حروف مُضيئة على أرض الواقع

كتبت سارة خالد 

الكتابة هي آخر ما تبقي لنا من نُبل العالم، وهي أجنحة الإنسان إذا ما أراد التحليق خارج واقعه، حروف مضيئة منصه أطلقت سراح العديد من الأجنحة أملة لها التحليق بعيداً حتي تصل إلي عنان السماء.
يوم الخميس الموافق 3/9/2019 شاهد الربع الثقافي العربي أول ندوة تقام علي أرض الواقع باسم حروف مضيئة.
وفي حوار خاص مع مسؤولين حروف مضيئة (إسراء محفوظ_إبراهيم نادي_ياسمين مجدي وأخيراً محمد رمضان والذي سيصدر لهُ أول رواية بعنوان مارد في معرض كتاب 2020) عبروا جميعهم عن فرحتهم الشديدة لوصول حروف مضيئة إلي أرض الواقع واعدين بأن تجوب حروف مضيئة العالم العربي لتصنع أقلاماً عربية قوية.
علي الرغم من أنهم أكثر من واحد إلا أنك لو حاورتهم لشعرت أنك تحاور شخصاً واحداً حيث أتفق جميعهم علي أن الذي يصنع الكاتب هو القاريء نفسه كما أكدوا بأن الكتابة ليست مهنة وأن من أتخذ من الكتابة مهنة سيسقط قريباً عاجلاً أم أجلاً، فالكاتب الحقيقي يجب أن يتخلله الثقه والقدرة علي الحضور في الحروف والكلمات.
في عالم الشباب ازدادت الرغبة في الخروج من الواقع والكتابة كانت واحده من التوجهات، الأسكربت واحده من طرق الكاتبه التي انتشرت في الآونة الأخيرة والتي تحاكي فترة معينه بزمن معين وأحداث قليله توصل فكرة، لا يستغرق قراءته أكثر من الخمس دقائق ولا أقل من دقيقتين، أغلبها مزيج بين العامية والفصحي وتغلب العامية علي النص لسهولتها وسرعة إيصال الفكرة حول الأسكربت وهل يعتبر الأسكربت نوع من أنواع الأدب سألنا المسؤولين عن حروف مضيئة فأختلف كلاً من محمد رمضان وإسراء محفوظ حول الأمر حيث رأى محمد بأن الأسكربت فُرض عليهم بسبب سهولته لإيصال الفكرة بين الشباب وتري إسراء بأنه أدب مادام يوصل فكرة!
العائلة هي الداعم دائماً وأبداً وهي المُشجع الأول للأنسان، كان لأسرار المشاهير لقاء خاص مع والدة إسراء محفوظ التي أعربت هي أيضاً عن فرحتها لوجود فكرة ابنتها علي أرض الواقع ولأنهم_شباب حروف مضيئة _ وجدوا صدي لفكرتهم علي أرض الواقع، كما أكد محمد رمضان بأن والده هو الداعم الأول لهُ وأن لولاه لما ظل يؤمن بالفكرة..

حول الاتهامات التي وجهت لهم في الأوانه الأخيرة أعرب إبراهيم نادي عن تعجبه الشديد حول ظهور تلك الاتهامات في نفس الوقت الذي أُعلن فيه عن الندوة وظهور حروف مضيئة علي أرض الواقع، بينما عبرت إسراء عن أستياءها الشديد من الأمر وأوضحت أنها كانت ترغب في حماية فكرتها والنهوض بها، أما محمد رمضان فنفي كل الأتهامات مؤكداً أن الطرف الأخر له الحق في الحزن علي ضياع تلك الفرصة من يده وحول عودة المسؤولين القدامي مجدداً رفضت إسراء محفوظ تماماً الفكرة لكنها أكدت أنها تتمني لو أن تصفي القلوب.
كل عام يحفل معرض الكتاب بعدد من الكتاب الشبان، هذا العام محمد رمضان هو واحد من الشباب الذين ينتظرون مشاهدة روايتهم بين أيدي الناس، حول “مارد” قال محمد رمضان بأنها رواية تدور حول أحداث حقيقية لأشخاص مقربين لهُ، حاول فيها إخفاء الوقت والأماكن حتي لم يتم التعرف عليهم لكن في اعتقاده أن قصة هؤلاء الأشخاص موجوده في حياة معظمنا، كما تمني أن تظل الرواية خالدة ولا تصبح مجرد كتاباً حاكة مشاعر معينه وانتهي بمجرد قراءته.
أقيمت الندوة ولاقت أستحساناً من الجميع وشارك فيها عدداً من الشباب لكن كان د/ياسر ثابت الصحفي والكاتب الكبير ضيف شرف ألقي كلمات من ذهب علي جبل الكتاب الجديد موضحاً لهم بأن النشر ليس بالأهمية التي يعتقدها البعض وأن الأهم من النشر هو أن يصبح الكاتب قارىء جيد ولديه ثقافة واسعة وحول سؤاله عن رأيه في الندوة قال “قدمت ندوة “حروف مضيئة” أصواتاً أدبية شابة متنوعة الاهتمامات والمشارب، ممن يطمحون إلي إثبات وجودهم علي الساحه الأدبية.
مال المشاركون في الندوة إلي إلقاء نماذج من أعمالهم مع استهلال يشرح ظروف البدايات وصعوبتها.
الجيد في الأمر هو ثراء التجاري واختلافها ما بين الشعر العامي والفصحى، والرواية والقصة القصيرة والخاطره، مع اهتمام خاص بحديث النفس والمنولوج الطويل والشكوي من اغتراب الذات والأمل في التغير نحو الأفضل.
الكلمة التي شارك بها عدد من الحاضرين كانت دفعة دعم ومساندة للتجربة الشابه التي تتحسس خطاها وتحاول استشراف آفاق أمل نحو المستقبل.
ومن الفضاء الألكتروني إلي الواقع المعيش في هذه الندوة، تبدوا الأماني ممكنه بل وقريبة، في ظل إصرار هذه الأصوات الشابه علي فرصة في عالم النشر مع التواصل الجاد مع المهتمين برعاية المواهب وتوجيهها”
وحول رعاية المواهب والتواصل الجاد معهم حضر إسلام حماقي وهو مدير دار الهدف للنشر والتوزيع والذي أوضح عدداً من الشباب دعمه لهم وحضوره الدائم كما فجر في نهاية اليوم مفاجأة لحروف مضيئة وهو أنه سيقوم بتبني بعض الأقلام التي ستتطور في الفترة القادمة لينشر لها كتاب مجمع بعنوان حروف مضيئة.
هكذا كانت أول إنطلاقة لحروف مضيئة في القاهره لكنها لم تكن الأخيرة حيث أعلن المسؤولين عن توسعهم والأنطلاق نحو الأسكندرية ليسيروا علي خُطي هدفهم مؤكدين أنهم سيتعلموا من أخطاء التجربة الماضية _تجربة القاهره _ جاعلين نصائح كبار الكتاب والمشجعين نصب أعينهم.
ومن يدري ربما نجد قريباً حروف مضيئة تجوب العالم بأقلام كالمصابيح، لا تكتب حرفاً إلا وأنار.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.