شيءٍ أنَّكَ حين تتحدثُ لا تضطرُ لذكر مبرراتٍ لما تقوله أو ما تفعله، ولا تضطرُ لأنْ تُقْسِمَ مراراً وتكرراً، أو حتى تُجهِدَ نفسَك لتوضيحِ أشياءٍ لا تستدعي منك كل تلك المبررات؛ لتجد من يفهمك ويصدقك القول، سواء أمتفقاً معك كان أو مختلفاً، فلا يُسيّء فهمك، ولا يشُكُّ في مصداقية الكلام الصادر عنك، حتى و لو أخطأ اللسانُ في التعبير.

فإنَّ الأحاسيسَ، لا تُخطئ و إن أخطأ التعبير، و هذا واردٌ جداً، ويحدث مع أيّّ شخص؛ وحينها يقولونَ بالعاميّة: “غلطة لسان” فتجد من يقول لك: أنا أفهمك جيداً، وبراحة قلبك تستكمل الحديث معه؛ فيوفر لك الكثير والكثير من الوقت الذي كنت تحتاجه لتبرهن على صدق ما تقوله أو ما تفعله، فيما إذا حدث خطأ غير مقصود !!

وعندما يحدثُ وتكون مواصلة الحديث بفهم جيد واستيعاب؛ تشعر حينها بدفء في المشاعر والتواصل مع الآخر، سواء كان هذا التواصل على اختلاف أو على اتفاق في وجهات النظر، بمنطق “الخلاف لا يفسدُ للود قضية” و كأنّكما متفقان على أن تستكملا المشوار معاً.

أقولُ: علينا أن نحملَ للآخرين النيَّةَ الحسنة، ولا نُسيء الظنَّ بهم، بل نُحسنُ الظنَّ؛ حتى يظهر لنا عكس ذلك من مواقف أكيدة ظاهرة وواضحة وضوح الشمس، ونسامح ونغفر لبعضنا الأخطاء التي ليس لها علاقة بجوهر الكلام والموضوع، لذا يجب علينا أنْ نُعاملَ الآخرين كما نحبُّ أن يُعاملونا.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.