حصرياً تسريب المشاهد الحقيقية بين الفنان والفنانة من داخل الفندق الشهير كتب د/أحمد مقلد

حصرياً تسريب المشاهد الحقيقية بين الفنان والفنانة من داخل الفندق الشهير كتب د/أحمد مقلد

 

دوما كان الفن السابع يحمل رسالة هادفة ونظرة موجهة نحو مواضع الضوء داخل موضوعات منتقاة بشكل هادف، وبلغة راقية وصورة خالية من أي خدش للحياء وبدون تصنيف مبني علي العمر الزمني للمشاهدين، حيث كانت الفئة المستهدفة لهذه الأفلام هي المجتمع بأسره وبدون أي إيحاءات أو تجاوزات في القول أو التعبير بالصورة أو الفعل خلال جميع أحداث الأعمال الفنية ورغم تنوع موضوعاتها. كما كان هناك العديد من الأفلام التي أثرت في تغيير القوانين والتشريعات مثل فيلم (أريد حلًا 1975م) وذلك لقوة تناولها ولمسها لجوانب حياتية من واقع المجتمع ومعبرة بشكل احترافي للمشكلة،

وهذا لم يكن من فراغ ولكنه كان نابعاً من عمق دراسة المشكلة، ولذا كانت جوانب الحبكة الدرامية من نص له قيمته وسيناريو وحوار له احترامه بلا كلمات تحمل أدني درجات الإسفاف والتعبير بلا أدني إساءات، وكانت المشاهد التمثيلية عميقة في موضوعها قوية في إخراجها ومن خلال قمم تمثيلية ورموز نجاح في مجالهم، ولكون أعظم الإكتشافات نبعت من الأزمات وأضعف الإمكانات لذا كان فن الزمن الجميل هو فن الأبيض والأسود وما تلاه من فترات تعبير فني تحترم الفن والمشاهدين، لكونها كان تعبيراً عن بياض القلوب ونقاء المجتمع خلال فترات التنفيذ، ولكن مع تداخل المدنية ومع تقارب الأحداث وتصاعدها حتى ظهرت الألوان وتطورها وحتى وصولنا لأعلى درجات النقاء في الصورة. ولكن رغم ذلك ظهر في الآفاق المصطلحات المعبرة عن طبيعة الأزمة مثل (الفن الهابط والفن للفن وضرورة تصنيف الأعمال الإبداعية وفق الفئة العمرية للمشاهدين وفنون المهرجانات وسينما الأعياد)، كما أن هذا النقاء في جودة الصورة لم ينعكس بشكل واضح على مسرح الأحداث فكان الفن الهابط وإنتشار أفلام المقاولات وأفلام الأعياد والافلام التجارية حيث أصبح الفن وسيلة وليس غاية وأصبح الإبداع مقتصر على المشاركات في المهرجانات والفاعليات فقط.

ومع بلوغ بريق الشهرة وتصاعد الأزمة ظهر فنانين بمحض الصدفة لكونهم ظهروا في مشاهد تمثيلة عبرت عن مواهبهم وتدرجوا في خطواتهم نحو النجاح أو تزامن ظهورهم مع أحداث دفعت جماهير غفيرة لمتابعة أخبارهم بهدف اكتساب العمل الفني عدد مشاهدات أكبر مما يحقق الرواج التجاري ودون النظر للبعد الفني، ومع تزايد تلك الشريحة أهتزت جنبات روابط المجتمع لتعلن عن مولد البلطجة وإرتفاع معدلات الجريمة وانتشار الرزيلة ومع كل فعل يكون رد الفعل ولكون الفن قد تقلده من هو غير مؤهل أو من لم يقدر دوره الرئيسي كنجم مجتمع وبمثابة ومضة تضيئ نحو الهدف التمثيلي بلا إستخفاف بالمشهد ولا تعمق زائف.

ولكون المشهد قد تخطى حدود الإخراج فظهرت الأزمة الأخيرة بين اثنين من الممثلين للوسط الفني وكلاهما نجم في تخصصه الذي برع به ومع حدوث خلاف بينهما تصاعد على السطح ما يوضح عمق التشوه المجتمعي والإختلال القيمي في بناء المجتمع، ولكون طرفي الصراع قد تبادلوا الاتهامات بين قيام أحد الأطراف بطلب الخمر ليشربها ووجه أحد الأفراد المصاحبين للقيام بلف سجائر تحتوي على مخدر الحشيش وفي مكان عام داخل فندق يضج بنجوم المجتمع. ولكي يخفى الطرف الآخر من الأزمة فعله أدعي أيضا بأن الطرف الآخر يتصنع المشكلة وذلك بهدف رغبتها في عدم الالتزام بمواعيد تصوير العمل الفني الذي يجمعهم كما وضح أن الجميع به عيوب فأطاح بسمعة زميلته وزوجها كرد فعل ورغبة في الدفاع عن النفس كحيلة دفاعية تسمي في علم النفس الاطمئنان الجمعي، ولكون الأزمة قد أثيرت في (برامج التوك شو)،

لذا فقد تزايدت البهارات وتصاعدت الأزمة مما أستدعى بسيادة النقيب ليعلن إيقاف الفنانين عن العمل لحين مراجعة كاميرات التسجيل داخل مقر الأحداث والتحقيقات مازالت قيد البحث. ومن وجهة نظري أن ما يبقى لنا هو الفعل مجرداً من أي تزييف للحقائق حيث أصبح الفن نابعاً من مجتمع متفكك الروابط ويتم توجيهه بشكل مقصود أو غير مقصود لتفكيك ما بقي من روابط إجتماعية ومثل عليا، ويتضح ذلك من خلال الأدوار التمثيلية التي توضح عمق الجريمة من خلال موضوعات توضح عمق تأصل الإتجار بالبشر ونشر العهر والتعبير عن البلطجة وانتشار المخدرات داخل المجتمع المحلي وخاصة طبقة البسطاء مما يغرس الطبقية وتحقيق الضغينة بين قطبي المجتمع حيث لا مجال لوجود الطبقة المتوسطة، ومع ظهور مشهد الصلح بين طرفي الأزمة وعودتهم للعمل معاً يكون قد انتهي مسار الأزمة ولنا في (نمبر وانnumber one ) المثل والقدوة فقد عاد لأرض الوطن مع عائلته وذلك حتي يستعد للقيام بالبدء في تصوير مسلسله، والمشارك به في السباق الرمضاني تحت اسم (موسي).

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.