سلاف فواخرجي: تُعدَم فنيًا بتهمه إبداء الرأي وحرية التعبير
هل يُطلب من الفنان التزام الحياد السياسي ليضمن استمراريته؟
سؤال يفرض نفسه بإلحاح: هل يجب أن يدفع الفنان ثمنًا لمجرد تعبيره عن رأيه الشخصي؟ وبين رصيد فني زاخر ومواقف سياسية مثيرة للجدل، تقف الفنانة السورية سلاف فواخرجي كنموذج صارخ لهذه المعادلة المعقدة.
بقلم ريهام طارق
خلال السنوات الأخيرة، وجدت سلاف فواخرجي نفسها في خضم عاصفة لم تكن فنية بقدر ما كانت سياسية واجتماعية تحوّلت آراؤها السياسية المعلنة إلى ساحة للمحاكمة و رغم ما قدمته من إسهامات لافتة في الدراما العربية، و إطلالتها المميزة التي حجزت لها مكانة بين أبرز نجمات جيلها، إلا أنها واجهت جراء الإفصاح عن رأيها الشخصي عقاب بعيد كل البعد عن المنطق وهو قرار شطبها من نقابه المهن التمثيلية بسوريا، كأنهم امسكوها من نقطه ضعفها أو الوسيله الوحيده لعقابها.
يذكر أن سلاف فواخرجي، أثارت جدلاً واسعا مع بداية الأزمة السورية في عام 2011، عندما وصفت الحراك الشعبي آنذاك بـ”البلطجة”، مؤكدة دعمها للنظام السوري في ذلك الوقت قابل تصريحها بغضب واسع، واعتبر إساءة مباشرة لمطالب شريحة كبيرة من الشعب السوري، ما دفع بعض الأصوات إلى الدعوة لمقاطعتها فنيًا وثقافيًا، واتهامها بعدم تمثيلها لصوت الشعب.
اقرأ أيضاً: نقابة الفنانين السورية تشطب فواخرجى لاعتبارات سياسية .. تفاصيل
بعد ذلك حاولت سلاف في أكثر من لقاء إعلامي، شرح موقفها، مبررةً تصريحاتها بدافع “الخوف على الوطن”، ومؤكدة احترامها لحق الآخرين في الاختلاف بالرأي، لكن هذه التوضيحات تبدو أنها لم تكن مقنعه للبعض ولم تشفع لها كثيرًا، ومع استمرار مواقفها السياسية المعلنه وموقفها الصريح و الواضح، دفعها للاعتذار عن المشاركة في أعمال درامية خارج سوريا، أبرزها مسلسل “شهدة”، خشية ردود الفعل الرافضة.
هل يُطلب من الفنان التزام الحياد السياسي ليضمن استمراريته؟
اللافت في هذه القضية أن فنانة بحجم سلاف فواخرجي، صاحبة التجارب الغنية، وجدت نفسها موضع تشكيك وإقصاء ليس بسبب تراجع فني، بل بسبب قناعات شخصية عبّرت عنها علنًا، وهنا تبرز إحدى المفارقات الحرجة في المشهد الثقافي العربي: هل يُطلب من الفنان التزام الحياد السياسي ليضمن استمراريته؟ أم أن حرية التعبير، كقيمة أساسية في المجتمعات المتحضّرة، يجب أن تُكفل له كما تُكفل لسائر أفراد المجتمع، حتى وإن تعارضت آراؤه مع المزاج العام؟
تجربة سلاف فواخرجي، تستحق أن تُقرأ بعمق لا أن تُحاكم بعجلة فهي فنانة من الطراز الرفيع، قدّمت شخصيات مركّبة وأداءً متميزًا في أعمال حفرت في ذاكرة المشاهد العربي، ولا يصح أن يُختصر كل ذلك في موقف سياسي مهما كان مثيرًا للجدل.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: لو كان الترند رجلًا… لقتلته
يبقى الفنان إنسانًا قبل أي شيء آخر، من حقه التعبير عن آرائه ومعتقداته بحرية:
في النهاية، يبقى الفنان إنسانًا قبل أي شيء آخر، من حقه التعبير عن آرائه ومعتقداته بحرية، تمامًا كما لأي فرد في المجتمع فالفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو في جوهره وسيلة للتعبير عن الإنسان والواقع والاختلاف، من هذا المنطلق، يجب أن يُصان حق الفنان في أن يُعبّر، لا أن يُقصى أو يُعاقب بسبب رأيه الشخصي أي كان… اهلا بك في وطنك ووطن فنانين الوطن العربي قلب الدنيا وأم الدنيا جمهورية مصر العربية الحره.