حروف تموت ” كيف تكون بائع محترف لمؤلفاتك بمعرض الكتاب ؟!

حروف تموت ” كيف تكون بائع محترف لمؤلفاتك بمعرض الكتاب ؟!

بقلم/ سهله المدني


حروف تموت و في لحظات تبعد عن الواقع و تعيش بين خيالك، و تلاعب كتابك ترقص على حروفه و تنام خلف صفحاته تعاتب قلمك الذي لن يستطيع تقبيل حروفك ولن يستطيع رؤيتها أو حتى فهم معانيها.

معرض الكتاب هل هو هوية للكاتب أو هو جزء منه؟ هل هو يثبت وجوده أم هو من ينفي وجوده؟ و وقوفك خلف منصة وضع فيها كتابك ترى نظرات الجميع له و ترى هل له معنى في قلوبهم؟ أو هو ليس له معنى؟ هل اعجبهم أم لا؟ و تريد أن ترى مدى تأثير حروفك عليهم هل هي جزء من أفكارهم أم هي بعيدة عنهم؟ هل الجمال له معنى لكي تكون كاتب وكتابك يلعب دور كبير في مشاعرهم وقلوبهم، كل ذلك يجعلك لا تدري هل جمال المعنى والرسالة التي تقدمها؟ هي التي لها أثر عميق في قلوبهم، أنت ككاتب هل عندما تقف وقفة بائع المتجول لتروج للكتابك هل هذا يرفع من قيمته أو ينقص منها؟ و كل ذلك يجعلك تدرك إنه كما أنت كاتب تكتب الحروف وتجعل لها وزن وقيمة ورسالة فأنت أيضاََ يتطلب منك ذلك أن تكون بائع محترف لما تكتبه.

و كل المجالات لا تلعب دور مهما في جعلك تصل للقمة بل هو التسويق الذي هو أصبح عملة ورقمة يقاس بها قيمة ماتقدمه وليس قيمة الإبداع الذي في داخل كتابك فهو رقم يقاس به عندما يباع بكميات كبيرة جداََ حتى وإن كان لا معنى له لذلك.

و عندما ترى ذلك تدرك أن قيمة كتابك تقاس بالأرقام وليس بقيمة المحتوى الذي في داخله ، و الكاتب عندما يقف للترويج لكتابه يمكن أن يجد الغيرة من البعض فلا يدعموا ما يقدمه فعندما تجذب شعور الغيرة في أعماق القراء وتثبت لهم وجودك وقيمتك وجعلها أعلى منهم أو هم يشعروا بذلك فذلك يجعل ترويج لكتابك شيء من المستحيل حدوثه وذلك يحدث عندما تكون كامل وليس فيك أي خطأ فذاك يدفعهم للشعور بالغيرة منك.

وعندما تروج لكتابك لمجموعة لا تريده فهو يريد الأدب وأنت تروج له كتاب قانوني فهذا لن يجعلهم يهتموا لكاتبك فأنت تبعث في داخلهم القلق منك وتجعلهم يدركوا أنك ليس لك قيمة فبعضهم سيشعر بذلك وبعضهم يشعر بأنك تريد إثبات وجودك وصنع تاريخ واسم لك.
و لايشتري أحد منهم كتابك ولكن يرى مدى إيمانك بما تقدمه ويشعر بقيمتك وأنك تحفر اسمك في الصخر،الكتابة هي ليست هوية لك فقط وليست صورة لك بل هي قلم وحروف اما أن تكتبها وأما أن تكتبك و أنت ترى من خلالها أحلامك وخيالك ليس أكثر.

و هل يمكن لك أن تصنع خيال من خلالها؟ أو هل يمكن لك أن تصنع واقع من خلالها؟ ويبقى الكاتب هويته ليست فقط بالمحتوي الذي يقدمه بل هي باثبات وجوده وأنه له اسم كبير لا يحتاج لجمهور يصنع له اسم فهو اسم لامع وهم يركضوا خلفه ليس أكثر.

فالكتب القديمة الذي كتابها صنعوا تاريخ واسم وحفرت أجسادهم خلف التراب الآلاف السنين هم من أثبتوا وجودهم في عالم الكتابة ويمكن لذلك أن يلعب دور كبير في جعل الكاتب الحي قيمة قلمه تموت وذلك بسبب أصحاب اقلام دفنت خلف التراب الآلاف السنين.

حب إثبات الذات وشعور بأنك لك وجود وقيمة وانت تصور كتابك وانت تحمله في يدك وفي وملامحك ضحكة كبيرة تشع مافي داخلك من ألم وفرح بما قدمته الشعور بأنك مرغوب وان يقف الجميع لكي يحصل على توقيعك كل ذلك يجعلك تدرك ان قيمتك تكون أعلى بما تحصل عليه من ردت فعل الجمهور عندما تقف أمامهم، كل ذلك عندما تفكر به يجعلك تدرك انك لن تكمل في هذا المجال فلا تنتظر ردت فعل ولا تنتظر رقم قياسي فيكفي ان تكون مؤمن بالرسالة التي في داخل كتابك ولا يهم غير ذلك.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.