حسن العدل: الممثل الجاهل خطر على الفن.. والثقافة سلاح الفنان الحقيقي
حسن العدل: حنان مطاوع موهبة استثنائية.. لن يجود الزمن بمثلها مرة اخرى
في مشوار فني حافل بالعطاء، استطاع الفنان القدير حسن العدل أن يترك بصمة لا تُمحى في الدراما المصرية، بأداء متميز صنع له مكانة خاصة.
حوار: ريهام طارق
في أحدث أعماله “صفحا بيضا”، قدّم دورا استثنائيا، أثار الإعجاب وحصد إشادات واسعة، وفي هذا الحوار، نتحدث معه عن كواليس هذا الدور الرائع و نغوص في آرائه حول حال الدراما المصرية اليوم، و تحدياتها، ومستقبلها. كما يكشف لنا عن طبيعة علاقته بالمخرج أحمد حسن والفنانة المبدعة حنان مطاوع، ورأيه في التعاون معهما.
ولأن الأستاذ حسن العدل لم يكن يومًا فنانا صامتا أمام الواقع، فإننا ننقل لكم أيضًا رسالته النارية للجمهور، والتي تحمل في طياتها الكثير من الصراحة والوضوح حول مسؤولية المشاهد في دعم الفن الحقيقي. تابعونا في هذا الحوار الحصري، الذي لن يخلو من المفاجآت!
في البداية نرحب بالفنان القدير حسن العدل في جريدة أسرار المشاهير ون ونشكره على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:
حسن العدل: الكتابة الجيدة هي البطل الحقيقي في أي عمل فني:
ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل صفحة بيضا وما الذي حفزك على قبول هذا الدور بالتحديد ؟
الكتابة الجيدة والهادفة هي العنصر الأول الذي يجذب أي فنان لقبول المشاركة في عمل فني، وهذا ما وجدته في مسلسل “صفحا بيضا”. يلي ذلك اسم المخرج وجهة الإنتاج، فمن خلال تاريخ صناع العمل يمكن للفنان تقييم مستواه ومدى جديته، بعد ذلك أحرص على قراءة النص كاملا بتركيز، والتعمق في فهم أبعاد الشخصية، وعلاقتها بباقي الشخصيات داخل الأحداث. ثم تبدأ جلسات العمل مع المؤلف والمخرج، حيث نناقش تفاصيل الدور وتوجهات العمل ككل للوصول إلى أفضل رؤية تخدم الرسالة الدرامية التي نسعى لتقديمها.
اقرأ أيضاً: “معاوية”.. ملحمة تاريخية بمئة مليون دولار تشعل معركة فكرية قبل العرض!
حسن العدل: أحمد حسن مخرج هادئ.. وصاحب رؤية إبداعية متكاملة
كيف وجدت التعامل مع المخرج أحمد حسن وما الذي يميزه في أسلوب الإخراج؟
أحمد حسن مخرج مثقف و واعٍ، يمتلك رؤية فنية متكاملة، ويعتمد على دراسة عميقة لكل تفاصيل العمل، ما يميزه ليس فقط إتقانه للمهنة، بل أيضًا إنسانيته التي تظهر في أسلوب تعامله مع فريق العمل، فهو هادئ و متزن، يحمل دائمًا ابتسامة لا تفارقه، مما يخلق أجواء مريحة داخل موقع التصوير.
اختياره للمساعدين يعكس وعيه و احترافيته، حيث يحرص على انتقاء فريق يمتلك نفس القدر من الثقافة والإخلاص. كما أن رؤيته الإبداعية تجلت في اختياره لمدير التصوير والمصورين، مما أسهم في ظهور العمل بصورة احترافية مميزة. يتمتع بقدرة استثنائية على اختيار الممثل المناسب للدور المناسب، مما يجعل التجربة معه ممتعة وسلسة. أكثر ما يلفتني في أسلوبه هو هدوءه، وأنا أؤمن بأن المخرج الهادئ هو الأكثر وعيًا، بينما الصوت العالي يشبه الطبل، مرتفع لكنه فارغ من الداخل.
العمل مع المخرج أحمد حسن تجربة ثرية، وأشعر بسعادة كبيرة بهذا التعاون.
من وجهة نظرك ما هي مواصفات الممثل الموهوب والمحترف؟
التمثيل ليس مهمة سهلة، بل هو فن يتطلب ثقافة خاصة تختلف عن أي مجال آخر.
الممثل المحترف يجب أن يكون على دراية واسعة بما يحدث في العالم، قارئًا نهمًا، ومشاهدًا جيدًا للأعمال الفنية، بالإضافة إلى قدرته على التفاعل والتواصل مع مختلف الفئات البشرية. لا يقتصر الأمر على الدراسة الأكاديمية فحسب، بل يجب أن يمتلك شغفًا بالفنون بكل أشكالها، من التشكيل والموسيقى إلى الأدب والشعر، كل هذا المخزون المعرفي ينعكس على أدائه، فيمنحه القدرة على تجسيد الشخصيات بصدق واحترافية، ليصبح التمثيل بالنسبة له تعبيرًا حقيقيًا نابضًا بالحياة.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: الصحافة في قبضة السلطه استقلال مفقود أم احتضار محتوم؟
حسن العدل: “الممثل الجاهل خطر على الفن.. والثقافة سلاح الفنان الحقيقي!”
من وجهة نظرك ما هي مواصفات الممثل الموهوب والمحترف؟
التمثيل فن معقد وليس مجرد أداء على الشاشة، فهو يتطلب ثقافة خاصة تميزه عن أي مجال آخر الممثل المحترف يجب أن يكون على دراية واسعة بما يجري في العالم، قارئًا نهمًا، ومشاهدًا جيدًا للأعمال الفنية، ولديه قدرة عالية على التفاعل مع مختلف الشخصيات والبيئة، الدراسة وحدها لا تكفي، بل لا بد أن يمتلك شغفًا حقيقيًا بالفنون بمختلف أشكالها، من التشكيل والموسيقى إلى الأدب والشعر،هذا المخزون الثقافي ينعكس على أدائه، و يمنحه القدرة على تجسيد الشخصيات بعمق واحترافية، وجعلها نابضة بالحياة ومتصلة بالواقع.
حسن العدل: الشخصية بلا عمق مجرد قناع زائف
كيف قمت بالتحضير لهذه الشخصية وهل استلهمتها من نماذج حقيقية ؟
قبل البدء في التحضير لأي شخصية، من الضروري أولًا فهم أبعاد العمل ككل، والرسائل التي يحملها سواء في الشكل أو المضمون، ثم تحديد موقع الشخصية داخل الأحداث وعلاقتها بباقي الشخصيات، هذه العملية تعتمد على المخزون المعرفي والثقافي للممثل، فهو الأساس الذي يساعده على تقديم أداء واعٍ وعميق كلما كان الفهم دقيقًا، أصبح الأداء أكثر واقعية وصدقًا، مما يضمن وصوله إلى المشاهد بشكل مؤثر وسريع.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: التنوع والتكرار في الدراما التلفزيونية بين الابتكار والاستثمار
حسن العدل: “القسوة في التربية تترك ندوبًا لا تلتئم.. والحب هو الحل!”
هل ترى أن شخصية حسن كان لها تأثير قوي في مجرى الأحداث؟
بلا شك، والد ضي كان العامل الأساسي في تكوين شخصيتها منذ طفولتها، وهو من ترك بداخلها ندوبًا لم تستطع الأيام مداواتها بسبب قسوته الشديدة في تربيتها. هذه الشخصية حملت رسالة واضحة ومؤثرة، وهي أن القسوة المفرطة والشدة الزائدة في تربية الأبناء، وخاصة الفتيات، لا تصنع شخصيات قوية كما يعتقد البعض، بل تترك آثارًا نفسية عميقة تؤثر على علاقاتهم المستقبلية. الهدف من هذه الشخصية هو تسليط الضوء على أهمية التربية السليمة، وأن الحب والثقة هما الأساس في تنشئة أبناء أسوياء قادرين على بناء مجتمع صحي ومتوازن.
اقرأ أيضاً: مسلسل “شباب امرأة” بين النجاح الساحق والتكرار الباهت لتحفة سينمائية خالدة
حسن العدل: نجاح أي عمل يبدأ من كواليسه.. والمخرج أحمد حسن قادنا بروح العائلة
كيف كانت أجواء التصوير خلف الكواليس وهل واجهتم أي تحديات أثناء التصوير ؟
نجاح أي عمل فني لا يعتمد فقط على ما يُعرض أمام الكاميرا، بل هو انعكاس للأجواء التي تسوده خلف الكواليس. كنا نشعر وكأننا عائلة واحدة، يجمعنا هدف واحد وهو تقديم العمل بأفضل صورة ممكنة، وهذا لم يكن ليتحقق لولا القيادة الحكيمة للمخرج أحمد حسن، الذي نجح في توحيد فريق العمل وخلق بيئة يسودها التعاون والدعم المتبادل. كما أن الإنتاج الواعي لعب دورًا كبيرًا، فلم يبخل بأي جهد أو إمكانيات لضمان خروج العمل بأبهى صورة. من بين التحديات التي واجهناها كانت التقلبات الجوية، حيث بدأنا التصوير في أجواء صيفية حارة جدًا، ثم اختتمناه في برد الشتاء القارس، لكن بفضل تفاني الفريق الفني، من مصورين وإضاءة وملابس وديكور، نجحنا في تجاوز كل العقبات، فهم الأبطال الحقيقيون وراء الصورة الاحترافية التي خرج بها العمل.
حسن العدل: “التحضير الجيد يقتل الصعوبة.. والتمثيل متعة قبل أن يكون تحديًا”
ما هو أصعب مشهد قدمته في العمل ولماذا ؟
بالنسبة لي، التمثيل متعة قبل أن يكون تحديًا، فأنا أحرص دائمًا على أن أستمتع بكل لحظة أمام الكاميرا، وهذا ما يجعلني لا أجد صعوبة في أي مشهد مهما كانت الظروف، السر يكمن في التحضير الجيد، فأنا أدرس الشخصية بعمق وفهم أبعادها النفسية والانفعالية قبل بدء التصوير، مما يجعلني على دراية كاملة بكل تفاصيلها، هذا يمنع أي مفاجآت أثناء الأداء، لأنني أكون قد تماهيت تمامًا مع الشخصية، وأصبحت جزءًا منها، عندما يكون الممثل مدركًا لشخصيته بكل أبعادها، يتحول التحدي إلى تجربة إبداعية ممتعة، وهذا ما أحرص عليه دائمًا، بفضل الله.
حسن العدل: حنان مطاوع موهبة استثنائية.. لن يجود الزمن بمثلها مرة اخرى
كيف تصف تعاونك مع النجمة حنان مطاوع؟ وما رأيك في أدائها بهذا العمل؟
حنان مطاوع نجمة استثنائية بكل المقاييس، تجمع بين الموهبة الفذة والأخلاق الرفيعة، أعرفها منذ سنوات طويلة، منذ أن كانت ترافق والدتها العظيمة سهير المرشدي إلى المسرح القومي في أواخر التسعينيات، حيث كنا نقدم عرض “رقصة سالومي الأخيرة” لفترة طويلة، في تلك الفترة، كانت حنان تستعد لدخول المجال الفني، وتحمل بداخلها مخزونًا هائلًا من الأدوات الفنية والثقافية، وليس هذا بغريب، فهي ابنة المخرج الكبير كرم مطاوع والفنانة القديرة سهير المرشدي، وقد نشأت في بيئة فنية صقلت موهبتها.
هذا ليس أول لقاء فني يجمعني بها، فقد تعاونا سابقًا في مسلسل “بنت القبائل”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا، العمل مع حنان مطاوع ممتع إلى أقصى درجة، فهي إنسانة راقية تشعرك بأنها فرد من عائلتك قبل أن تكون فنانة محترفة من الطراز الرفيع، أراها واحدة من المواهب النادرة التي لن يجود الزمن بمثلها، مره اخرى وأثق تمامًا في قدرتها على تقديم أداء مميز في أي عمل تشارك فيه، أتمنى لها المزيد من النجاح والتألق دائمًا.
حسن العدل: شخصية والد ضي مركبة وتعكس صراعات إنسانية معقدة
كيف ترى شخصية “والد ضي”؟ وهل تعتقد أن هذه النماذج منتشرة في الواقع؟
شخصية “والد ضي” موجودة بالفعل في الواقع، وقد عاصرت نماذج مشابهة لها. هي شخصية تحمل الكثير من التعقيد في علاقاتها مع الأسرة والمجتمع، وغالبًا ما تكون مرفوضة بسبب غموض تصرفاتها وتناقضاتها. لكنني أؤمن بأن كل شخصية، مهما بدت قاسية أو مشوشة، تحمل بداخلها الخير والشر معًا. أحيانًا يطغى الجانب السلبي، وأحيانًا أخرى يظهر الخير، لكنه قد يكون غير واضح أو معبر عنه بطريقة غير صحيحة. “والد ضي” مثال لشخصية مركبة، تحمل في داخلها صراعات تجعلها تتأرجح بين السيطرة والتعبير غير المنضبط عن مشاعرها.
حسن العدل: مسلسل “صفحا بيضا” كشف فضائح وفساد شركات الأدوية والعلاقات الأسرية المعقدة!
كيف ترى الرسائل التي قدمها المسلسل للمجتمع؟ وما هي القضايا الأكثر تأثيرًا التي لفتت انتباهك في العمل؟
المسلسل يحمل العديد من الرسائل العميقة والمتعددة، وهو ما يعكس براعة الكاتب حاتم حافظ في تقديم عمل ثري بالمضمون والقضايا المؤثرة. شخصية ضي تجسد رمز الخير رغم المحن التي مرت بها، سواء في علاقتها بأسرتها أو زواجها أو معاناة ابنتها مع المرض. العمل سلط الضوء على قضايا مجتمعية خطيرة مثل فساد بعض شركات الأدوية التي تسعى لتحقيق ثروات هائلة على حساب صحة الناس، وتحكم بعض الصيدليات في أسعار الأدوية واحتكارها، إلى جانب استغلال الأدوية المخدرة في تجارة غير مشروعة. كما تناول العلاقات الأسرية المركبة بين الأزواج والآباء وأبنائهم وحتى بين الأشقاء وزملاء العمل، إضافة إلى إبراز الدور الإنساني الذي تقوم به وزارة الداخلية في مواجهة هذه الأزمات بروح القانون. شخصية ميمي جمال قدمت نموذجًا صادقًا لروح الشعب المصري الأصيل، ومسلسل “صفحة بيضا” استطاع أن يعكس مزيجًا من المشاعر الإنسانية والصراعات بأسلوب سلس وذكي، مما جعله يصل سريعًا إلى الجمهور ويحقق هذا النجاح الكبير.
بعد الانتهاء من تصوير كل مشهد أطرح على نفسي سؤالًا واحدًا: هل كنت صادقًا؟
كيف وجدت ردود الأفعال على أدائك في المسلسل؟ وهل كان هناك تعليق معين فاجأك؟
التمثيل بالنسبة لي هو السعادة الحقيقية، فبعد كل مشهد أتساءل إن كنت صادقًا في أدائي وإن كنت قد جسدت الشخصية بأفضل صورة ممكنة، والأهم من ذلك أن أشعر بالرضا قبل حتى أن أراها على الشاشة.
ردود أفعال الجمهور جاءت مطمئنة وإيجابية من المشاهدين والنقاد والصحفيين، مما منحني شعورًا عظيمًا بالرضا، و الدراما المصرية لطالما تركت بصمة قوية في وجدان الوطن العربي، لكن المفاجأة الأجمل كانت عندما تواصل معي أستاذ جامعي عراقي من جامعة البحرين مهتم بالأدب والثقافة، حيث كتب تحليلًا مطولًا عن أدائي وأشاد بعملي، وهو ما أكد لي مجددًا أن تأثير الفن المصري يمتد عبر الحدود، وأننا دائمًا في دائرة اهتمام الجمهور العربي.
كيف ترى تطور الدراما المصرية في الوقت الحالي؟ وهل تعتقد أن هناك مساحة كافية للأدوار العميقة والمعقدة؟
الدراما جزء أصيل من التاريخ الإنساني، فمنذ اللحظة الأولى لوجود الإنسان بدأت الصراعات والتجارب الحياتية التي شكّلت جوهرها ومع تطور المجتمعات، أصبحت الشخصيات أكثر تعقيدًا، وتغيرت السلوكيات والعادات التي نشأنا عليها.
الدراما تظل انعكاسًا للواقع في تطور مستمر، لكنها بحاجة إلى كتاب متمرسين قادرين على استلهام العمق الحقيقي للشخصيات، تمامًا كما قدمت الكتب السماوية الصراعات الإنسانية بأبعادها المختلفة. لا شك أن هناك مساحة للأدوار العميقة والمعقدة، لكنها تتطلب رؤية واعية من صنّاع الدراما حتى تقدم بما يواكب مستوى الوعي المتزايد لدى الجمهور.
حسن العدل: التمثيل سر سعادتي..و هذا ما أبحث عنه طوال مشواري الفني
كيف تؤثر هذه التجربة على اختياراتك الفنية القادمة؟
منذ بداية مشواري الفني، سواء في الدراما التلفزيونية أو السينما أو المسرح، كنت حريصًا على تطوير معرفتي والتأمل في الشخصيات التي أقدمها، حتى أكون مستعدًا لتجسيد أي دور يُعرض عليّ، بشرط أن يكون العمل هادفًا وذو جودة عالية، ويجمع بين إنتاج قوي ورؤية إخراجية متميزة ونص محكم.
لا يشغلني حجم الدور بقدر ما يهمني تأثيره، فالمساحة ليست معيارًا، بل الأثر الذي يتركه في قلوب المشاهدين، فكثيرًا ما يكون مشهد واحد هو البطل الحقيقي للحكاية بفضل قوته وتأثيره العميق.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: الدراما التلفزيونية تحتضر.. و نجوم يقتلون الإبداع بالتكرار!
لو عاد بك الزمن، هل كنت ستقدم الشخصية بشكل مختلف أم أنك راضٍ تمامًا عن أدائك؟
إذا عاد بي الزمن لن أغير شيئًا في أدائي، فأنا راضٍ تمامًا عما قدمته لأنني أحرص دائمًا على دراسة الشخصية بعمق قبل التصوير، حتى أصل إلى التوحد التام معها هناك الكثير من النقاشات التي أجريها مع المخرج للوصول إلى أفضل رؤية، وبمجرد أن يبدأ التصوير، انغمس في الشخصية بالكامل، متجاهلًا أي ظروف شخصية أو نفسية قد أمر بها انفصالي عن الواقع أثناء التمثيل يضمن لي تقديم أداء صادق وحقيقي، لذلك حتى لو أعدت تقديم الشخصية مرة أخرى، سيظل أدائي كما هو لأنه نابع من إحساس داخلي حقيقي.
كيف تقضي أوقاتك بعيدًا عن الكاميرا؟
الممثل يبقى دائمًا في حالة استعداد للعمل، حتى في لحظاته الخاصة، فهو حاضر بإحساسه وروحه أينما كان، عندما أكون مع أصدقائي، يدور حديثنا غالبًا حول الفن والثقافة، ونتبادل المعرفة عن آخر الكتب التي قرأناها، كما نناقش مختلف الجوانب العلمية والفنية، من أكثر الأمور التي أحبها في حياتي الأزهار والفن التشكيلي، الذي رافقني منذ الطفولة وكان في فترة ما مصدر رزقي. هذا الشغف انعكس إيجابًا على عملي كممثل ومخرج مسرحي، فأنا مولع بالفن التشكيلي واحرص على حضور المعارض الفنية، حيث أجد فيها مصدرًا مثاليًا لإعادة شحن طاقتي من خلال تأمل الأعمال الفنية والاستمتاع بجمالها.
ما الذي يجعلك تشعر بالسعادة الحقيقية في حياتك؟
السعادة الحقيقية أجدها في قراءة القرآن الكريم، فهو يمنحني الطمأنينة ويجدد طاقتي الروحية، مما يساعدني على استعادة توازني الداخلي. كما أن الاستماع إلى صوت أم كلثوم يضفي على روحي متعة خاصة، حيث يأخذني إلى عالم مليء بالإحساس العميق والجمال الفني.
حسن العدل: رسالتي إلى الجمهور الفن الحقيقي يصنع من أجلكم.. لا تقبلوا بأي عمل لا يليق بكم
ما الرسالة التي تود توجيهها للجمهور؟
أود أن أقول للجمهور الكريم: لا تقبلوا بأي عمل لا يليق بكم، فأنتم تستحقون الأفضل دائمًا. العمل الفني يُقدَّم لكم، ومن حقكم أن تختاروا الجودة وترفضوا أي محتوى لا يرقى إلى تطلعاتكم. الفنان الحقيقي هو من يضع جمهوره في المقام الأول، ويعتبر نفسه في خدمتهم، لأن سعادتهم هي التي تمنحه القيمة الحقيقية وتدفعه للتطور والاستمرار.
في ختام هذا الحوار، نتوجه بخالص الشكر والتقدير للفنان القدير حسن العدل على هذا اللقاء المميز، الذي أضاء لنا جوانب عديدة من مسيرته وإبداعه، على وعد بلقاءات جديدة مع نجوم آخرين وإنجازات فنية تستحق المتابعة، في حوارات حصرية مع ريهام طارق.