حصاد 2019-هل ستبحث الدولة عن النفوس الضائعة!-ابو عمر المصرى
بقلم -أمجد زاهر
اعتمد”احمد عز” طيله سنوات عمره الفنى على ابراز وسامته وبنيته الجسمانية،الا ان هذه المره يفاجئنا بادوات وقدرات فنية،استطاعت ان تجذب المشاهدين والنقاد اليه بعد سنوات من الاخفاقات والاداء النمطى والشخصيه الرومانسية التى تجذب فئه معينه من الفتيات،ليخرج من هذه العباءه من خلال عمل درامى متكامل الاركان،
ابو عمر الارهابى ام فخر الفتى الطموح
بشخصيه “ابو عمر المصرى”بمسلسل يحمل نفس الاسم ،عرض بموسم رمضان 2018،بعد ان كان “فخر”، ذلك الفتى الطموح المليئه بالاحلام والامال وسعيه الدائم نحو تواجد مجتمع افضل يتخلص من الطبقيه المرتعشه والتعالى الزائد من الاغنياء على الفقراء الذين لا يستطعون الحصول على قوت يومهم،فيدافع عن حقوقهم باستمادة وتشامخ ،كأنه طير فى السماء ساطع سارح الى ان وقع على الارض،ليصبح مصيدة لاكلى لحوم البشر،وتبدأ المأساه الحزينه بعد وقوعه فى فخ التجارب اللعينه التى يصنعها اصحاب النفوذ العليا من منعدمى القيم والاخلاق ،فالاختيار امامك فى هذه الحياه بان تعيش ديناصور منقرض ام نملة فى حفره.
فخر صاحب المثالية بانانية
لكن “فخر”اختار الطريق الاصعب “المثالية بانانية” فظلم وجرح واهين وخسر كل من حواله من اصدقاء وقتل اخوه حتى حبيبته شيرين”اروى جوده “تركته،فاصبح ذليل بعد ان وقف فى وجه الذى لايرحم سمير العبد”فتحى عبد الوهاب” فالتصدام والصراع بيهم هو ذوره هذا المسلسل.
فخر يصدم بدولة الظلم
فشخصيه “فخر”تمثل القانون بمبادئه التى تشمل العدل والحق،وشخصيه”سمير العبد”تمثل النفوذ والفساد والقوة والموت،وبالتالى نحنوا بدولة الظلم.
فتتحول شخصيه فخر المحامى الطموح الى “ابوعمر”الانتقامى والارهابى بعد تركه وطنه الذى ذبح داخله .
اصبح “ابوعمر”جسدا بلا روح،تايه متعذب فى رحلته وغربته فى شتى البلدان العربيه والاجنبيه الى ان حسم امره بالانضمام الى احد الجماعات الجهادية.
هذا المسلسل واقعى يلمس وجدان مشاهديه ويحفر حواره فى اذهانهم،بجانب انه بمثابه شهادة ميلاد جديده لبطله”احمد عز”فقد تفوق فى تجسيد تلك الشخصيه باداء رفيع.
هل ستبحث الدولة عن النفوس الضائعة؟
لعله اهم العبارات والمشاهد التى قدمها المسلسل لابراز شخصية ابوعمر،هو بحثه عن نفسه التى ضاعت،فلم يجدها عند عودته لبلده وموطنه الاصلى “مصر”،فتبين ذلك فى حديث ناصر عنه “محمد سلام” صديق فخرالوفى، أن كل مرة يعود فيها «فخر» يشعر بأنه فقد قطعة من نفسه، لكنه هذه المرة مفرغ تماماً، أو كما قال «أبو عمر المصري» ذاته عن نفسه إنه جاء إلى مصر كى يجد «فخر» وبحث عنه، لكن دون فائدة،حتى انتهت حياته مقتولا فى الصحراء غريبا ،فهل ستبحث الدوله عن النفوس الضائعه؟