حسن معاشرة الزوج لزوجته

بقلم فضيلة الشيخ عابد دسوقي المليجي
لقد تحدثنا في لقاء سابق عن مكانة المرأة في الإسلام وأوضحنا بعضا من مظاهر تكريم الإسلام لها وكان من ضمن هذه المظاهر حسن المعاشرة ،
فهيا بنا نتحدث باستفاضة أكثر عن وجوب حسن معاشرة الزوج لزوجته والتي قد تناساها الكثير،وذلك لكثرة ما وجدناه من مشاكل بين الأزواج واكتظاظ محاكم الأسرة بتلك القضايا التي لا حصر ولا عد لها،ولا يمكن لحلها إلا إذا رجعنا إلى كتاب ربنا وسنة نبينا ،فهيا بنا ننهل من كتاب ربنا وسنة حبيبنا محمد كيفية حسن المعاشرة .
أولا:لقد أمر الله تبارك وتعالى
الازواج بالإحسان الي زوجاتهم وإكرامهن والتلطف في معاملتهن وإدخال السرور عليهن ،وأمرهم بالصبر عليهن وتحمل ما يصدر عنهن من أذي فقال جل شانه :
(وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل •اللّـہ̣̥ فيه خيرا كثيرا) النساء 19
ثانيا من حسن المعاشرةإكرام الرجل امرأته وحسن معاملتها فهذا دليل علي سمو أخلاقه واكتمال إيمانه•فقد قال رسول •اللّـہ̣̥ صًلّيےّ •اللّـہ̣̥ عليه وسلم:
{أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم}رواه الترمذي وابن ماجة
ثالثا :من حسن المعاشرة التطلف معها ومداعبتها، ولا حرج في ذلك ولا عيب فقد كان حبيبنا محمد صًلّيےّ •اللّـہ̣̥ عليه وسلم يتطلف مع السيدةعائشة رضي اللّـہ̣̥ عنها فيسابقها وتسابقه•وتروي لنا ذلك أم المؤمنين عائشة رضي اللّـہ̣̥ عنها وأرضاها فتقول : (سابقني رسول اللّـہ̣̥ ،فسبقته، فلبثنا حتي أذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني ‘فقال: هذة بتلك) رواه أحمد وأبو داود. وهنا وقفة ليسأل كل منا نفسه من يفعل ذلك مع زوجته؟ثم ندعي محبة رسول الله……!!!
رابعا: من حسن معاشرة الزوجة أن يتجنب الزوج إيذائها، ويشعرها بحبه لـٍهآ، ويتخير من الكلام ما لٱ يجرح مشاعرها أو يثير غضبها وانفعالها، فإن الكلمة الطيبة تزيد فيما بينهما من المودة والمحبة والرحمة، أما الكلمة الخبيثة فإنها تنفر القلوب وتقطع الأواصر، وربما تؤدي إلي إشعال نار العداوة بينهما فتتسع هوةالخلاف بينهما ويحل الشقاق محل الوفاق فيقع الطلاق•
خامسا :من حسن المعاشرة وجوب صيانتها ورعايتها فينبغي ان يصون الرجل امرأته ويحفظها من كل ما يشينها أو يمس شرفها وعرضها ويمتهن كرامتها، ويعرضها للقيل والقال، فإن المؤمن غيور علي بيته وحرمته• فعلي الرجل ان يقدر ذلك ڱڵـه. فيكون بزوجته رحيما عطوفا عليها حريصا علي بقاء المودة والرحمة ودوام العشرة وصفو الحياة،فقد ورد في السنن أن الصحابي الجليل معاوية بن حيدة قال (قلت يارسول الله:ما حق زوجة أحدنا علينا؟قال:أن تطعمها إذا طعمت،وتكسوها إذا اكتسيت،ولا تضرب الوجه،ولا تقبح،ولا تهجر إلا في البيت)رواه أبو داود وابن حبان
وقال سيد الخلق وحبيب الحق محمد في حجة الوداع (استوصوابالنساء خيرا فإنكم أخذتمهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله )روا البخاري
وقال أيضا في لفظ مسلم
(لا يفرك مؤمن مؤمنة فإن سخط منه خلقا رضي منها أخر) يفرك:يبغض
هذا قليل من كثير في حسن معاشرة الزوج لزوجته وما ينبغي عليه نحوها .فهلا أحسنا العشرة،وعاملهن معاملة الإسلام..
فيا ترى هل للزوج حق على زوجته ؟! هذا ما سنعرفه في اللقاء القادم إن شاء الله.وان طال الأجل •
أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من الذين يقولون فيعملون،ويعملون فيخلصون،ويخلصون فيقبلون .
قدمه لحضراتكم الراجي عفو ربه الشيخ عابد دسوقي المليجي

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.