حسن عابدين ابن العائلة العريقة وحفيد عابدين بك صاحب القصر الملكى الكبير

ـ تعلم فى الجيش المبادئ والمثل ولم يعرفه الجمهور الا بعد ان تجاوز الخمسين من عمره .
ـ والده رفض ان يعمل بالتمثيل حتى لايسئ للعائلة ولم يظهر الا بعد وفاته .
ـ كان مثالا للفنان الملتزم صاحب القيم والمبادئ الرفيعة وارتبط الجمهور معه بالفه شديدة.
ـ قدم النصائح للجمهور بعيدا عن المباشرة والحلال والحرام افحبه الناس .
ـ اصيب فى حرب 1948 وقتل إسرائيليين وتعلم فنون التمثيل فى المسرح العسكرى
ـ الشعراوى حزن عليه يوم رحيلة وصلى إماما بالمصلين لجنازته
ــــــــــــــــــــــــــــ
خالد فـــــــــــــؤاد
ــــــــــــــــــــــــ
كافح وعانى سنوات طويلة تجاوزت حاجز الاربعين عاما , وحينما ابتسم الحظ له ونجح فى حجز مكانه كبيرة ومميزه لنفسه بين عمالقة الفن بوجه عام والكوميديا بوجه خاص لم يستطع الاستمتاع بما وصل له سوى سنوات قليلة واختطفه الموت .
هذا هو ملخص مايمكن ان يقال عن الفنان الكبير الراحل حسن عابدين الذى ودع عالمنا بشكل مفاجئ فى يوم 6 نوفمبر عام 1989 عن عمر يناهز 58 عاما بعد إصابته بالسرطان اللعين وهو فى قمة نضجه وعطاءة الفنى وشعر كل المصريين بل والعرب بحالة من الحزن الشديد لرحيلة.
فرغم قلة عدد الاعمال سواء السينمائية اوالتليفزيونية اوالمسرحية التى شارك فى بطولتها منذ ان ادرك طريق الشهرة حتى رحيلة , الا انه نجح فى خلق مكانه خاصة ومميزه لنفسه بين عمالقة الكوميديا فكنا نراه امتدادا جميلا وعصريا لمدرسة العملاق نجيب الريحانى وهى المدرسة التى كانت تعتمد على انتزاع الضحكات من قلب المأسى والمتاعب والمواقف الصعبة والمؤلمه , فيسخر بطريقة خاصة جدا من الحياة بكل مافيها من مظاهر واكاذيب خادعة .
ولكل هذا وغيره كنا نشعر ونحن نشاهده على الشاشة اوفوق خشبة المسرح , بحالة من الالفة الشديدة نادرا ماكنا نشعر بها مع غيره من الفنانين الاخرين .

مثل واخلاقيات
فكما اثر فينا وهو يجسد شخصية الموظف البسيط الذى يعانى بشدة من اجل توفير متطلبات الحياة لاسرته , اضحكنا بشدة وهو يتقمص شخصية الباشا خفيف الظل , وكما ابكانا وهو يتقمص شخصية الاب المتمسك باالاخلاقيات والمثل ويسعى لتربية ابناءة على القيم الرفيعه , جعلنا ننتظره لنضحك وهو يطل علينا عبر اعلانات شويبس الشهيرة فكان الفنان الوحيد الذى كان يدفع الجماهير لانتظاره ومشاهدته عبر هذه الاعلانات , فكنا نضحك من قلوبنا وهو يقول بنبرته المميزه (سر شويبس).
والسؤال الان هو .. اين كان هذا الفنان المبدع طيلة سنوات شبابه , ولماذا تأخرت نجوميته بهذا الشكل فلم نتعرف عليه بشكل جيد الا بعد ان تجاوز سن الخمسين؟
فهل بدأ رحلته مع التمثيل متأخرا , ام ان هناك معوقات وعراقيل وقفت فى طريقه
سنوات طويلة , والاهم من هذا لماذا اختار هذه النوعية من الادوار الحزينة والمؤثرة التى اشتهر بها فهل كانت جزء من شخصيته , ام ان هناك عوامل اخرى؟

قصر عابدين
مالايعرفه الكثيرين وستفاجأ بها ايها القارئ العزيز ان الفنان عن هذا الفنان العملاق انها كان ينتمى لعائلة عابدين الشهيرة
الراحل ينتمى لعائلة عريقة تضرب بجذورها فى كل انحاء مصر , الا وهى عائلة عابدين الشهيرة التى ترجع اصولها لمدينة دمشق بالشام فكان كبير العائلة امين عابدين يعمل فى مجال التجارة مابين مصر والشام , وقام بارسال ابنه محمد للسعودية ليدرس علوم الدين على يد شيوخها , والف محمد عابدين مجموعة من الكتب العظيمة مثل (شرح تنوير الابصار فى فقه الامام ابى حنيفة النعمان) وحضر بعد هذا محمد عابدين لمصر مع الكثير من افراد اسرته عام 1098 حيث استقر بها مثل الكثير من الاسر الشامية التى حضرت هربا من الحروب الصليبية , وتوزعت هذه الاسر على الكثير من قرى ونجوع مصر ابتداء بالقاهرة ومرورا بالجيزة والمنوفيه والشرقية وبنى سويف والمنيا وانتهاء بقنا وسوهاج .
ومن داخل العائلة خرجت شخصيات كبيرة ومؤثرة كان ابرزهم عابدين بك احد اهم القادة العسكريين فى عصر محمد على (مؤسس مصر الحديثه) وصاحب القصر الملكى الكبير الذى اشتهر بعد رحيلة حيث قام الخديوى اسماعيل بشراءة من ارملته سنة 1863 وتوسعته ليشهد بعد هذا احداث خطيرة وهامة وتسمية المنطقه بأكملها بأسمه , ومن داخل العائلة خرج حسين عابدين باشا (عضو مجلس الشيوخ) والحاصل على دراسته العليا بالحقوق فى فرنسا وتم تخليد اسمه على احد شوارع القاهرة وهو والد كل من زهيرة عابدين التى لقبت بأم الاطباء لمكانتها العلمية ومشاركتها فى تأسيس كلية الطب وكذلك فاطمة عابدين أستاذة التحاليل ومؤسسة علم تحاليل الأورام فى مصر.
وينتمى للعائلة أيضا كل من الشاعر والاديب عبدالحكيم عابدين (سكرتيرا عام لجماعة الإخوان المسلمين سنة 1940 وزوج شقيقة حسن البنا , وكذلك كمال عابدين (رئيس المجلس الأعلى لنقابة المهندسين سابقا ومؤسس مشروع تكافل مهندسى مصر) والكابتن بكرى عابدين (مدير عام الشباب والرياضة ومدرب فريق بنى سويف الاسبق , واللواء أحمد عابدين محافظ بنى سويف وكفرالشيخ السابق فكان أحد أبطال حرب أكتوبر فكان فى مقدمة الابطال الذين عبروا قناة السويس واشتهر بإزالته لـ 11 ألف لغم من أمام القوات المصرية أثناء تقدم القوات داخل سيناء وتم اطلاق اسمه على أحد أهم شوارع وميادين محافظة بنى سويف تكريما له واللانجازات الكثيرة التى حققها .
وفى مظاهرات 1919 قدمت العائلة شهيدها حسن على عابدين اثناء المصادامت التى وقعت فى بنى سويف ضد الانجليز , وفى مظاهرات 1949 قدمت العائلة ابنها ممدوح أمين عابدين الذى استشهد فى مظاهرات الطلبة ضد الاحتلال الإنجليزى وحكم الملك فاروق .

حكاية الفنان الكبير
وكان من بين افراد العائلة العريقة سيد أحمد عابدين الذى استقر بمدينة بنى سويف بصعيد مصر وقام بتأسيس عائلة عابدين فيها وأنجب مجموعة من الأولاد تولوا مناصب مهمة فابنه عبدالحميد عابدين الذى كان ضابطا بالشرطة فى عهد الخديو إسماعيل، وقام بردم البرك والمستنقعات التى كانت تحدث فى القرية بعد فيضان النيل , وابنه الثانى محمد عابدين العالم الازهرى الشهير وابنه الثالث حسن بك عابدين الذى اتجه للتجارة وحقق ثروة طائلة وأوقف جزءا من ثروته للأوقاف المصرية.
وظهر الحاج عبدالوهاب عابدين (عين اعيان بنى سويف) والذى اشتهر بعشقه للثقافة والفكر , فكان يعقد فى منزله صالونا ثقافيا مساء كل خميس يحضر فيه مفكرى ومثقفى واعيان المحافظة باكملها وفى يوم 21 اكتوبر من عام 1931 انجب الحاج عبدالوهاب ابنه حسن عابدين , لينشأ بداخل هذا المناخ الجميل فكان يستمع منذ طفولته للمناقشات السياسية والاشعار والقصص وهى تروى فى منزلهم , ومن ثم لم يكن عشقه للفن وليد الصدفة بينما نتاج البيئة التى نشأ وتربى فيها .
قتل إسرائيليين
فقد فوجئ به والده يعشق التمثيل ويحرص على التوجه لدور العرض كلما تم عرض فيلم جديد , وحينما قام بمفاتحة والده برغبته فى الاتجاه لهذا المجال قام بتوبيخه بشدة لكونه كان يرى ان التمثيل عيب كبير ويسئ للعائلة , وبعد ان كبر وانتهى من دراسته التحق بوظيفة بوزارة العدل بالمدينة , ثم تم تجنيده بالقوات المسلحة ليشارك فى حرب فلسطين عام 1948 وصرح ابنه الأصغر “خالد حسن عابدين” فى أكثر من لقاء صحفى، عن قصة مشاركة والده فى هذه الحرب ، وهو لا يتجاوز الـ18 من عمره وقتله أثناء المعارك الدائرة فى الحرب لإسرائيليين، وبالفعل قبض عليه وحكم عليه بالإعدام، لولا التدخلات السياسية، وتهديد أحد رفقاء القفص الذى ارتدى حزاما ناسفا وهدد بتفجير المحكمة إذا لم يتم الإفراج عن المتهمين من بينهم “حسن عابدين”.
وقد أصيب حسن عابدين بطلق نارى فى قدمه فى هذه الحرب وظلت اثار هذه الاصابة فى قدمه حتى ودع عالمنا , واثناء وجوده فى الجيش التحق بالمسرح العسكرى وكان من اصدقاءة فى هذا المسرح الفنان الكبير حسن حسنى والفنان الكبير الراحل ابراهيم الشامى ,ورغم ان الاعمال التى كانوا يقدمونها لأبناء القوات المسلحة فقط اى بعيدا عن الأضواء والصحافة، بحكم القواعد الصارمة للعمل العسكري، الا ان هذا ضاعف من عشقه للتمثيل اكثر واكثر , فبعد انتهاء فترة الجيش واداءة لمهمته تحايل على ابيه , وانتقل للعمل فى وزارة العدل بالقاهرة وتدرج فى الوظيفة حتى اصبح رئيس قلم محضر بالوزارة قبل ان يستقيل منها تماما ويتفرغ لعشقه التمثيل فلم يكن يرى نفسه فى اى شئ دونه.

مشوار السينما
فقد ساهمت السنوات التى التحق فيها بالجيش فى تدريبه على الانضباط والالتزام , ورغم دخوله لعالم الشهرة متأخرا بعد رحيل والده وذهاب كل المعوقات التى كانت تقف فى طريق حلمه , الا انه ظل متأثرا بالسنوات التى قضاها فى القوات المسلحة , فقد انتهج مدرسة مختلفة الا وهى اعطاء الجمهور قيم ومبادئ صادقه سواء فى قالب كوميدى اوتراجيدى بعيدا التوجيه المباشر والحرام والحلال وهو ماجعله يدخل كل القلوب بسرعة كبيرة .
فحينما وصل لمرحلة الشهرة قام باخراج كل خبرات السنين التى قضاها فى الظل , يعمل دون ان يراه اويعرفه احد , فقد ظهر اول ماظهر فى نهاية الستينات بادوار بسيطه ببعض الافلام والمسلسلات التى لم يحقق من خلالها شهرة تذكر ومن هذه الاعمال فى السينما (برئ فى المشنقه) عام 1971 و( الشيطان امرأه) عام 1972 و(العذاب فوق شفاه تبتسم) عام 1973 و( الساعة تدق العاشرة) عام 1974 و(على من نطلق الرصاص) و(المطلقات) و(الانثى والذئاب) عام 1975 و(سنة اولى حب) و(فيفا زلاطه) ووسيقان فى الوحل) عام 1976 و(جنون الشباب) عام 1977 و(عيب يالولو يالولو عيب) عام 1978 وغيرها من الافلام الاخرى فى حقبة السبعينات لم يقدم ادوار كبيرة اومؤثرة فى اى منها فقط ساعدته فى تعرف الجماهير على ملامحه.
والملفت فى الامر حقا انه بعد وصل لشهرته الكبيرة فى الثمانينات وبدأ يقدم ادوار كبيرة ومؤثرة لم نشاهده سوى فى عدد محدود من الافلام مثل (ريا وسكينة) و)(درب الهوى) و(مملكة الهلوسة) عام 1983 و(الاشقياء) عام 1984 و(سترك يارب) عام 1985 وكان اخر افلامه (عنبر الموت) عام 1989 .
والطريف انه تعرض لانتقادات حادة بسبب ادواره ببعض هذه الافلام مثل دوره فى فيلم (درب الهوى) حيث قدم شخصية عبدالحفيظ باشا الذى يتخلى عن وقاره فى البيوت المشبوهة ويشعر بلذة من اهانة العاهرات له , فقد قال النقاد انه ماكان يجب عليه تقديم مثل هذه الادوار التى لم تكن تليق بما كان يقدمه فى المسرح والتليفزيون مسلسلات تليفزيونية.

فرغم انه فى التليفزيون ظل لسنوات عديدة يقدم ادوار صغيرة ومحدوده مثل ادواره فى مسلسلات (الجنة العذراء) عام 1970 و(مليون جنيه فى العسل) عام 1971 وبقية المسلسلات الاخرى ( الدوامة) و( اللسان المر) و(فرصة العمر) و(ارض النفاق) و (طيور الصيف) و(العقاب) و(الاصابع الرهيبة) والقضبان) و(الغربة) و(مليون جنيه فى العسل) و(على هامش السيرة) و(محمد رسول الله) و(ابنائى الاعزاء شكرا) والكثير من المسلسلات التى لم تظهر قدراته الحقيقية , الا انه حينما بدأت انطلاقته الحقيقية فى مطلع الثمانينات قدم مجموعة من المسلسلات الرائعة والجميلة التى لازالت تعيش بيننا حتى اليوم , فقد طبق فيها المثل والمبادئ التى اكتسبها من تربيته فى كنف عائلة عريقة من جهة ومن التربية العسكرية من جهة اخرى ) ومن ابرز هذه المسلسلات (فيه حاجة غلط) و( نهاية العالم ليست غدا ) عام 1983 و(اهلا بالسكان) عام 1984 و(احدى حكايات المسلسل الشهير هو وهى) مع احمد زكى وسعاد حسنى عام 1985 و(برج الاكابر) عام 1987 واخر مسلسلاته (انا وانت وبابا فى المشمش) عام 1988 بالاضافة لبعض السهرات التليفزيونية الهامة مثل (الثانوية العامة) و(السكرتيرة الجديدة ) والمسلسلات الاذاعية الجميلة ( قاهر الظلام) و(جريمة فى الاكسبريس) و(مش معقول) وغيرها.
فقد ارتبط الجمهور به فى كل هذه الاعمال بوصفه الاب الطيب الحنون صاحب القيم والمبادئ الذى يحافظ على المثل والاخلاقيات ويضحى بالكثير من اجلها , فكان يقدم جرعات كوميدية فى ثوب رائع ومختلف بعيدا عن المباشرة , فكان يستعرض فى هذه المسلسلات اوجاع المجتمع المصرى والام الموظفين البسطاء الذين يسعون للحفاظ على مبادئهم وعدم قبول رشاوى , فكان ابا لكل المشاهدين.

عطاء مسرحى
ولم يقتصر هذا على السينما والتليفزيون فحسب بينما امتد للمسرح , الذى كان يعتبره بيته الاول بحكم تربيته فيه وتعلمه فن التمثيل فوق خشبته , فرغم قلة عدد المسرحيات التى قدمها , الا ان معظمها يعد من علامات المسرح المصرى والغريب ان بداية شهرته المسرحية كانت من خلال دور اب لسهير البابلى فى مسرحية (نرجس) على الرغم من سهير كانت من ابناء جيلة , ورغم هذا لم يعارض ان يظهر كأب ويتحمل مسئولياته من البداية , وكانت شهرته الحقيقية على المسرح بشخصية جاد الحق متولى عويس شبرا فى المسرحية الكوميدية (عش المجانين) مع سهير البابلى , وحينما تسابق المخرجين عليه بعدها بدأ يطبق حلمه بتقديم القيم والمثل التى ظل يحلم بها فقدم لنا مجموعة من العروض الهامة والرائعه مثل (ع الرصيف) و(الرعب اللذيذ) واخر مسرحياته (افرض) عام 1988 .

فرغم قلتها تم تصنيف الكثير منها كاحد اهم الاعمال التى تم تقديمها ليس فى حقبة الثمانينات التى برز نجمه فيها فحسب بينما فى القرن العشرين بأكمله .
فقد كان وباتفاق كل النقاد والمتابعين نموذج رائع للفنان الملتزم الذى يصعب تكراره مره اخرى , فقد اجتهد كثيرا من اجل رفعة الفن باداء بسيط ومميز ومختلف .
معاندة القدر
ومن ابرز واهم اللقاءات التليفزيونية التى ظهر فيها قبل رحيلة حواره الشهير مع الاعلامى مفيد فوزى قبل رحيلة حيث قال يومها وبنبرة يغلب عليها الاسى ان تأخر نجوميته يعود لكونه لم يسعى لمعاندة قدره , فقد احب التمثيل وهو طفلا واختاره مدير المسرح ببنى سويف ليجسد دور الاب فى احدى المسريحات لاقتناعه الشديد بموهبته , وحينما اعترض ابيه على عمله بالفن استسلم تماما لقدره ولم يكن يتصور كما قال ان الحلم من الممكن ان يتحقق فى نهاية العمر .

وخلال السنوات التى قضاها الفنان الراحل فى الفن لم يكن له سوى عدد قليل من الاصدقاء من داخل الوسط وكان معظم اصدقاءة من خارجه , فكان من بين ابرز اصدقاءة فضيلة الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى وفوجئنا به يتأثر بشدة حينما بلغه نبأ وفاته يوم 6 نوفمبر عام 1989 ، وصلى الشعراوى إماما بالمصلين للجنازة فى قريته ببنى سويف التى دفن فيها .
خالد فــــــــــــــــــــــــــــــؤاد