اشهر عواجيز الفن
كتبت / غادة العليمى
أشهر عواجيز السينما.. والحقيقة ان شهرته كـ عجوز راجعة لحاجتين .. الأولى أن كل أدواره اللى شفناه فيها كانت أدوار الراجل العجوز الطيب.. والحاجة التانية أنه دخل الوسط الفنى وهو كبير فى السن فعلا.. ولك أن تعرف أن اول تجربة له كان عنده 51 سنة.. طيب ليه اتأخر كده ؟ .. أنا اقولك..
الفنان ده يبقى زكي إبراهيم.. وهو مولود فى يوم 9 سبتمبر سنة 1884.. لأب من أصول تركية الدنيا خدته شمال ويمين فقرر أن يتنقل بين أكتر من دولة لحد ما حط الرحال فى مصر وخلف زكي..
زكي مكنش له علاقة بالتمثيل من صغره.. يعنى مش زى ما كنا بنشوف مع فنانين كتار ..بيروح سينما او مسرح فيرجع يمثل ولما يكبر يقف ضد العيلة كلها علشان يمثل.. عم زكي مكنش كده خالص.. بالعكس كان كل تركيزه فى دراسته.. وبمرور الوقت ولما كان بيكبر كان بيكتشف أنه موهوب فى الكتابة.. ووقتها اغلب اللى حواليه نصحوه أنه يركز فى الكتابة لأنه ممكن في يوم من الايام يبقى كاتب مهم..
كبر زكي واحدة واحدة وبدأ حلم واحد بس يسيطر عليه.. وهو أنه يبقى ضابط.. ولأنه كان مؤمن بحلمه وبيسعي وراه بكل جد وجهد.. قدر يحقق الحلم وبقى ضابط شرطة همام.. لكن يا فرحة ما تمت.. فى يوم من الايام اتص*اب زكي بش*ظية فى عينيه.. ودخل المستشفى يتعالج وخرج منها على البيت ومعاه نضارة طبية وقرار استغناء عن العمل..
بعد الموقف ده بفترة فضل زكي يدور على مجال جديد يدخله.. وهنا رجع لحلمه القديم.. الكتابة..
انطلق زكي فى كتابة القصص والروايات.. وفى الوقت ده نصحه أصحابه بأنه يشوف سينما ومسرح كتير علشان يقدر ينمى موهبته ويقدر يتعمق فى تفاصيل الشخصيات.. فسمع الكلام وبدأ يلف على المسارح علشان يتعمق فى الشخصيات وقلمه يتقل.. لحد ما فى يوم من الايام قابل المخرج توجو مزراحي وقاله أنه حابب يخوض تجربة الكتابة للسينما..
لجل الحظ كان مزراحي وقتها بيكتب فيلم جديد اسمه “شالوم الترجمان” إنتاج 1935.. فقاله “هجربك ولو طلعت كويس هخليك تكتب معايا الفيلم”.. فجربه وطلع كويس وكتب معاه قصة وسيناريو وحوار الفيلم..
فى خلال البروفات لاحظ مزراحي أن زكي بيوجه الممثلين بطريقة كويسة.. واكتشف فيه موهبة التمثيل فأقنعه أنه يشارك فى الفيلم كممثل.. وفعلا عمل زكي الدور.. وحس وقتها أن الوقوف قدام الكاميرا احسن كتير من القعاد وراها فقرر أنه يخوض التجربة للأخر.. فى نفس الوقت اللى حافظ فيه على شغفه كـ كاكتب وكتب سيناريو وحوار 6 أفلام تانيين هي : اللعب بالنار ومعروف الاسكافي وابن الشرق والصبر طيب وليلى فى الظلام وغرام بدوية..
زكي اشتغل مسرح مع أكتر من فرقة.. وكان متواجد فى السينما بشكل سنوي وكان فى السنة الواحدة بيعمل اكتر من فيلم وكل ادواره كانت طيبة.. متفهمش بسبب ملامح وشه ولا لأنه كان طيب فعلا فى الواقع.. ولا لأن الجمهور كان عايز كده.. لكن المهم أنه فضل على هذا الحال لحد ما جات سنة 66 وأعلن اعتزاله فى سن 82 سنة بعد ما داهم*ته الامراض ومبقاش يقدر يقف قدام الكاميرا زي الاول.. وفضل زكي أنه يقضى الفترة اللى باقية من عمره فى بيته.. بيمارس حياته الطبيعية.. لحد ما جه يوم 16 فبراير سنة 1971 واكتشفوا ان عم زكي مات وهو بيصلي..