سأحمل عيني بوصلة للطريق
أعبر مدن الغثيان والارتباك
أعبر كل مقابر الموتى
أمحو عن أرصفتي نظرات هشة
وهي تراقبني
عن كثب أعمى
في المقهى
لا يوجد غير رفسات مهجورة
وبعض أنين يحوم مثل ذبابة
أبتعد عن لغط الأخطاء والمراهقة
والنبوءات الكاذبة
فأنا أبن المعنى
وتيجان الله ومروجه
وفصحه في الماء والنايات
وتفاحة الصلصال
والفكرة العجيبة
أبن الوجع أنا
ومفتاح الصوت
ولمعان الدمع في عين الشمس
لم أضع لجاما لفمي
أرم الخوف للعميان
ولأني تعلمت
كيف أنتزع عطر الغبشة
قبل بزوغ الفجر
حتى أن أصابعي تسمرت
على باب الحرقة
أمشي وضيق الخرافة يحاصرني
امشي وأفواههم
مثل كلاب الصحراء تلاحقني
هناك عند حافة النهر
يحوطني الحصى بدفئه
بالحزن والموسيقى
وهذه البلاد سكرانة برؤوسها
ينامون ولا يصحون
يكشطون كل صور الجمال
ولا يدركون
يصنعون لنهارهم
مقابر في الدخان والعواء
يتأسدون على صدور أطفال
مشردين…… وهم
يلملمون من قمامة الشوارع
قوتا لبطونهم
ولا يخجلون
أقول ثمة وطن قتلوا ملامحه
نخروا عظامه
ثمة عصافير لعنت أعشاشها
وتشظت في الحكايات
ثمة أغنية تشهق في بؤبؤها
ثمة روح رائبة في الورد
ثمة حجر مل من صمته
ثمة تينة
تحرس ثديها من الانفلات
ثمة فرح
يجر البلاد إلى الأعراس
ثمة وجود لا نهاية له
ثمة وهج
يرسل دمه في القصيدة
المقال التالى
قد يعجبك ايضآ