«حكايات من زمن فات»… إذاعة راديو المشاهير تفتح صندوق الزمن
وانطلقت أولى حلقات البرنامج الإذاعي الجديد “حكايات من زمن فات” على إذاعة راديو المشاهير، لتعلن عن ميلاد تجربة مختلفة تعيدنا إلى زمن الفن الأصيل، وتكشف أسرار وحكايات لم يُسلَّط عليها الضوء من قبل.
البداية مع الأستاذ… نجيب الريحاني
اختارت الإعلامية داليا حسام أن يكون باكورة البرنامج عن “الأستاذ” نجيب الريحاني، ملك الكوميديا وصاحب مدرسة الضحك الذكي.
ورغم أن سيرته الفنية يعرفها الكثيرون، إلا أن الحلقة أماطت اللثام عن تفاصيل نادرة من بداياته القاسية، حين اضطر لترك دراسته في كلية الزراعة بعد وفاة والده، ليعمل موظفًا في الصعيد داخل شركة للسكر، ثم موظف بنك في القاهرة.
لكن وسط هذه الظروف القاسية، كان القدر يخط له طريقًا آخر. فقد اكتشف الريحاني موهبته في الإضحاك والتقليد بين زملائه، قبل أن يقف لأول مرة على خشبة المسرح عام 1915، في زمن الحرب العالمية الأولى، ليواجه حزن الناس وكآبتهم بالضحك.
كشكش بيه… أول “براند” كوميدي
أبرزت الحلقة كيف ابتكر الريحاني شخصية كشكش بيه، العمدة الساذج الذي تحول إلى “براند” مسرحي يجذب الجماهير خصيصًا لمشاهدته. كانت تلك الشخصية نقطة تحول في تاريخ الكوميديا المصرية، لتضع الريحاني على قمة المسرح وتفتح له أبواب الخلود الفني.
ضحك الملايين… وحزن داخلي
المفاجأة التي شدت المستمعين كانت الجانب الإنساني الخفي في شخصية الريحاني. فقد كان، رغم إضحاكه الملايين، يعيش حزنًا داخليًا كبيرًا، يختصره في جملته الشهيرة:
“أنا أضحك الناس… لكن مين يضحكني أنا؟”
ورغم هذه المعاناة، ظل يقدم فنا راقيًا يعرّي الفساد والمجتمع بأسلوب كوميدي ساخر، حتى رحيله المفاجئ عام 1949 وهو يصور تحفته الأخيرة “غزل البنات”.
بداية تبشر بالكثير
بأسلوب مشوق وصوت مليء بالشغف، أكدت داليا حسام في ختام الحلقة أن:
“الضحك اللي بيجي من القلب… بيعيش للأبد.”
وهكذا، أثبتت أولى حلقات “حكايات من زمن فات” أن البرنامج لن يكون مجرد حكايات عن الماضي، بل رحلة شيقة تكشف الوجه الآخر لنجوم الزمن الجميل، وتعيد تقديمهم للأجيال الجديدة بروح مختلفة.
انطلاقة قوية تؤكد أن المستمعين على موعد مع برنامج إذاعي يترك بصمة، ويعيد سحر الحكايات من زمن فات.