حماية اطفالنا من الأذية الإلكترونية

منذ ما يقرب من عقدين من الزمن حدثت طفرة تكنولوجية فى مجال الأجهزة الإلكترونية ولا سيما تلك التي نستخدمها الأن بشكل دائم على مدار الْيَوْمَ من هواتف ذكية وآيباد ولاب توب وغيرها ، كما تعددت الأشكال والماركات والإمكانات واختلفت من جهاز إلى أخر.
وقد طالت هذه الطفرة التكنولوجية بالتبعية ألعاب الأطفال ، بل وأصبحت الألعاب ليست فقط عن طريق الإسطوانات المدمجة أو الشرائط أو تحميلها من شبكة الانترنت ؛بل أصبحت تُمارس بشكل مباشر ( أون لاين ).

وبطبيعة الحال نحن نتعامل مع حياة الثابت فيها هو التغير المستمر والتنوع ، ونهنف إلى تلبية طلبات أبنائنا قدر استطاعتنا دون التفكير بالمساوىء على المدى البعيد ؛ فالسكين الذى يستخدم فى الأكل هو نفسه الذى يستطيع أن يقتل.

وكما لهذه الطفرة التكنولوجية من مميزات فى سرعة التواصل والتقدم وتحصيل المعلومات وعمل الأبحاث فى شتى المجالات ؛ بيد أن مساوئها جسيمةٌ ايضاً ؛ فقد أدى إدمان الأطفال لها إلى ظهور الكثير من الأمراض النفسية والعضوية التى كانت فى الماضى نادرة الحدوث بينهم ، مثل الانطوائية والعزلة والأنانية والعدوانية نتيجة للألعاب العنيفة من منازلات دموية وهروب مثل لعبة (جاتا) وغيرها ، كما زادت معدلات السمنه بين الأطفال ، ومشاكل جِسام فى النظر لما يصدر عنها من إشعاعات ضارة بشكل تراكمي لكثرة استخدام تلك الأجهزه لفترات طويلة.

وبالتبعية فقد أثّر ذلك على سرعة استيعاب الأطفال وقابلية تلقى المعلومات المفيدة. مما أدى إلى اختفاء مواهب وقدرات للأطفال كانت من الممكن أن تتفجر إن امتلك الطفل وقتاً كافياً لممارستها.
كما يؤثر ذلك على الترابط الأسرى إذ يصبح الطفل فرداً غير فاعل فى الأسرة ولا يشارك فى الحديث والحوار الأُسَري الذى يبنى داخلة الشخصية السويّة المسئولة ، لأن الطفل كقطعة الإسفنج يتشرب أى شىء لين يقابله بسهولة ، وذاكرته مثل الصفحة البيضاء التى لابد أن تُملأ بكل مفيد ، لأن ما يدخلها فى الصغر لا يُمحى منها ابداً.

ولابد أن يكون دوراً للأسرة وخاصة الأم فى احتواء وعلاج تلك الحالة ،فيجب عليها مراقبة الألعاب التى يشاهدها الطفل ويمكن أن تلعب معه أو تسمح له باللعب مع بعض الأصدقاء لتجنب الانطوائية تحت إشرافها.ويجب أن يكون وقت اللعب بهذه الأجهزة محدود بمدة لا يتجاوزها ، ومن المفضل تخصيص بعض الوقت لممارسة هواية يفضلها الطفل مثل الرسم ، عزف الموسيقى ، حفظ القرآن أو تعلم لغة جديدة أو القراءة ؛ فالهواية تسمو بخيال الطفل وتفسح له فى عقله مجالاًللإبداع والإبتكار ، كما أنها تغرس داخل وجدانه مبادىء الحب والحق والجمال.

كما أن للرياضة تأثير قوي على مواجهة هذه المشكلة وقد تحدثت معي إحدى صديقاتي قائلة:( كان ابنى يعانى من صداع دائم بسبب كثرة اللعب بالبلاى ستيشن والتاب ، وبرغم عدم وجود سجل مرَضي للعائلة بقصر النظر ؛ فقد أصابه قصر نظر وقمنا بعمل نظارة للرؤية له ، وكان متوقع فى الكشف السنوي الدوري أن تنقص الرؤية بمعدل (-3) ؛ إلا أن الطبيب قد فاجأهُ أنه لن ينقص سوى (-1/4) فقط، فلما علم
بأن ابنى يمارس السباحة بشكل ثابت يومياً، ويحرص على تمارين اللياقة البدنية (الفيتنس) ؛ أخبرنا أن هذا ما ساعد على تقوية عضلات الجسم ولاسيما عضلات العين وتحسين الدورة الدموية بهما ).

ليس هناك أغلى من الروح سوى تلك القطعة الصغيرة المنشقة عنها. التي نتحدى كل صعب من أجلها؛ أبنائنا . لذا وجب استرضاء الضمير من أجل تحديد مستقبلهم الثقافي والنفسي والذهني ،ليس فقط المادي وإن كنّا نعيش فى عالم الماديات ؛ إلا أن بناء الشخصية المسئولة المثقفة المكتملة نفسياً هو الأفضل على الإطلاق.
أعاننا الله على حسن تربيتهم ورزقنا برهم .
بقلم /سماح فرج

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.