حكاية تيدى
حكاية تيدي
كتبت بشرى حجازى
حكاية تيدي هي قصة حقيقية تدور هذه القصة حول الطفل تيدي الذي عرف بملابسه المهملة وتدني مستواه التعليمي
وذات يوم وقفت معلمة الصف الخامس وألقت على التلاميذ التحية وقالت : أحبكم جميعا وهى تستثنى فى نفسها
تلميذ يدعى تيدي فقد كان مستواه التعليمي متدن جدا ومنطوي على نفسه وحكمت عليه معلمته بهذا الحكم
بناء على ما لاحظته عليه خلال العام الدراسى لأنه لا يلعب مع الأطفال و ملابسه دائما متسخة و كئيب ،
لدرجة أنها كانت تجد متعة في تصحيح أوراقه بالقلم الأحمر ووضع علامات خطأ وتكتب عليه راسب
وفى يوم من الأيام طلبت المعلمة سجلات التلاميذ لمراجعتها حتى وصلت إلى ملف تيدي وهنا كانت المفاجأة المؤثرة التي غيرت حياة تيدي !!!!!
كانت معلمة الصف الأول قد كتبت عنه :
تيدي طفل ذكي موهوب يؤدي عمله بعناية و بطريقة منظمة .
وكتب معلم الصف الثاني :
تيدي تلميذ نجيب ومحبوب لدى زملائه ولكنه منزعج بسبب إصابة والدته بالسرطان.
ومعلم الصف الثالث كتب :
لقد كانت وفاة والدة تيدي صعبة عليه وبذل أقصى ما يملك من جهود ولكن والده لم يكن يهتم به والحياة فى منزله
تزداد سوء و ستؤثر عليه إذا لم تتخذ بعض الإجراءات.
أما معلم الصف الرابع فقد كتب :
تيدي تلميذ منطوى على نفسه ليس له رغبة في الدراسة وليس له أصدقاء وينام أثناء اليوم الدراسى .
وهنا أدركت المعلمة وفهمت مشكلة تيدي !!
شعرت المعلمة بالخجل من نفسها وتازمت نفسيا وعندما أحضر التلاميذ هدايا عيد الميلاد لها ملفوفة باشرطة جميلة
ما عدا تيدي كانت هديته ملفوفة بكيس من أكياس البقاله تألمت المعلمة كثيرا وهي تفتح هدية تيدي وسخر منه التلاميذ .
كانت عبارة عن عقد مكون من ماسات ناقصة بعض الاحجار وزجاجة عطر ليست كاملة يوجد بها القليل،
و لكن التلاميذ كفوا عن سخريتهم عندما ابدت المعلمة إعجابها بجمال العقد والعطر ووضعت منه على ملابسها ،
وفى هذا اليوم لم يذهب تيدي إلى المنزل مباشرة ولكنه إنتظر معلمته وقال : إن رائحتك اليوم مثل رائحة أمي .
عندها انفجرت المعلمه بالبكاء لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر الخاصة بوالدته ليجد فيها رائحة أمه الراحلة .
منذ ذلك اليوم أعطت المعلمة اهتماما خاصا بتيدي وبدأ يستعيد نشاطه وفى نهاية العام أصبح تيدي أكثر التلاميذ تميزا
في الفصل ووجدت معلمته مذكرة عند بابها لتيدي كتب فيها أنها أفضل معلمة قابلها فى حياته ، فقالت له : أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة .
وبعد عدة سنوات فوجئت المعلمة بدعوة من كلية الطب لحضور حفل تخرج دفعة هذا العام موقعة باسم ابنك تيدي .
بكت المعلمة وذهبت حفل التخرج وهي ترتدي العقد الذى تفوح منه رائحة العطر الذى اهداها اياه تيدي وهو صغير .
الان من هو تيدي ؟؟؟؟؟
تيدي ستودارد هو أشهر طبيب بالعالم ومالك مركز (ستودارد ) لعلاج السرطان .
حكاية تيدي ليست قصة واقعية
فقط بل هى رسالة للجميع لا تكونوا مصدر احباط ولا تحكموا بالظاهر ، رسالة لكل معلم ومعلمة انتم مثل أعلى
لكل تلميذ اكتشفوا مواطن الإبداع وكونوا مصدر تحفيز لكل تلميذ .