(حديثُ النفس) لآحمد جنيدي

بقلم / أحمد جنيدي

(حديثُ النفس)
تحدثتُ إلى نفسى يوما قلتُ يانفسُ لم تَعُد الدنيا كما كانت فقد تَرَكتُ صَخَبَ الحياةِ وضَجِيجَها وجِئتُ إليكِ لعلى أجِدُ عِندَكِ جوابًا لِحَيرَتى فلقد تَغَيَرَتْ يانَفسُ القلوبُ فما عادت كما كانت ولا النفوسُ كما عَهِدناها فَرَدَتْ عَلَىَ قائلًة إسمع يا أدمى إنى مُعَلِمَتُكَ كلماتٍ فَعَلِمها من خلفك فخُلاصَةُ ما أنتم فيه تبدأُ بقولِ اللهِ تعالى ( إنا عَرَضْنا الأمانَةَ علي السماواتِ والأرضِ والجبالِ فأبينَ أن يحملنها وأشفقْنَ منها وحملها الإنسانُ إنه كانَ ظَلُومًا جَهوًلا) فانظر ماذا فعل بكم الظلمُ والجهالةِ.
لقد طَمِعتُم في الدنيا ونَسِيتُم أنَ هناك أخره.
وإستبطئتم الحلالَ وإستعجلتم عليه بأكلِ الحرامِ وأنتم تعلمون عاقِبَتَه.
وطَمِعَ بعضكم بِبَعضٍ ونسيتم أن الله هو الرزاقُ ذو القوةِ المتين.
وسفكتم دمائكم وأنتم تعلمونِ أن زوالَ الدنيا أهونُ علي اللهِ من إراقَةِ دَمِ أحَدِكُم.
وضَيعتُم فرائِضَ اللهِ وأمنتُم عِقَاَبهُ وأنتم تعلمونَ أنكُم إليه راجعون.
المالُ عِندَكُم كثير وبالطمعِ تعيشونَ الفقر. ولِذا ضاقت عليكم الدنيا بما رَحُبَتْ.
فإرجعوا إلي الله يرفَعُ عنكم ما أنتم فيه.
(احمد جنيدى)

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.