حسام الأطير يكتب: العرب إلى أين ؟
كتب / حسام الأطير
نتباكى كثيرا حول تاريخنا الحضاري العربي القديم ،وكثيرا ما نتحدث عن مكتسبات الحضارات العربية والإسلامية القديمة .
والانجازات الرائعة في كل مجالات العلوم والفنون والبناء والأدب والفلسفة والطب
كالحضارة الفرعونية العظيمة ومن أنتجته من تراث إبداعي متنوع، والإبداع الأدبي في العصر الجاهلي ، ثم في العصر العباسي ، وصولا الى الأندلس .
وكذلك تطور العلوم والموسيقى والفنون والشعر ، في العصر العباسي الذهبي ، عصر هارون الرشيد وابنيه ، الأمين والمأمون .
حيث كان عصر الدولة العباسية كان عصر الانفتاح والحريات والتحرر من الكبت والتشدد الديني .
ولكن السؤال الآن في ظل المتغيرات والأحداث العالمية
أين الحضارة العربية في مواجهة كل المستجدات الآن ؟
هل اكتفينا بما بالتغني والتفاخر:” بحضارتنا العربية” ؟
أين نحن العرب من الوقوف في مواجهة الثورة الصناعية الغربية والأسيوية ؟و في مواجهة الثورة العلمية والتكنولوجيا وثورة المعلومات التي تعصف بعالمنا وتتجاوز مجتمعاتنا ؟
أين الحضارة العربية من مجاراة الانطلاقة الحضارية العاصفة للصين والهند ؟ حتى سنغافورة الفقيرة تتطور وتنطلق نحو آفاق حضارية .
وكوريا الجنوبية تتحول الى مركز إنتاج تكنولوجيا وبرمجيات كبير جدا ، وتايوان المحاصرة من الصين تتفوق على العالم العربي كله بانتاجها ؟
علينا أن نجلد أنفسنا ونعاقبها على الفرص الكثيرة الضائعة، وكم الثروات الهائلة المهدرة والتي لم نحسن إستغلالها .
في تنمية مجتمعاتنا العربية ، والإرتقاء بالعقل العربي والإنسان العربي الذي صنع المجد قديما.
للأسف ان مجتمعنا المصري ومجتمعاتنا العربية بشكل عام ، تتراجع مدنيا ،و ثقافيا أيضا ، وهو تراجع بالغ الخطورة.
وأصبجنا نعيش حالة من الركود الثقافي والفراغ الفكري ، والفقر الابداعي و الأدبي والفني .
وعلينا الإنتباه إلى هذا الأمر جيدا ، ويجب أن نعلم أن الثقافة لن تتطور الا في المجتمعات المدنية المتحررة من الطائفية والعائلية .
والحضارة لن تقوم لها قائمة في مجتمعات دينية طائفية متصلبة و متعادية.
بل يجب أن نفس الطريق نحو بناء مجتمع إنساني راقي وحياة مدنية عصرية حديثة .
تعزز فيها قيمة الإنسان ويكون له الأولية في عملية البناء الشاملة لأن الإنسان هو صانع الحضارة .