حكم صيام شهر شعبان /وفضل ليلة النصف من شعبان

حكم صيام شهر شعبان /وفضل ليلة النصف من شعبان  

مع بدء أيام الشهر الكريم شهر شعبان الشهر الذي يتغافل فيه الناس عن الصوم، لأنه يتوسط شهري رجب ورمضان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم (كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ) متفق عليه، ولكن يستثنى من ذلك تخصيص النصف الثاني منه بالصيام، فهذا حرام شرعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إِذَا بَقِيَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلَا تَصُومُوا

حكم صيام شهر شعبان

والحالات المستثناة من تحريم صيام شهر شعبان

يستثنى من التحريم هنا الصيام في حالاتٍ معيّنةٍ، كمن اعتاد على الصّيام مثل صيام الأيام البيض، أو الاثنين والخميس، ولمن أراد قضاء صومٍ واجبٍ، أو كفارةٍ، أو نذر، ولمن شرع في صيام النصف الأول أو أيامٍ منه ووصلها بالنصف الثاني. 

فضل ليلة النّصف من شعبان

لتلك الليلة أهميّة تفوق بها باقي ليالي الشّهر، بل حتّى تفوق أهميّتها العديد من ليالي الأشهُر الأخرى، حتّى إنَّ بعض العلماء قد جعل لها من الأهميّة ما يوازي ليلة القدر، وورد في فضلها وأهميّتها العديد من الأحاديث النبويّة التي تُشير إلى استِحباب قيام ليلها وصيام نهارها، والمداومة فيها على الأوراد، والأذكار، وقراءة القرآن، والقيام بالأعمال الحسنة.

ففي ليلة النّصف من شعبان يُقدِّر الله -سبحانه وتعالى- جميع ما سيحصل للعباد في السّنة اللاحقة من أرزاق أو مصائب، ثمّ يُقدّم الله ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء بأمره عزَّ وجلّ.

الحِكمة في إكثار النبيّ من صيام شعبان

 ذهب بعض العلماء أن صيام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كان تعظيماً لرمضان، وقِيل إنّه كان يصوم مع زوجاته اللاتي كُنَّ يقضين ما عليهنَّ من رمضان في شعبان، وفي صومه عليه الصلاة والسلام تنبيهٌ للناس إلى فَضل شعبان حتى لا يغفلوا عنه لأنّه يأتي بين رجب، ورمضان، كما أنّ الأعمال تُرفَع في شعبان، فيُرافق عَرْضها على الله صيام العبد، وفي صيام شعبان تدريبٌ للنَّفس، وإعدادٌ لها لصيام رمضان.

حُكم قيام ليلة النصف من شعبان

ذهب الفُقهاء إلى استحباب قيام ليلة النصف من شعبان

قال النبيّ عليه الصلاة والسلام: (إذا كان ليلةُ النِّصفِ مِن شعبانَ فقُوموا ليلَها وصُوموا نهارَها؛ فإنَّ اللهَ تعالى يَنزِلُ فيها لغروبِ الشمسِ إلى سماءِ الدُّنيا، فيقولُ: ألا مُستغفِرٌ فأَغفِرَ له، ألا مُسترزِقٌ فأَرزُقَه، ألا مُبتلًى فأُعافيَه، ألا كذا ألا كذا، حتى يطلُعَ الفجرُ)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يطَّلِعُ على عبادِه في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ، فيَغفِرُ للمستغفِرين ، ويرحمُ المسترحِمين ، ويؤخِّرُ أهلَ الحِقد كما هم)

فضل صيام شعبان

من فضائل صيامه أنّه يكون مَخفيّاً أي بين العبد وربّه، وذلك يُحقّق إخلاص العمل لله تعالى ويُبعدُ الرياء عن ذلك. والصيام في هذا الشهر قد يكون سبباً في دَفع عموم البلاء عن الناس. 

فيه إحياءً لسُنّة نبويّة مهجورة، وإحياءُ الأوقات المباركة التي يغفل عنها الناس بطاعة الله تعالى يُعَدّ عملاً صالحاً عند الله

ومن بركة هذا الشهر وفَضله أنّ عَمَل العبد السنويّ يُرفع إلى الله سبحانه وتعالى فيه فكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُحبّ أن تُعرَض أعماله على الله تعالى وهو صائم. 

عرض الأعمال على الله تعالى

 العَرض اليوميّ:

 تُعرَض أعمال العبد على الله تعالى مرّتَين في اليوم واحدة في الليل، وأخرى في النهار إذ تُرفع أعمال النهار آخر النهار، وأعمال الليل آخر الليل، والملائكة هي من تتولّى رَفع الأعمال إلى الله تعالى.

 العَرض الأسبوعيّ:

 تُعرَض الأعمال يومَي الاثنين، والخميس قال عليه الصلاة والسلام: (تُعرَضُ أعمالُ النَّاسِ في كُلِّ جُمُعةٍ مَرَّتينِ: يومَ الاثنينِ، ويومَ الخَميس).

العَرض السنويّ:

 تُرفَع أعمال العبد في السنة كلّها مرّة واحدة، ويكون ذلك في شهر شعبان قال عليه الصلاة والسلام: (وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ).

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.