حسن العدل: الفن قدري وردود أفعال جمهوري تؤكد نجاحي

حسن العدل: الفن قدري وردود أفعال جمهوري تؤكد نجاحي

 

 

يستعد المهرجان القومي للمسرح المصري لانطلاق دورته السابعة عشرة، دورة الفنانة القديرة سميحة أيوب، وفي إطار هذه الفعاليات، سيتم تكريم كوكبة من رواد ونجوم المسرح المصري وكان ضمن قائمة المكرمين هذا العام الفنان القدير حسن العدل

يعد هذا التكريم تقديرا لمسيرته الفنية العريقة التي تجاوزت 150 عرضا مسرحيا، تاركا بصمة لا تشبه أحدًا من أبناء جيله.

حوار: ريهام طارق 

الفنان حسن العدل ليس مجرد فنان عادي، فهو صاحب موهبة خاصة وحضور مميز على خشبة المسرح، بمسيرة فنية مشرفة، حيث تمكن من إثراء الساحة الفنية بأعماله الرائعة التي ما زالت تتردد أصداؤها في ذاكرة الجمهور والنقاد على حد سواء.

في هذا الحوار الحصري، نغوص في تفاصيل حياة ومسيرة حسن العدل هذا الفنان العملاق، نتحدث عن تأثيراته الفنية، وكيف تمكن من الحفاظ على تميزه و تفرده وسط زملائه في الوسط الفني، و نفتح أبواب الذكريات والمواقف، ونستعرض محطات النجاح والتحديات التي واجهته على مدار السنوات.

في البداية نرحب بالفنان القدير حسن العدل في جريدة أسرار المشاهير ونشكره على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:

حسن العدل: التكريم تأكيد لتقدير الجهود وعطاء الممثل الفني

بداية، نود أن نهنئك على تكريمك في المهرجان القومي للمسرح المصري، كيف كان شعورك عندما تلقيت خبر التكريم؟

شكراً لكم. بداية، أحمد الله سبحانه وتعالى على هذا التكريم.

شعرت بفخر وسعادة كبيرة عندما تلقيت الخبر، أرى أن القائمين على الصناعة في مصر يدركون من هم الفنانون الذين يعملون بجد ويقدمون الكثير من عمرهم وحياتهم للفن، والله سبحانه وتعالى أول من كرم الإنسان، وعلى الإنسان أن يتيقن بذلك ويكرم نفسه حبا في تكريم الله له، يجب أن يؤدي عمله بضمير ووعي ويحرص على تقديمه بأفضل شكل ممكن.

 

ماذا يعني لك أن يتم تكريمك في دورة تحمل اسم “سيدة المسرح العربي” سميحة أيوب؟

هذه الدورة لها مكانة خاصة جداً بالنسبة لي، سميحة أيوب كانت السبب في انضمامي لفرقة المسرح القومي عندما كانت مديرة له، وهذا يجعل التكريم في دورة تحمل اسمها له وقع خاص في قلبي. أرى أن هذه الدورة تعمل بجدية وبطريقة احترافية، وهناك اهتمام وإبداع واضح في العمل.

 

كيف ترى أهمية هذا النوع من التكريمات في مسيرتك الفنية؟

التكريم يحمل معاني كثيرة للفنان، فهي تعكس تقدير الجمهور والصناعة لجهوده وعطائه، و بمثابة دافع قوي للاستمرار في تقديم الأفضل، وتؤكد للفنان أن ما يقدمه لا يمر دون تقدير.

وهذا النوع من التكريمات يعزز من روح العطاء والاجتهاد لدى الفنان، ويجعله يسعى دائماً لتحقيق المزيد من النجاحات والابتكارات في مجاله.

 

حسن العدل: الساحة مليئة بالفنانين ولكن الذي يستحق التكريم هو الفنان الحقيقي.

كيف ترى دور التكريم والمهرجانات في دعم وتقدير الفنانين والمبدعين في المجال المسرحي؟

التكريم الحقيقي للفنان هو تكريمه لذاته من خلال عمله، يجب أن يحرص الفنان على تقديم أعمال فنية رائعة، راقية، وهادفة تحمل رسالة تخدم المجتمع، هذا هو التكريم الأساسي أن تستمر بالعمل بجد وضمير، فهذا ما سيترك أثراً طيباً وذكرى خالدة في تاريخه الفني.

اقرأ أيضا المهرجان القومي للمسرح المصري يكرم المتدربين في ورشة الكتابة المسرحية

ودور المهرجانات الفنية يأتي هنا ليبرز من يستحق التكريم، الساحة الفنية مليئة بالفنانين، ولكن الذي يستحق التكريم هو الفنان الحقيقي الذي صنع مكتبة فنية ثرية من الأعمال الناجحة والمؤثرة على مدار مسيرته الفنية.

 

المحطات الفارقة في مسيرتي الفنية: من الطفولة إلى المسرح القومي

هل يمكنك أن تخبرنا عن أبرز اللحظات والمحطات في مسيرتك الفنية التي تشعر بأنها كانت فارقة في حياتك المهنية؟

بالتأكيد، مسيرتي الفنية مليئة بالعديد من المحطات التي لا تنتهي، وما زالت هناك محطات أخرى في الطريق، الفنان يجب أن يتزود بالطاقة لينتقل من محطة إلى أخرى، ملتزماً بالإيمان بالله والعلم والثقافة والأخلاق والشغف بالفن الحقيقي. المحطة الأولى هي دائماً الأهم، فهي مرحلة الطفولة.

في الماضي، كانت المدرسة الابتدائية تهتم بتعليم الفنون المختلفة مثل الفنون التشكيلية والمسرحية و الغنائية والشعر والكتابة والرياضة. كان هذا في عصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكان القائمون على هذه النشاطات مؤمنين برسالتها.

وفي المرحلة الإعدادية، توسعت دائرة المعرفة بالفنون من خلال المسابقات بين المدارس والتنافس الشريف من أجل الارتقاء والتزود بالمعرفة، ثم جاءت المرحلة الثانوية التي أولت اهتماماً أكبر بالفنون والأنشطة، مع وجود مراكز الشباب والساحات الشعبية، أما في المرحلة الجامعية، فقد اتسعت هذه الدائرة بشكل أكبر، حيث تمثل هذه المرحلة تحديد المسار الذي يكمله الإنسان.

ومن بين كل هذه المحطات، تأتي أهم محطة في حياتي بعد الجامعة، وهي انضمامي للمسرح القومي على يد الفنانة القديرة سميحة أيوب منذ أكثر من أربعين عاماً. هذه المحطة كانت فارقة لأنها منحتني الفرصة لصقل موهبتي وتقديم أعمال مميزة على خشبة المسرح القومي.

ذكريات لا تُنسى: كل مسرحية قدمتها لها مكانة خاصة في قلبي.

ما هي الأعمال المسرحية التي تعتز بها أكثر من غيرها ولماذا؟

بأمانة شديدة، كل عمل مسرحي قدمته وشاركت فيه له مكانة خاصة في قلبي، وكل مسرحية أديتها أضافت لي الكثير من الخبرات والتعلم، وكانت كل منها نقلة مهمة نحو العمل التالي، العمل مع مخرجين عظماء مثل سعد أردش من مصر أو مخرجين أجانب من فرنسا وإيطاليا منحني فرصاً لا تُقدّر بثمن للتعلم والنمو، كل عمل له ذكرياته الجميلة التي لا تُنسى، ولهذا السبب أعتز بكل عمل قدمته، من بين هذه الأعمال المسرحية التي أعتز بها “البهلوان”، “رجل القلعة”، “هنري الرابع”، و”الساحرة”، بالإضافة إلى أكثر من 150 عملاً مسرحياً آخر قدمته للمسرح المصري.

تطور المسرح المصري: بين الفكر والإبداع التقني ودعم الشباب

كيف ترى تطور المسرح المصري في السنوات الأخيرة؟ وهل ترى أن هناك تغييرات إيجابية حدثت في المشهد المسرحي؟

أعتقد أن التطور هو سنة الحياة، ولا يقتصر فقط على المسرح، بل يشمل جميع المجالات الحياتية، فمنذ نشأة المسرح وهو في تطور دائم في الشكل والمضمون، متأثراً بالتغيرات الهيكلية والزمنية والفنية والإبداعية، وتطورات التقنيات الحديثة والتكنولوجيا، وفي الآونة الأخيرة، أرى أن المسرح المصري يشهد تطورا فكريا وتقنيات ملحوظه، وتتنوع العروض المسرحية الآن بناءً على مدى فهم المخرج للتطورات الحياتية المتداخلة في صنع العرض، خاصة من الناحية التكنولوجية، و تختلف العروض من بلد لآخر حسب تقدمها التكنولوجي، لكن الثوابت تبقى واحدة، وشاهدت بالفعل العديد من العروض المسرحية الرائعة في الخارج، وكذلك في بدايات المهرجان التجريبي في مصر، تلك العروض كانت متميزة في الشكل والمضمون، وأعتقد أنها أضافت الكثير، لـ  المسرحيين المصريين في السنوات الأولى.

وفي الوقت الحالي، هناك تجارب مسرحية مصرية رائعة على صعيد الإخراج والفكر والتمثيل، يقدمها الشباب المسرحي. ومع ذلك، هم في حاجة ماسة لدعم المسؤولين عن هذه الصناعة للوقوف بجانبهم في ظل الظروف الحالية، وأوصي الشباب المسرحي بالتزود بالمعرفة الكافية في شتى المجالات الحياتية والعلمية ودمجها في أعمالهم المسرحية، مع الحرص على فهم المتغيرات والتطورات وتوظيفها في خدمة العمل المسرحي.

اقرأ أيضاً: أسامه عباس: عشت حياتي عاشقًا للفن ومكافأتي تكريمي من مهرجان المسرح المصري

 

الاستمتاع بالعمل المسرحي: كيف يتعامل الممثل مع التحديات ويحقق الرضا الداخلي والجماهيري:

ما هي أهم التحديات التي واجهتها كممثل مسرحي وكيف تعاملت معها؟

عندما أشارك في عمل مسرحي، أهتم أولاً بمعرفة المحتوى الذي سيقدم، أبدأ بقراءة النص بتمعن، و أركز على الأفكار والرؤية الفنية التي يحتويها، و اقتناعي بالنص والشخصية التي أجسدها وعلاقتها بالنص ومدى تأثيرها في سير الأحداث هو ما يحدد انخراطي في العمل، ومن هنا يبدأ التحدي الحقيقي أو بمعنى أدق، الاستمتاع بالعمل على خشبة المسرح، كما أنني أحرص دائماً على أن أقدم عملاً يسعدني أولاً ثم يسعد الجمهور.

أن كل عمل فني بالنسبة لي يمثل استمتاعاً أكثر مما يمثل تحدياً، الحمد لله، كنت في كل عمل أقدمه أحرص جداً على دراسته بشكل دقيق وأكون على وعي وفهم كبير بأبعاده وتفاصيله حتى أشعر بالرضا والسعادة، ومن ثم ينتقل هذا الشعور إلى الجمهور، و التحدي الحقيقي هو أن تشعر بالسعادة والرضا عن عملك ومن ثم تنقل هذا الشعور إلى الجمهور.

حسن العدل: أنا أمثل بروحي في كل شخصية أقدمها.

هل هناك دور مسرحي أو شخصية معينة تتمنى تجسيدها ولم تتح لك الفرصة بعد؟

في الحقيقة، ما يهمني أولاً في أي عمل مسرحي هو أن يكون له قيمة فنية رفيعة، وأن أكون مشاركاً فيه بشكل مؤثر وإيجابي، مع تأثير ملموس على المتلقي، هذا هو ما يجذبني و يحفزني على دراسة العمل مع زملائي في العرض، فأنا أوجه روحي نحو هذا العمل، لأنني أمثل بروحي في كل شخصية أقدمها، روح الشخصية تظهر في تكوين الجسم الخارجي للممثل، وإبداع الممثل يظهر عندما يعمل بروحه، حيث تكون هي المحرك الحقيقي وتظهر في حركة الجسد. لذلك، أنا أنجذب إلى أي دور مؤثر يمنحني فرصة لصناعة حالة من الإبداع والتميز.

اقرأ أيضاً:عزت زين مبدع تأخر ظهوره، لكنه عندما أتيحت له الفرصة ظهر أستاذًا

نصائح ذهبية من حسن العدل للشباب الطامحين في الدخول إلى عالم المسرح.

ما هي النصائح التي توجهها للشباب الذين يطمحون لدخول عالم المسرح والتمثيل؟

أن تصبح ممثلاً مسرحياً ليس قراراً سهلاً، فهو يتطلب شغفاً عميقاً منذ الطفولة. غالباً ما يكون الحب للمسرح بمثابة إلهام لا يدركه الشخص إلا بعد أن يبدأ في البحث عنه، لذا، من الضروري أن يتلقى الشاب توجيهًا سليمًا لاستغلال موهبته بشكل صحيح منذ البداية، يجب أن يكون لديه وعي واهتمام بتطوير نفسه من خلال القراءة في مختلف المجالات، خصوصاً في علوم المسرح، وإثراء خياله وفهمه.

كما يتطلب الأمر التصالح مع الذات والتفكير الجيد قبل اتخاذ أي قرار، يجب أن يمتلك الممثل مخزوناً قوياً من الوعي والإحساس بالنفس وبالآخرين، ويخضع لـ تدريب علمي وحسي مكثف.

إن التدريب على التلقائية والتواصل الصادق مع الشخصية التي يجسدها، مع الإيمان بالدور ومعايشته بعمق، يضيف له خبرة مهنية قيمة.

يجب أيضا أن يكون الممثل واعياً وثقافياً ومهتماً بصحته، مع القدرة على التحكم في صوته وتوظيفه بفعالية، من حيث القوة والانخفاض، وكيفية تقطيع الجمل وإحساسها. كل هذه التفاصيل تساعد الممثل على الوقوف على خشبة المسرح بقوة وتأثير، مما يساهم في تقديم أداء مميز ومؤثر.

اسرار نجاح العرض المسرحي من وجهة نظر حسن العدل:

في رأيك، ما هي العناصر الأساسية التي تساهم في نجاح عرض مسرحي؟

أولا، لكي يكون هناك عرض مسرحي ناجح، يجب أن تتوافر عدة عناصر أساسية، يبدأ الأمر بضرورة وجود فريق عمل يتمتع بقدر كبير من الوعي والثقافة العالية في شتى المجالات، وكيفية توظيف هذه الثقافة في العمل المسرحي، فـ صناع المسرح ينقلون الحياة العامة إلى خشبة المسرح، ولذلك يجب أن يتسم العمل بالصدق والعقلانية، حتى وإن كان خيالاً ممزوجا بالواقع.

اقرأ أيضاً:ياسر صادق يكشف عن أسرار وتطورات المهرجان القومي للمسرح المصري الـ 17

كيف يمكن تحقيق هذا الصدق والعقلانية على خشبة المسرح؟

يتطلب ذلك اختيار الشخصيات بشكل مناسب وإدارة واعية بفن المسرح، الإدارة المسرحية يجب أن تكون على دراية كافية بفن المسرح لكي تستطيع مواكبة صناع العرض وفهم تفاصيله، ليس بالضرورة أن يكون المدير مخرجاً أو ممثلاً، ولكن يجب أن يمتلك القدرة على إدارة العمل بفعالية، لأن الإدارة فن يهدف إلى تيسير العرض وليس عرقلته.

وما هو دور المخرج في هذا السياق؟

دور المخرج هو رسم حركة جمالية وطبيعية بشكل واقعي وتلقائي، يفسر حركة الممثلين على المسرح بشكل جميل بعيد عن الافتعال. يأتي دور فني الإضاءة الدارس الذي يخلق حالة من الإبداع ويترجم الأحداث والمشاهد المطروحة عبر المؤثرات الضوئية.

هل يمكن أن تحدثنا عن دور الموسيقى والديكور في نجاح العرض المسرحي؟

بالطبع، استخدام الموسيقى التصويرية بشكل جمالي يعزز الحوار ولا يطغى عليه، لأن الموسيقى مكملة للفن الدرامي، أما الديكور، فيجب أن يكون واعياً وموظفاً بشكل يخدم الحالة المسرحية، سواء كان تجريدياً أو تعبيرياً أو رمزياً، المهم أن يتناسب مع العرض. كما أن استغلال التكنولوجيا الحديثة يضيف لمسة جمالية للعرض.

ماذا عن دور فريق العمل الفني خلف الكواليس؟

الفريق الفني، بما في ذلك مهندسي الصوت والمكياج والملابس، يجب أن يكون لديهم حس فني ووعي بأهمية دورهم، حتى العمال الفنيين يجب أن يكونوا على قدر من الفهم والوعي، كما كان يحدث في الماضي في المسرح القومي حيث كانوا يحفظون النص بالكامل.

وأخيراً، هدوء الكواليس والالتزام والانضباط هي عوامل حاسمة في نجاح العمل المسرحي.

اقرأ أيضاً:سميحة أيوب بطلة فيلم افتتاح المهرجان القومي للمسرح المصري

حسن العدل: قراءة كتاب واحد كفيل أن يغير شيئًا ما بداخلك.

من هم الفنانون و المخرجون الذين تأثرت بهم في مسيرتك الفنية؟

التأثر في مسيرتي الفنية ليس مقتصرا على أسماء معينة، بل هو عبارة عن مخزون من الخصائص والأفعال التي اكتسبتها من الشخصيات التي قابلتها في حياتي، على سبيل المثال، هناك شخصيات لها تأثير كبير على حياتي، سواء كانوا فنانين تعاملت معهم بشكل مباشر أو غير مباشر.

أيضًا، يمكن أن يأتي التأثير من مصادر غير بشرية، مثل إبداع الطبيعة الذي صوره الخالق سبحانه وتعالى، مشاهد الطبيعة الخلابة، اللوحات الفنية التشكيلية التي مارستها، والمقطوعات الموسيقية التي استمعت إليها، جميعها كانت لها تأثيرات عميقة في نفسي، حتى قراءة القصص البديعة كان لها دور في تشكيل شخصيتي.

كيف تنعكس هذه التأثيرات على أعمالك الفنية؟

من كل موضوع ثقافي أو فني استفدت منه، والأهم هو التأثر بالله سبحانه وتعالى الخالق الأعظم الذي خلقنا من الطين ثم نفخ فينا من روحه، هذا الإيمان هو ما يكرم الإنسان ويجعل الأرض مكان جميل مليئا بـ التأثيرات الملهمة.

 

هل هناك تأثيرات أخرى يمكن أن نتحدث عنها؟

بالطبع، المعاملات بين البشر هي أيضًا مصدر كبير للتأثير، كل إنسان تتعامل معه يمكن أن يعطيك درسًا في الحياة ويساهم في تكوين شخصيتك.

في النهاية، التأثر الحقيقي والأساسي يجب أن يكون بالله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان في أبدع صورة ثم كرمه دون الخلق وسخر له كل شيء على الأرض.

هل تعاملت مع زملاء تركوا أثرًا في حياتك المهنية؟

نعم، أي زميل تعاملت معه، سواء كان كاتبًا أو مخرجًا أو ممثلًا أو حتى الجمهور، كان له بالتأكيد تأثير في حياتي.

الثقافة العامة لها تأثيرها الكبير على الإنسان، قراءة كتاب واحد كفيل أن يغير شيئًا ما بداخلك، فكيف لو قرأت للعديد من الكتاب؟ ستجد أن لكل كاتب تأثيره الخاص عليك.

ما هي أهم الأمور التي تسعى لتحقيقها في مسيرتك؟

في النهاية، أحاول دائمًا أن أكون راضيا عن نفسي وعن ما أقدمه. هذا الشعور بالرضا هو ما يدفعني للاستمرار والتطور في مسيرتي الفنية.

 

ماذا تحب أن تقول لـ جمهورك و متابعين الذين قدموا لك الدعم على مدار مسيرتك الفنية ؟

بداية، أود أن أشكر جمهوري ومتابعيَّ على دعمهم المستمر، أنا لا أمارس الفن بنية أن يراني أحد، بل أعتبره قدري الذي كتبه الله لي، لأستمتع بكل عمل أقدمه وأكون سعيداً، أشعر بأنني أقدم شيئاً ينبع من داخلي، وأتساءل دائمًا كيف أوظف عقلي ومشاعري وإحساسي في العمل، وكيف أستطيع أن أهزم النفس الأمّارة بالسوء لتتحول إلى نفس مطمئنة تندمج مع الروح في كل دور أجسده.

وفي الآونة الأخيرة، ردود أفعال الجمهور جعلتني أشعر بالاطمئنان والرضا عن نفسي، تأكدت أنني أسير في الطريق الصحيح وأنني كنت أعمل، عن اقتناع وفهم ووعي، للوصول إلى هذا، كان يجب أن اكتسب معارف وثقافات متنوعة، و أتعاون مع الآخرين بمنتهى الإخلاص والجدية والنبل.

هذه الرحلة الطويلة و الشاقة كانت تستحق كل جهد بذلته، وأنا ممتن لكل من دعمني في هذه المسيرة.