حريق ضخم في مطار هيثرو يتسبب في فوضى وتعطيل الرحلات الجوية
حريق ضخم في مطار هيثرو يتسبب في فوضى وتعطيل الرحلات الجوية
شهد مطار هيثرو أحد أكثر المطارات ازدحامًا في العالم حالة من الفوضى بعد اندلاع حريق ضخم في محطة كهرباء فرعية ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل الرحلات الجوية بشكل كامل وأعلنت إدارة المطار، يوم الجمعة، أن الحريق أجبر السلطات على إغلاق المطار حتى منتصف الليل حفاظًا على سلامة الركاب والعاملين.
جهود مكثفة من فرق الإطفاء
أوضحت إدارة الإطفاء في لندن أن الحريق اندلع في منطقة هايز، الواقعة شمال المطار، واستدعى تدخل 70 رجل إطفاء، إلى جانب 10 سيارات إطفاء، في محاولة للسيطرة عليه. وتم إجلاء نحو 150 شخصًا من المباني القريبة، فيما تسبب الحادث في انقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل والمنشآت في المنطقة. وعلى الرغم من أن فرق الإطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق، إلا أن سبب اندلاعه لا يزال مجهولًا حتى الآن.
وقال مساعد مفوض الإطفاء، بات جولبورن، إن الحريق سيستمر في التسبب باضطرابات كبيرة في الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن السلطات فرضت طوقًا أمنيًا بطول 200 متر حول موقع الحادث كإجراء احترازي لمنع أي مخاطر إضافية.
إلغاء وتحويل مسار الرحلات الجوية
أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى شلل تام في عمليات المطار، مما أجبر منظمة “يوروكونترول” على منع أي رحلات جوية من الوصول إلى مطار هيثرو. كما اضطرت أكثر من 120 رحلة جوية إلى تغيير مسارها إلى مطارات أخرى، مما أدى إلى ارتباك كبير في جداول السفر.
وكان من المقرر أن تقلع وتهبط أكثر من 1,350 رحلة جوية يوم الجمعة، إلا أن الحريق وانقطاع الكهرباء جعلا من الصعب تنفيذ هذا الجدول، ما أدى إلى تأخير وإلغاء العديد من الرحلات. ووفقًا لموقع “فلايت رادار 24″، فإن بعض الرحلات القادمة من الولايات المتحدة اضطرت للعودة إلى مطاراتها الأصلية بسبب الأزمة.
تداعيات عالمية على قطاع الطيران
يُعد مطار هيثرو من المحاور الأساسية لشبكات الطيران العالمية، حيث يستقبل يوميًا أكثر من 1,400 رحلة جوية وما يزيد عن 200,000 مسافر. وأكد خبراء الطيران أن الإغلاق المفاجئ للمطار لن يقتصر تأثيره على لندن فحسب، بل سيمتد إلى حركة السفر والتجارة عالميًا.
وحذر هنري هارتفيلت، محلل قطاع السفر في مجموعة “أتموسفير للأبحاث”، من أن الأيام القادمة ستكون “فوضوية للغاية”، مشيرًا إلى أن شركات الطيران ستواجه تحديات كبيرة في التعامل مع آلاف المسافرين المتأثرين جراء الحادث، فضلًا عن اضطرارها إلى إعادة جدولة رحلاتها وإعادة توزيع طواقمها الجوية.
متى تعود الحركة إلى طبيعتها؟
حتى اللحظة، لم تصدر إدارة المطار أي تصريحات دقيقة حول موعد استئناف العمليات بشكل طبيعي. وأوضح متحدث باسم المطار أن فرق الصيانة تعمل بشكل مكثف لإعادة التيار الكهربائي، لكن من المتوقع أن تستمر الاضطرابات لعدة أيام قادمة.
ويأمل المسؤولون أن يتمكن المطار من استعادة جزء من نشاطه في أقرب وقت ممكن، لكن ذلك سيعتمد على مدى سرعة إصلاح الأضرار الناجمة عن الحريق واستعادة البنية التحتية الكهربائية بالكامل.