حرمة الدماء في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة

حرمة الدماء في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة

بقلم الشيخ سيد محمد على معلم اول بالازهر الشريف

حرمة الدم في الإسلام أكبر حرمةً من حرمة هدم الكعبة المشرفة وأن إيذاء الناس سواء بالقول أو الفعل أمر منبوذ شرعًا

من أجل ذلك كان لابد من إرشاد الجميع إلى خطورة هذا الأمر وذلك من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة

أولاً حرمة الدماء فى القرآن الكريم

قال تعالى ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ )
قال الإمام ابن حجر رحمه الله
وجعل قتل النفس الواحدة كقتل جميع الناس مبالغة في تعظيم أمر القتل الظلم وتفخيما لشأنه أي كما أن قتل جميع الناس أمر عظيم القبح عند كل أحد فكذلك قتل الواحد يجب أن يكون كذلك٠

ثانياً حرمة الدماء فى السنة النبوية

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما )

عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه )

ثالثا : حرمة دماء غير المسلم فى الشريعة الإسلامية

من عظمة الشريعة الإسلامية أن حرمة الدماء ليست قاصرة على المسلمين فحسب بل تشمل كذلك غير المسلمين من المعاهدين والذميين والمسـتأمنين حرم الإسلام الاعتداء عليهم وذلك فى أحاديث كثيرة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم منها.

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما)

إنَّ المسلم ينبغي له أنْ يحذر من الدخول في الفتن وأنْ يستعيذ بالله تعالى منها فقد كان عمار بن ياسر يستعيذ من الفتن وأنْ يحذر أنْ يشارك فيها بقول أو فعل أو رأي أو بغير ذلك فإنَّ الفتن إذا صارت لم يسلم منها أحد إلا مَن رَحِمَ اللهُ

كاتب المقال الشيخ سيد محمد على معلم اول بالازهر الشر