حسن حسني … رحلة من الفن الحسن

حسن حسني … رحلة من الفن الحسن

بقلم.. الكاتبة د/سهيرمنير

سارق النظرات وصانع البسمات .. في وداعك….. سالت العبرات معلنة الأسى والحزن علي ك لأنك كنت تنأى بنفسك عن التكلف والابتذالات.. فوهبك الله كاريزما وقبولا جمعا كل العطاءات … لتفيض بالحب والضياء لحياة الكثيرين من حولك… صنعتها بصيرتك التى أضاءت أبصارهم فصاروا نجوما في سماء الفن،.

كنت بسمة تترقبهم بعطفك وحنوك فصاروا للفن بسمات ..
حسن حسني هذا الاسم يجمع كل الألقاب حينما تريد أن تلقبه.. فهو الأستاذ والمعلم وهو النموذج في عالم الفن … لم يبخل ولم يئن..
في حي القلعة بالقاهرة كان مولده عام ١٩٣١ لينال من محل ميلاده نصيبا حيث صار هو نفسه قلعة من قلاع الفن .

لم تخل حياته من المتاعب والصعوبات التى كان أبرزها فقد أمه وهو في سن السادسة .. وملأ قلبه الحزن الدفين والوحشة التي أثرت عليه تماما آنذاك . وكان الله قدر له أن يبدل أحزانه لبسمات يعطيها للملايين تملؤها المحبة ويسودها الصدق أيضا..

في المدرسة الابتدائية وعلى خشبات مسرحها تفجر ينبوع عشقه للفن معلنا الرسوخ والعهد له ..
ولقد ولدت هذه الموهبة عملاقة فسخر لها الله عملاقا آخر في عالم الفن وهو عملاق السينما المصرية والعربية الراحل القدير الفنان حسين رياض الذي كان محكما في إحدى لجان التقييم لمسرح المدارس الذي اشاد وأثنى على موهبة حسن حسنى آنذاك ،.

فكانت تلك الإشادة السند الذي قوى من عزيمته واثرى إرادته في أن يواصل مسيرته وان يكون الفنان حسن حسني الذي عهدناه .. ( رحم الله العملاقين ) ..

وما أحوجنا اليوم لبزوغ جديد لمثل هذا السند الذي يكتشف المواهب العملاقة …
كانت بداياته في المسرح الذي اجزل فيه العطاء لسنوات عديدة من فرقة عمر الجيزاوي إلى المسرح العسكري ثم القومي ثم فرقة تحية كاريوكاوالمسارح الخاصة وكان من أبرز ما قدمه مسرحيات روبابيكيا وصاحب العمارة .. وعفروتو ..

وكانت فترة الثمانينيات من القرن الماضى نقطة تحول مهمة في حياته الفنية لقب خلالها بالقشاش والممثل الطائر لأنه تنقل بين استديوهات عجمان ودبي ليؤدي أدوارا لا يعرف حسن حسنى نفسه عددها..

وفي التسعينيات كان الموعد مع النجومية والشهرة والانتشار المكثف فى السينما حيث اعتبر تميمة الحظ لجيل الشباب آنذاك فمنحهم من خبرته وعطائه الكثير فلم يكن أبدا منافسا بل كان معلما شهد له الجميع لأنه خامة مصرية أبية حافظة للعهد صائنة للفضل فقد رد هذا الفضل لجيل كامل من الشباب شملهم بأستاذية أدائه ..

حسن حسنى بدون ألقاب لأنه أكبر من كل الألقاب .. هو جوكر الفن المصري مسرحا وسينما ودراما تليفزيونية وإذاعية ..
تمكن خلال مسيرته أن يحقق المعادلة الصعبة في كل ما جسد من أدوار… فهو يبكيك ويضحكك بنفس القدر والقوة …

ولأنه يشعرك بأنه قامة فنية عبقرية كانت بداية التوهج له في مسلسل ( أبنائي الأعزاء …. شكرا ) مع الرائع الراحل المدرسة الفنية عبد المنعم مدبولي وهو المسلسل الذي كان بداية لنجوميته عبر الشاشة الصغيرة (التلفاز ) ..

ورغم أنه جسد دور الموظف الفاسد إلا أن عبقرية أدائه لم تجعل الجمهور يكرهه بل علق في أذهان الناس ناسجا ( بروفايل ) من طراز فني خاص ..

فهو الأب الحنون في الزوجة الرابعة .. والزوج المتمرد في السادة الرجال.. والحبيب الولهان في سارق الفرح الذي جسد فيه دور ( ركبه القرداتي ) ونال عنه خمس جوائز .

. وثمة مفارقة كبيرة بين الاستاذ سيد معلم الاجيال في فيلم الناظر وبين عم ضبش الحرامي في غبي منه فيه لكن الذي لعب الدورين واحد هو البارع حسن حسني ..
استطاع بصدق مشاعره وود أدائه أن يمثل كل البناء الاجتماعي للاسرة المصرية ويستحوذ على إعجاب الصغار قبل الكبار ليظل علامة بارزة للمكتسبات الفنية الراقية عبر الأجيال …

ايها الفنان الرائع ستظل حدوتة مصرية تحمل كل الاضداد لتصل إلى معنى واحد وهو العبقرية فانت
الوطني الأصيل في البحار مندي وتاجر المخدرات العتيد في مزاح الخير والزوج المثالي في السادة الرجال والعم الهوائي في حاحا وتفاحة والصديق الوفي في الظالم والمظلوم والعم النذل في ملك روحي..

والمسئول الكبيرالانسان الارستقراطى الوزير فى ابن النظام
والأستاذ البسيط وفائي في أرابيسك الإنسان المصري الجميل الذى يبقى معروفه أصيلا شامخا كالنخيل.

حسن حسني ... رحلة من الفن الحسن

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.