حرب كورونا وصراع الزعامة والمصالح بقلم : ثروت عبدالرؤوف

الحرب على المصالح والزعامة أزلية بدأت بين قابيل وهابيل ومستمرة حتى الآن وسوف تستمر ماإستمرت الحياة على الأرض وإن إختلفت أشكالها وأسلحتها وأسبابها سواء المعلنة أو الخفية من وقت لآخر
الصراع بين أمريكا والصين الآن هو حلقة من هذا الصراع الأزلى سلاحه كورونا والإعلام وبات الكثير يعلم أن أمريكا هى من زرعت هذا الفيروس فى الصين والدول المنخرطة معها فى تعاون إقتصادى ومنها إيطاليا وأن الصين حققت نجاح فى إحتواء الخطر وإعادة تصديره لأمريكا والدول المنخرطة معها فى تعاون إقتصادى وأن أمريكا هى من تقف خلف الحملة الإعلامية المسعورة لبث الخوف والرعب فى نفوس العالم وأن هناك دول إختارت عدم الإنحياز فى هذا الصراع ونأت بنفسها عنه ودول أخرى أقحمت نفسها فيه بدعوى ارتباطها بمصالح إقتصادية مع طرف من الأطراف فإنحازت لهذا الطرف ضد الطرف الآخر
لا شك أن مصر ترتبط بمصالح إقتصادية كبيرة مع كل من الصين وإيطاليا وأن هذه المصالح فى تزايد مستمر فى حين تتقلص علاقاتها ومصالحها مع أمريكا ولم يعد يربطها بها غير حزمة المساعدات العسكرية والاقتصادية التى تقررت بعد كامب ديفيد و التى تتعرض للتقلص بصفة مستمرة ويتم إستغلالها وتوظيفها بشكل غير لائق ولا يتوافق مع تطلعات النظام فى مصر
ولا يستطيع منصف أن ينكر إنحياز أمريكا لإسرائيل على حساب كل دول المنطقة بشكل يضغط على الانظمة الحاكمة بقوة أمام شعوبها خاصة بعد حزمة القرارات التى إتخذتها الإدارة الأمريكية الحالية من نقل السفارة وضم القدس ووقف مساعدات الإنورو وقطع طريق العودة أمام اللاجئين الفلسطينيين وتبنى مشروع لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل
وحتى بعد الإستعانة بالإدارة الأمريكية مؤخرا فى تسوية قضية سد النهضة إتخذت موقف متخاذل ضد مصر لحساب إثيوبيا بشكل فج وواضح
و فى الوقت نفسه تتدفق الإستثمارات الصينية والإيطالية على مصر بشكل كبير وملحوظ فى الغاز والبترول والتعمير وكل المجالات
مصر قررت الإنحباز لمعسكر الصين وإيطاليا وأعلنت عن ذلك وأرسلت وفد رسمى للصين يحمل مساعدات رمزية تعبير عن موقفها ثم بعد ذلك لإيطاليا
منذ بداية ظهور كورونا أول شهر يناير وحتى قبل زيارة وزيرة الصحة الرسمية للصين كانت مصر بعيدة عن الخطر ثم بعد ذلك ظهر الخطر والذى تمثل فى إصابات طالت قيادات كبيرة ثم بدأت إعداد المصابين والضحايا فى الإزدياد ومرشحة للزيادة خلال الفترة القادمة
مصر بلد حرة مستقلة من حقها أن تتخذ ما تشاء من مواقف وتدافع عن مصالحها لكن عليها أن تدرك حجم الخطر المترتب على ذلك وتكون مستعدة له.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.