حسن عبدالله : ريهام حجاج رشحتني للدور وشقلباظ شخصية مركبة وصعبة جدا.

* أعيش مرحلة موافقة أو رفض وليس اختيار.

* نحن بصدد خطة إنتاجية جديدة تدعو للتفاؤل

* “بين بحرين ” ظلم في مصر وعرضه على نتفيلكس شهادة بالعالمية.

حوار: روفيدة خليفة

مازالت السينما تمثل شغف خاص بالنسبة له منذ لقائي الأول به، فهو فنان شاب استطاع أن يثبت وجوده حيث يسير بخطى ثابتة، فقدم العديد من الأدوار المتنوعة والمختلفة سواء في المسرح أو التليفزيون أو السينما ،فتجده على سبيل المثال لا الحصر الطالب المثالي أبن بيومي فؤاد في ولاد تسعه، والشاب الطائش في عيون القلب، والإرهابي في الجماعة، بالإضافة لأدواره في فيلمي يوم من الأيام، و بين بحرين، كل هذه الأدوار قدمها ببراعة واستطاع أن يترك بصمته فيها، أيضا في المسرح قدم العديد من الأعمال في بداياته ومنها ماقدمه مؤخرا على سبيل المثال لا الحصر مسرحية “السيرة الهلامية “، و” سينما مصر ” للمخرج خالد جلال والذي خلق بداخله حلم تجسيد السيرة الذاتية للراحل نجيب الريحاني بعد أن كان ضمن الشخصيات التي جسدها داخل العرض، ومسرحية “الوصية” التي عرضت على خشبة المسرح القومي لتعرض بطولات جنودنا البواسل، وبعد أن شارك العام الماضي بدور الضابط في مسلسل” لما كنا صغيرين” مع الفنان الكبير محمود حميدة والفنان خالد النبوي، طل علينا هذا العام بسعيد شقلباظ خلال أحداث مسلسل ” كل مانفترق ” والذي تحدث إلينا عن كواليسه وأحلامه وكيف يرى الفترة القادمة

في البداية حدثنا عن دورك في مسلسل “كل مانفترق” وكواليس العمل؟

الدور مختلف عن أي دور لعبته من قبل لإنه لاعب سيرك سعيد شقلباظ، لديه لعبة أساسية في السيرك والذي كان يسمى في المسلسل” سيرك سوق العيد “حيث أنزل تحت الماء وأحاول فك نفسي، بخلاف مجموعة أعمال أخرى تتسم بالخفة، وأضاف ” عبدالله” كواليس العمل كان تتسم بروح الصداقة والالتزام والتركيز، حيث أن معظم الشباب هم أصدقاء بعيدا عن العمل والآخرين كانوا زملاء في المعهد، بخلاف الفنانة ريهام حجاج التي عملت معها العام الماضي في مسلسل لما كنا صغيرين وبالتالي فكنا نوجه النصائح لبعضنا البعض ونتقبلها ومن شاهد المسلسل سيلمس هذه الحالة بالتأكيد والترشيح كان من الفنانة ريهام حجاج وسيف البريديوسر لشركة “تي في جوب” المنتجة للمسلسل والمخرج كريم العدل، وسعدت كثيرا بترشيحها للعام الثاني مما يثبت ثقتها في عملي وهذا جعلني أعمل بأريحية.

لكل دور استعداداته فكيف عملت على ذلك ؟

للأسف السرعة في الرغبة لإنهاء المسلسل بسبب رمضان لم تجعلني استعد بالشكل الذي كنت أتمناه، لكن كان لدي من اللياقة البدنية ما يمكنني من مضاهة الشخصية، فأجيد السباحة بالإضافة لخبراتي السابقة بمشاهد الأكشن حيث تعاونت في مصر مع اندرو ماكنزي وعمرو مجايفر وعبداللاه، أيضا قررت العمل على الشكل الخارجي بقرار شخصي مني حولت شعري للون الأبيض ولاقى قبول شديد من فريق العمل، وكان رد الفعل قوي ومازالت تصلني ردود أفعال إيجابية عنه، بخلاف مذاكرة الشخصية، حيث لها أبعادها وأشكالها فهو يحب فتاة متزوجة من شخص يعرفه جيدا وبينهم “عيش وملح” خلط درامي خاص بسعيد شقلباظ وأبو الروس وإجلال التي تقف بينهم وفكرة إذا كان الحب سينتصر أم المصالح، الشخصية كانت مركبة جدا.

أي المشاهد كان الأصعب بالنسبة لك ؟
لم يكن مشهدا واحدا بل مجموعة مشاهد، ومنها حين توجهت لقتل حسني حتى مرحلة حصولي على الهواتف، وشجار قتله استغرق ثماني ساعات لنخرج الدقائق التي ظهرت على الشاشة، مما شكل إرهاقا جسديا وذهنيا بالإضافة أنه لا مانع من بعض الضربات التي توجه إلي بالخطأ لكن الحمد لله دون إصابات وهذا يرجع لمجموعة المحترفين الذين يعملون معنا حتى لانتأذى، بخلاف صعوبة الحفاظ على حالتك بعد مشهد القتل أثناء التصوير في اليوم التالي.

وجهت العديد من الانتقادات للمسلسل فما رأيك فيها ؟

هناك أشخاص وجهوا النقد دون مشاهدة المسلسل وهذا كان واضح جدا من خلال رأيهم السلبي فقط، وقد تحدثت بنفسي للبعض واكتشفت انهم لم يشاهدوا المسلسل بل اعتمدوا على ما أثير من خلال السوشيال ميديا وبعض الفيديوهات التي نشرت على اليوتيوب والتي وضعوا النقد بناء عليها، فلا أرى سبب لهذه الضجة على عمل لم يشاهدوه، فأدعوا الجمهور والنقاد لمتابعة المسلسل الآن ثم الحكم عليه لإنه عمل يستحق وليس الهجوم لمجرد الهجوم، فأكثر ما أزعجني من نقد إنه عمل كوميدي فلاتحكم على كل فريق العمل لمجرد رؤية مشهد.

وكيف ترى تأثير السوشيال ميديا خلال الفترة الأخيرة وما مدى مصداقيتها بالنسبة لك ؟

السوشيال ميديا أصبحت مرعبة كثيرا، وأصبح هناك مسلسلات تنتج من أجلها وتعرض فقط من خلالها، بالإضافة أنها أصبحت تصنع من محدودي الموهبة نجوما أو تجعل من موهبة قوية شخص لايذكر، فربما يمكنني تشبيهها بالقاضي إما أن يمنحك البراءة أو الإعدام ، ومن ناحيتي فلا أثق فيها مطلقا وهذا نابع من فكرة اللجان الإلكترونية وإمكانية شرائك لمسوقين إلكترونين يجعلونك في مكان أخر وبها مساحة للتلاعب كبيرة جدا”.

تشارك أيضا في مسلسل ” تفتيش” الذي كان مقررا عرضه في رمضان حدثنا عنه ؟

أجسد شخصية موظف المبيعات الذي يعمل في إحدى شركات التأمين وهذه الشركات كما نعلم يحدث معها الكثير من الحوادث من خلال الأشياء المؤمن عليها، وفي كل حلقة يكون هناك تحقيق عن حادثة مختلفة بخلاف الحادثة الكبيرة التي أرسل على أثرها تفتيش على الشركة”، فشخصية ” علي” مركبة جدا، أحيانا سيتعاطف معها المشاهد وتارة أخرى يغضب منها، يجمع بين الخير والشر ، كما لديه خط رومانسي نهايته تستحق المشاهدة، بالإضافة للصراع الدائر بينه ومديره على أنه الأجدر والأحق بالقسم لأنه الأكثر نشاطا ودؤوب، والترشيح تم من خلال الممثل إبراهيم طلبة أحد أبطال المسلسل وتحمس منتج العمل للترشيح ، والحقيقة أن إبراهيم يستحق التقدير فعادة لايرشح الممثل زميله.

تنوعت أدوارك منذ بداياتك حتى الآن فهل تقصد هذا التنوع في اختياراتك ؟

الأمر توفيق من الله فأنا في مرحلة موافقة أو رفض وليس مرحلة اختيار وأحاول بناء قاعدة جماهيرية.

بعد كل هذه السنوات من ممارستك للتمثيل هل تشعر أنك حصلت على فرصتك كاملة خاصة مع وجود فكرة الشللية التي سيطرت ؟

لم أحصل على فرصتي كاملة على الرغم من عملي منذ فترة طويلة ومازلت متأثرا بفكرة الشللية، وأن هناك من هم أقل موهبة ويخرجوا بشكل ضخم ويسوقوا لأنفسهم في حين أن هناك مواهب تتأخر، لكن في النهاية بالتأكيد لايصح إلا الصحيح وما يبقى هو الموهبة، وأطلب من كل موهوب أن يصبر ولا ييأس فحتما سيحظى بفرصته.

كان لك تجارب عدة مع الأطفال من خلال الدوبلاج حدثني عنها؟

أعمل بالدوبلاج منذ سنوات ،وأحاول دبلجة أعمال مهمة في عالم الأطفال ،والدوبلاج في حد ذاته صعب جدا ويحتاج لحرفية وتدريب صوتي وتركيز لأننا نعمل على أداء شخص أخر بصوتي سواء بالعامية أو الفصحى، والعمل به ليس سهل فهناك ممثلين”شاطرين” لكن لايمكنهم عمل الدوبلاج، وأنا استمتع كثيرا بالشخصيات التي أقدمها فقدمت شخصية لاري في سبونج بوب، وراي في هنري دنجر، وكارتون تيمي ترنر، وأعمال أخرى.

التحقت بعد المعهد بورشة مركز الإبداع فهل الدراسة وحدها لاتكفي؟

الدراسة الأكاديمية تؤهلك لتصبح ممثل محترف، قادر على تقديم كافة أنواع التمثيل، تدربك وتعلمك، لكن المعهد لايكمل معنا لأنه ليس مطالبا بتسويقك ولاترشيحك للعمل-على الرغم من أن المعهد بدأ القيام بهذا مؤخرا بعد تخرجي وأصبح يستعين بمخرجين كبار في لجان المهرجانات التي يقيمها- كما يدرس لنا عدد كبير من الأساتذة على العكس ورشة مركز الإبداع للمخرج خالد جلال، منذ البداية تعتمد على كونها ورشة عمل، وليست دراسة لمناهج، تقوم بتسويق الممثل من خلال حضور عدد كبير من المنتجين، المؤلفين، المخرجين، الإعلاميين، والصحافيين بشكل مستمر، ويكون المسئول فقط المخرج خالد جلال الذي يعمل معنا بشكل مباشر، بالإضافة لعددنا المحدود جدا مما يجعل الأمر مكثفا، وبالتالي فمركز الإبداع والمعهد أصبحا هما مصدر ثقة لدى المخرجين والمنتجين ليختاروا منهم الممثلين، حتى وإن كان لدى الممثل أعمال سابقة مثلي لكن المركز بوابة لمشاهدتك بشكل أكبر ومختلف .

صناعة السينما بين ماكان وما هو حالي كممثل شاب لديه الكثير من الشغف بها كيف ترى إنه يمكن أن تعود صناعة السينما لسابق عهدها ؟

الأزمة الحقيقية هي الورق،ثم الرؤية الإخراجية، لايوجد ورق مختلف، فالجمهور سبق وشاهد الأعمال الأجنبية سواء مسلسلات أو أفلام بلغاتها المختلفة وزاد الأمر فترة أزمة كورونا بسبب الحظر، ما جعل رؤيتهم مختلفة، وبالتالي تستطيع أن تصل أو تواكب عقولهم خاصة الشباب، وكان ذلك سببا في أن لاتحظى بعض الأفلام التي عرضت الفترة الماضية بالصدى والنجاح المتوقع،لأنها تقدم أفكار تشبه الخواجه، نجاح السينما الحقيقي يأتي من طرح القضايا الإجتمماعية الخاصة بمجتمعك، مثل ما قدمه يوسف شاهين في فيلم الأرض، وما شاهدناه في الكرنك ،واسكندرية ليه، والحرام، والزوجة الثانية الذي عرض لنا القرى، أعتقد أخر فيلم تحدث عن صعيد مصر كان الجزيرة وتناول حادثة بعينها، لدينا العديد من المدن التي يمكن أن نقدم فيها أفلام جميلة جدا تحاكي واقعنا، وتجعل العالم يشاهدنا بشكل مختلف، فمصر ليست القاهرة فقط.

كيف ترى التغيرات الأخيرة التي طرأت على سوق الإنتاج ؟

التغيرات التي تحدث مازالت تحت الاختبار، ولا يستطع ممثل في مصر الجزم بما سيحدث، فنحن بصدد خطة إنتاجية جديدة وخطة لتوزيع الأعمال والأدوار تدعو للتفاؤل

من تتمنى العمل معه من النجوم ؟

أمنية حياتي الوقوف أمام النجمان عادل إمام ويحيى الفخراني ،سيكل الأمر فارقا كبيرا في مشواري الفني”

ما الجديد الذي تجهز له حاليا سواء على مستوى الدراما التليفزيونية أو المسرحية؟

أستعد حاليا للمشاركة في عمل مسرحي جديد لكن ننتظر أن يكتمل حتى نتحدث عنه، بخلاف عرض مسلسل تفتيش، وأيضا أستعد للمشاركة في مسلسل جديد لم أوقع عقده بعد وسيفصح عنه قريبا”، فمنذ فترة أعيش حالة نشاط فني، حيث شاركت في الدراما التليفزيونية العام الماضي بمسلسل “لما كنا صغيرين ” وهذا العام بمسلسل ” كل مانفترق”، وأتمنى أن تظل هذه الحالة وهذا التنوع مستمرين.
هذا بخلاف فيلم ” بين بحرين” والذي يعرض على منصة نتفليكس، تأليف مريم ناعوم وسيناريو وحوار أماني التونسي وإخراج أنس طلبه ،وبطولة فاطمة عادل ،يارا جبران ،عارفة عبدالرسول ،ولبنى ونس، والفيلم يسلط الضوء على القضايا المجتمعية المختلفة التي تواجه النساء خاصة في المناطق الريفية،ويتفق مع أيدلوجية أن تكون محلي وتعرض قضايانا، فهذا الفيلم ظُلم كثيرا حين عرض داخل مصر حيث استمر عرضه لعشرة أيام فقط على الرغم من تقديره في دور العرض خارج مصر وحصوله على العديد من الجوائز خارج مصر، بالإضافة لاختياره كعرض الافتتاح في مهرجان شنغهاي الصيني وجوائز في مصر من مهرجان سينما المرأة والجمعية الكاثوليكية وغيرهم، وعرضه من خلال المنصة يثبت أنه فيلم عالمي ويستحق الدعم وأتمنى أن تهتم الجهات المعنية في مصر به.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.