حمزة نمرة في ألبوم “قرار شخصي” كشف عن هموم وأحلام المصريين برؤيته الفنية

 بقلم ريهام طارق 

يترقب جمهور حمزة نمرة كل إصدار جديد له بإحساس من الثقة والانتظار، مدركًا أنّه سيقدّم عملًا موسيقيًا يحمل بصمة مختلفة وأفكارًا صادقة تعكس تجارب الناس اليومية وتعبّر بصدق عن قضاياهم، كأنّه يقرأ نبض الشارع العربي ويعيد صياغته في هيئة نغمات موسيقية مؤثرة. 

حمزة نمرة ليس مجرد صاحب صوت عذب و ملحن بارع وموزع موسيقي مبدع، بل هو فنان يمتلك هوية فنية مستقلة وجريئة، بعيدة عن التكرار وعن الأنماط السائدة في السوق التجاري، الأمر الذي مكّنه من الحفاظ على أصالته وبناء علاقة ثقة مع جمهوره، لعل هذه الأصالة لا تقتصر على موسيقاه فحسب، بل تمتد إلى حضوره الإنساني وملامحه المصرية البسيطة الصادقة، التي تمنح محبيه شعورًا بأنه قريب منهم، فرد من عائلتهم، يعبر عن مشاعرهم ويشاركهم همومهم وأحلامهم.

ومؤخراً طلق حمزة نمرة ألبومه الأخير بعنوان”قرار شخصي“، الذي ضم 13 أغنية تعاون فيها مع فريق عمل عبقري ومبدع من صناع الموسيقى وما إن طُرح على المنصات الموسيقية ويوتيوب حتى تصدر قوائم الترند لفترة طويلة، وايضا احتل عدد من أغاني الألبوم top music video علي يوتيوب.

وفي السطور التالية نستعرض أغاني الألبوم بترتيب قوتها من حيث نسب المشاهدة، ومدى تفاعل الجمهور معها:

 “شمس وهوا”.. خالد عصام يكسر نمطية الأغنية الدرامية ويقدمها في صوره كوميديا موسيقية ساخرة

تُعَدّ أغنية “شمس و هوا” إحدى أبرز المفاجآت الموسيقية في ألبوم”قرار شخصي”، حيث قدمت حمزه نمره بشكل وأداء تمثيلي كوميدي جديد لأول مرة يقدمه ، ونجحت الأغنية في الحفاظ على مكانتها ضمن قوائم الترند، واحتلت المرتبة 21 في قائمة Top Music Video على يوتيوب، كما تجاوزت حاجز خمسة ملايين مشاهدة في شهر واحد فقط.

الأغنية من كلمات وألحان وتوزيع المبدع خالد عصام، الذي قدّم من خلالها عمل فني متكاملًا يجمع بين الكوميديا الساخرة من الفشل العاطفي بلغة بسيطة، و خفيفة الظل قريبة من مفرداتنا اليومية وبين الجرأة في طرح الدراما، بعيدًا عن القوالب التقليدية لشكل الأغنية الدرامية.

 جاء اللحن بسيط، يميل إلى الإيقاع السريع المرح، مبتعدًا عن أي نزعة ميلودراما، أما التوزيع الموسيقي، فقد وُظّف على إيقاعات راقصة تمزج بين الآلات الإيقاعية الإلكترونية ، مما أضفى على الأغنية طابعًا احتفاليًا قادرًا على إخراج المستمع من حالة الحزن، بل ومساعدته على تجاوز الألم العاطفي، ويُحسب لخالد عصام في هذا العمل إجادته على الموازنة بين الجد والهزل، بحيث لا يفقد النص عمقه الدرامي، وهو ما تجلّى بوضوح في الكوبليه الأخير .

أغنية “كله علي الله” نغم صوفي يوقظ الوعي الإنساني والتأمل في الكون بطريقة حمزة نمرة

تمثل أغنية “كله على الله” حققت نسبة مشاهدة قاربت على المليون و700 ألف، على يوتيوب، كلمات والحان خالد عصام ومن توزيع حمزة نمرة و تطرح كلمات الاغنيه نظرة فلسفية وتساؤلات عن دور الإنسان في الحياة، وكيف يظل الفرد مجرد “شيء في كون مخلوق من اللاشيء”، هذه الرؤية تعكس وعيًا بفكرة هشاشة الوجود كله، وتضع المستمع أمام معضلة التوازن بين السعي والرضا، بين الاجتهاد البشري والإيمان والتسليم لقضاء لـ”الله” وحكمه وقدره، لتكون أكثر قربًا من النصوص التأملية حيث يفتح فيه حمزة نمرة حوارًا فلسفيا يناقش فيه فكرة الوجود والحياة والإيمان بالرضا والقناعة، والتسليم لله.

“عزيز عيني”.. رومانسية حمزة نمرة بين الم الخذلان والفقد و دفء الحنين والوفاء 

تخطت أغنية “عزيز عيني” حاجز المليون ونصف مشاهدة على يوتيوب بعد شهر واحد فقط من طرحها، لتصبح واحدة من أهم محطات ألبوم “قرار شخصي”، كلمات خالد عصام، ومن ألحان حمزة نمرة بمشاركة أندريه مينا، الذي تولى مهمة التوزيع الموسيقي، ليقدموا معًا عملًا فنيًا متكاملًا من حيث الكلمة واللحن والتوزيع.

قوة الأغنية تنبع أولًا من عذوبة معانيها؛ فالعنوان “عزيز عيني” يشير إلى مكانة الحبيب الاستثنائية في قلب من يحب، باعتباره الأغلى والأقرب إلى قلبه، الكلمات جاءت محمّلة بصدق عاطفي كبير، تصوّر حالة الفقد والخذلان والاشتياق، لكنها في الوقت ذاته تستبطن الرجاء في الصفح وعودة الوصال، اعتمد حمزة نمرة في في اللحن على جمل موسيقية مؤثرة تتدرج بين الشجن والرجاء، مع أداء مرهف الحس استطاع ان يعبر بصدق شديد عن معاني الكلمات ، وكعادته قدم أندريه مينا توزيع موسيقي محترف فأصبح كحلقة وصل متقنة بين الكلمة واللحن والصوت، موظفًا الآلات الموسيقية في انسجام رومانسي جعلها أكثر انسيابًا ودفئًا.

أغنية” عزيز عيني: في مجملها بمثابة تابلوه موسيقي رومانسي، رائع تتكامل فيه عناصر المعني واللحن والتوزيع والأداء، لتجعل المستمع يعيش تجربة رومانسيه، ولهذا تستحق بجداره أن تُصنَّف ضمن المراتب الأولى ضمن اغاني الألبوم الألبوم.

شيل الشيلة”.. حمزة نمرة يكشف كيف تختبئ أثقال الحياة خلف المظاهر البراقة

نجحت أغنية “شيل الشيلة” في حجز مكانة مميزة ضمن قائمة الترند، بعدما وصلت إلى المركز الثاني لأسبوعين متتاليين، واحتفظت بموقعها ضمن Top Music Video على يوتيوب بـ المرتبة 79، واقتربت من حاجز المليون ونصف مشاهدة خلال ثلاثة أسابيع فقط من طرحها، هذا النجاح الهائل عكس تفاعل الجمهور مع الأغنية، التي جاءت ثمرة أول تعاون فني يجمع بين حمزة نمرة والشاعر الغنائي الموهوب محمود عبد الله والملحن الاستثنائي محمدي.

طرحت أغنية “شيل الشيلة” فكرة اجتماعية غاية في الحساسية في إطار بسيط، وهي أن كل إنسان يحمل في قلبه الكثير من الهموم والاحزان والضغوط همومه، رغم أن الظاهر يكون سعاده ويسر في وخير ورزق وفير، لذلك توجه الأغنية رسالة للمستمع تحثه فيها على التوقف عن الحكم السطحي على حياة الآخرين، لتؤكد أن لكل إنسان نصيبه من الفرح و الحزن، وان الحياة لا تعطي شيئ بالمجان، بهذا الطرح، تحولت الأغنية إلى حكمة ودرس جعلت منها أغنية من أكثر أغاني الألبوم تأثيرًا وقربًا من الجمهور، والفضل لهذا هو اللحن الذي قدمه الملحن الموهوب محمدي، الذي قدّم لحنا طربيًا شرقيًا أصيل الهوية، تميّز بثِقل موسيقي يوازي ثِقل الرسالة التي تحملها معاني الكلمات، من جانب آخر، وضع أندريه مينا توزيع موسيقي في إطارًا موسيقيًا أنيقًا و محترفًا، ساهم في إبراز انسجام اللحن مع الكلمة، وجمال احساس صوت نمره وجعلت الأغنية أكثر قدرة على لفت الانتباه وخطف القلوب من اللحظة الأولى، وكانت إحدى أبرز ملامح الأغنية تميزا هو عزف حمزه نمره المنفرد على العود الذي أضاف للأغنية دفئا فنيا خاصًا. 

حمزه نمره ومحمد شافعي و لقاء جديد متميز في “سهرانين” 

تُعد أغنية “سهرانين“، تجاوزت حاجز المليون مشاهدة لتؤكد حضورها القوي ضمن الأغنيات الأكثر تأثيرًا جماهيريًا، الأغنية من كلمات الشاعر الغنائي محمد شافعي، وألحان حمزة نمرة، بمشاركة أندريه مينا، وتوزيع خالد عصام. 

تأتي كامتداد لخط الدراما الغنائية الذي أبدع شافعي في صياغته بـ احترافيتة المعهودة ، بلغة مباشرة وبسيطة، مبتعدًا عن المبالغات الشعرية والصور الخيالية المنفصلة عن الواقع.

ما يميز “سهرانين” هو بنيتها التعبيرية المزدوجة؛ إذ يبدأ حمزة نمرة بالغناء في صيغة المتكلم الفردي ليصف حالته الشخصية كإنسان محاصر بين أوجاع الماضي ومخاوف المستقبل، قبل أن يتحول تدريجيًا إلى صيغة الجمع، مخاطبًا كل من يعيش الحالة ذاتها، تجعل النص يكشف عن السبب الحقيقي لوجود الشعور بالخوف من الماضي، والقلق من المستقبل، وكيف يتحول صاحبه إلى اسير في سجنه، بسبب الاستسلام للأوهام والتفكير المفرط ، وفي النهاية يقدم الحل وهي دعوة لمواجهة النفس والاعتراف بالجراح والألم والفشل ليساعد نفسه على التحرر من دائرة الخوف والحزن.

وجاء اللحن بصيغة هادئة توازي سكون الليل، مع توزيع موسيقي أضفى لمسة ساحرة، وصنع صوت الكمان حضور خاص لانه الصوت الأكثر تعبيرًا عن أجواء الليل، التي يملؤها الشجن، بمصاحبة صوت حمزة نمرة المؤثر و الهادئ بعيد عن الانفعال لتتحول الاغنيه إلي أشبه مشهد درامي يطرح المشكلة ومعها الحل.

“اتخمينا”.. حمزة نمرة يعيد إحياء الأغنية الشعبية بلمسة عصرية و بصمة نمره الخاصة

تخطت أغنية “اتخمينا“، حاجز 960 ألف مشاهدة على يوتيوب خلال ثلاثة أسابيع من طرحها، الأغنية، كلمات فلبينو، و ألحان حمزة نمرة، توزيع وميكس عمرو الخضري،

استخدم فلبينو في أغنية “اتخمينا” لغة قريبة من المستمع المصري، تعبر عن وجع الخيانة والخذلان، في العلاقات الإنسانية بمختلف أشكالها، و طرح تساؤلات مؤلمة كيف يُكافأ الكرم والجود بـ بالغدر والنكران؟ وكيف يتحول الانتظار الممزوج بالأمل إلى خيبة و وعود لم تتحقق؟، هذه العفوية جعلت الأغنية تتكلم بلسان كل من ذاق مرارة الخيانة، سواء من صديق أو قريب أو حبيب، و دعوة للتعلم من التجارب القاسية. 

أما موسيقيا، مزج حمزة نمرة بين دفء الأكوستيك وبساطته التي منح اللحن دفئًا بفضل حضور الآلات الطبيعية كـ الجيتار والعود، وإيقاعات الإلكترو–شعبي يجمع بين الإيقاعات الإلكترونية الثقيلة والمؤثرات الحديثة من جهة، والملامح الإيقاعية الشعبية ذات الجذور المصرية من جهة أخرى،ليخلق هوية صوتية هجينة توازن بين الحداثة والأصالة، لتصبح الأغنية أكثر جرأة في طريقة الطرح وتؤكد إبداع حمزه نمره على التطوير والتجريب المستمر.

https://youtu.be/x9OZoZgYpzY?si=nFtkbWnEbkO15KoQ

“بتستخبي”… أغنية شعبية ترتدي ثوب راقي برؤيه خاصه من حمزة نمرة 

حققت أغنية “بتستخبي” نجاحًا لافتًا بعد أن تخطت 948 ألف مشاهدة، على يوتيوب وهي من كلمات محمود فاروق، الذي يشكل مع حمزة نمرة ثنائيًا ناجحًا، ومن ألحان حمزة نمرة، وتوزيع الموزع الموسيقي المبدع عمرو الخضري

عند الاستماع إلى هذه الأغنية، يشعر المستمع كأنك انتقلت إلى عالم مختلف تمامًا عن باقي أجواء الألبوم؛ إذ تحمل بصمة لحنية وتوزيعه خاصة تُبرز أسلوب عمرو الخضري المميز الذي يحمل طاقة مبهجة دائما في أسلوب توزيعه الموسيقي، الأغنية تنتمي إلى قالب الأغنية الشعبية، لكن بإطار راقي لذلك جذبت شريحه عريضه من الجمهور بفضل لمسة حمزة نمرة التي أضافت لها روحًا فنية مختلفة.

معاني الكلمات رساله اجتماعية قوية ومباشرة، تأتي، كـ رصاصات نقدية موجّهة ضد الأشخاص الذين يعانون من نقص داخلي فيحاولون إخفاءه عبر التباهي بالمظاهر والثروة، أداء حمزة نمرة للأغنية كان احترافيًا ومؤثرًا، و قدم نبرة صوتية تحمل شيئًا من السخرية اللاذعة تجاه هذه النماذج، ليؤكد من خلال العمل أن أولاد الناس والأصول لا يحتاجون لاثبات اصلهم، ما جعلها واحدة من أبرز محطات الألبوم وأكثرها تداولًا وتفاعلا مع الجمهور.

اغنيه “و افتكر” استدعاء الماضي كدرس لا لجلد الذات

أغنية “و افتكر” حققت 800 ألف مشاهدة خلال أسبوعين فقط من طرحها على يوتيوب ، واحتلت المركز 68 ضمن اغاني top music video ، علي يوتيوب.

تخاطب الاغنيه الذاكرة البشرية باعتبارها أداة شفاء والبدء من جديد، فالتكرار المتعمد لكلمة “وافتكر“، في كل مطلع يضع المستمع في حالة مواجهة مع نفسه ليتأكد من أن الوعي والاعتراف بالماضي، بكل ما فيه من تجارب مريرة و انهزام وانكسار ونجاح هو الطريق الحقيقي نحو التحدي والاستمرار.

واستدعاء الماضي كدرس لا لجلد الذات واننا لا نتذكّر المآسي لنبكي على الأطلال، بل حافز كي ندرك كم تخطينا تجارب صعبة وخرجنا منها أكثر وعيًا وخبرة حياتية.

وفي نهاية الاغنية يؤكد حمزه نمره أن الإيمان بالله هو المنبع والمصدر الوحيد للقوة والصبر، ليقول إن الاستمرار لا يتوقف فقط فقط علي قوه الاراده بشرية، بل على التوكل على الله 

 وضع حمزه نمره لحن الأغنية في إطار حر.. مرن، بسيط، ومختلف عن باقي أغنيات الألبوم وصوته العذب عبر عن معاني الكلمات بصدق واحساس عالي كعادته كما أن صوت الكمان أضاف للأغنية سحر خاص جعل المستمع يعيش في حالة التأمل والهدوء والصفاء الذهني.

جاءت اغنية “و افتكر” ، بمثابة صرخة تحفيزية وصحوه لكل من يشعر باليأس أو الإحباط والانكسار ليستمر في طريقه، لذلك أراها ، من الأغاني المؤثرة و المتميزة في الألبوم.

اغنية، “طال غيابك “، هي الوجه الرومانسي الحالم لألبوم “قرار شخصي”

تمثل أغنية “طال غيابك” المحطة الأكثر رهافة وصدقًا، والوجه الرومانسي في ألبوم “قرار شخصي”، نجحت في تحقيق 646 ألف مشاهدة على يوتيوب، و احتفظت بالمركز 72 في top music video علي يوتيوب، الأغنية ، 

كلمات محمود فاروق، أحد أبرز الأصوات الشعرية في الألبوم، ألحان حمزة نمرة مشاركة مع اندريه مينا ، وتوزيع موسيقى أندريه مينا 

جاءت كلمات محمود فاروق بسيطة، مشبعة بالوجع، إذ يرسم ملامح علاقة لم تخمد نارها رغم الغياب الطويل، يحيا فيها العاشق على الذكريات، وهو خائف من فكرة من قسوة البُعد وعامل الزمن، لكنه يضع عهدًا بالوفاء للحبيب مهما ابتعدت المسافات، هكذا تحوّل النص إلى ميثاق عاطفي بين طرفين، يظل الحب فيه قائمًا رغم البعاد 

 اعتمدت الاغنيه العمل على لحن هادئ البطل فيه البيانو كآلة رئيسية، فيما جاءت الوتريات الرقيقة لتمنح الجو العام طابع الرومانسية مع الشجن هذا التوظيف الذكي للأدوات منح الأغنية طابعًا سينمائيًا خالصًا، وجعله أقرب إلى مشهد درامي مكتمل العناصر داخل فيلم سينمائي رومانسي.

أما أداء حمزة نمرة فجاء عاطفيًا ساحرًا، بعيدًا عن أي استعراض صوتي، وكأنه يغني بقلبه، صوته المبحوح في لحظات معينة بدا كأنه يبكي بصمت، وكأنها اعتراف داخلي يهمس به أكثر مما يغنيه.

وإذا كان ألبوم “قرار شخصي” قد تنوع بين الطابع الاجتماعي في “اتخمينا”، والرسالة الإنسانية في “شيل الشيلة”، والتجريب الموسيقي في أغنيات أخرى، فإن اغنية، “طال غيابك” جاءت لتكون محطة رومانسية خاصة، ولحظة صفاء عاطفي وسط هذا التنوع، بذلك يمكن اعتبارها الوجه الحالم للألبوم، والأغنية الأكثر رومانسية.

اغنيه “مبنلاقنيش” ، الوجه الرومانسي الحالم لألبوم”قرار شخصي” 

قاربت اغنيه “مبتلاقنيش“، على نصف مليون مشاهدة واحتلت المركز السابع في top music video علي يوتيوب ، كلمات محمود فاروق، ومن ألحان حمزة نمرة بالمشاركة مع رامي بدران.

اعتمدت الأغنية على إيقاع المقسوم، أقرب الإيقاعات الشرقية لدى أذن المستمع العربي، وظفه حمزة نمرة بشكل هادئ وغنى بصوت دافئ يفيض عاطفة، واصفا حبيبته كم هي قريبة منه، تحتويه و تجيد معاملته، قادرة على قراءة ما بداخله دون أن يتكلم، كأنه بالنسبة لها كتاب مفتوح، تمثل له الملاذ والأمان ووطنه كل هذا في تابلوه رومانسي حالم، ورغم أن أغنيتي “مبتلاقنيش” و “طال غيابك” ينتمون إلى اللون الرومانسي داخل الالبوم، لكنهم طرحوا الرومانسية من زاويتين مختلفتين.

طال غيابك” أغنية درامية، مليئة بالشجن والحنين والوجع والخوف، ولكن اغنيه”مبتلاقنيش” قدمت الرومانسية في صورة حالمة و مساحة احتواء وامان ، ليصنع الاثنان معًا ثنائية رومانسية تعكس حرص نمرة على التنوع في الأفكار بعيدا عن التكرار.

 “كده الأيام”.. تعاون فني لأول مرة يجمع بين حمزة نمرة و الشاعرة الغنائية كوثر مصطفى 

حققت أغنية “كده الأيام”، خلال أسبوع واحد فقط من طرحها، أكثر من 400 ألف مشاهدة على يوتيوب، لتصبح واحدة من أهم أغاني ألبوم “قرار شخصي”، والتي تمثل تعاونًا طال انتظاره بين النجم حمزة نمرة، والشاعرة الكبيرة كوثر مصطفى، الحان وتوزيع حمزة نمرة

بأسلوبها المميز، المعهود كتبت كوثر مصطفى كلمات واقعيا مليئًا بالمعاني الإنسانية التي تمس المستمع مباشرة، تحكي عن صراع الإنسان مع الدنيا، قسوتها ومفاجآتها، لحظات الفرح واليأس، والخيانة والوفاء.. الرحلة المرهقة التي تنتهي فجأة باكتشاف مرور العمر وانقضائه، لتعيد طرح سؤال كيف نواجه الزمن دون أن نفقد أنفسنا؟ سؤال داخل كل واحد منا ونبحث عن إجابته دون جدوى 

ابتعد حمزة نمرة عن إطار الرومانسية الحزينة الذي يميز جانبًا كبيرًا من تجربته الغنائية، ولجأ إلى توظيف الـ Electro Sound القائم على إيقاع متكرر (Beat) ليمنح المستمع إحساسًا بالحركة المستمرة، وكأن الموسيقى تجسد الزمن الذي لا يتوقف، وادخال صوت الوتريات في الفواصل أضاف لمسة دافئة لتصنع توازنا موسيقى جذاباً لتعادل إحساس برودة Electro.

وجاء أداء نمرة هادئً ما منح الأغنية مصداقية عالية جعلت المستمع يعيش معها لأنها تعبر عن ما بداخله بصدق شديد.

 “قرار شخصي”… الأغنية التي تختصر فلسفة الألبوم

تخطت أغنية “قرار شخصي” حاجز 308 آلاف مشاهدة منذ طرحها، وهي من كلمات عمر طاهر، وألحان وتوزيع حمزة نمرة

تمثل هذه الأغنية محطة خاصة داخل الألبوم، إذ تحمل كلماتها واقعية صادقة ورسائل مباشرة، اراها تخص جيل الثمانينيات بصوره خاصه فهي تتكلم عن لحظة وصول الإنسان إلى مرحلة من النضج والوعي التام، وحالة من الرضا والتسليم بما كتبه الله، والإيمان العميق بالنصيب، والتصالح مع الذات والدنيا، كما حملت كلماتها فلسفة متفائلة تدعو المستمع إلى العيش ببساطة بعيدًا عن القلق والمقارنات مع الغير، مع إدراك أن كل مكسب في هذه الحياة لا بد أن يقابله شكل من أشكال الخسارة.

جدارة الأغنية في اختيارها أن تكون الأغنية الرئيسية للألبوم لأنها تختصر الرؤية الفكرية لحمزة نمرة في هذه المرحلة، وكأنها قرار شخصي له ، يترجمه من خلال موسيقاه، لحن الأغنية وتوزيعها يبرزان براعة حمزة نمرة كـ موسيقي متكامل ومتعدد المواهب أيضاً، وقد ابهرني حضور آلة الكمان حيث أضاف بعدًا عاطفيًا خاصًا، لذلك اراها من الأغاني المهمة في الألبوم، من حيث القيمة الفنية.

أغنية “كايرو” لحمزة نمرة… fusion موسيقي بين الشرق والغرب توجه نداء للمغتربين

تخطت أغنية “كايرو“، حاجز 248 ألف مشاهدة منذ طرحها، وهي من الأغاني الأقل مشاهده وتفاعل مقارنة مع باقي أغاني الألبوم.

 كلمات فلبينو، ومن ألحان حمزة نمرة بمشاركة الموزع والمؤلف الموسيقى أندريه مينا، 

قدّم أندريه مينا في هذا العمل توزيعًا موسيقيًا مختلفًا، يقوم على مزج الإيقاعات الغربية الحديثة مع المقامات الشرقية، في محاولة لإنتاج هوية صوتية هجينة جديدة، هذا التوجّه ليس غريبًا على حمزة نمرة، الذي اعتاد في مسيرته على توظيف الفيوجن Fusion بين الحداثة والإيقاعات الشرقية، ليؤسس أسلوبًا خاصًا في التعبير الموسيقي.

اختيار كلمة “كايرو” كـ نداء متكرر داخل الأغنية يمكن قراءته بوصفه محاولة لخلق رابط عاطفي و موسيقي بين المقاطع، لكنه في الوقت نفسه يحمل دلالة أعمق، إذ يبدو كصرخة وجدانية يطلقها نمرة من داخل أرض الغربة، في إنجلترا وإلى كل مصري من يعيش مغتربا وبعيدا عن وطنه مصر، وهذا النداء رمزا لهوية جمعية تجمع المصريين في الغربه، واجزم بكل ثقة أن هذا المقطع سيحظي بـ طاقة هائلة عندما يقدم في حفلات حمزه نمره خارج مصر، وبحضور جمهور مصري، وفي تلك اللحظة سيتحول الحفل إلى لحظة حماسية يتشاركها الجمهور مع الفنان، ينعكس صداه عاليا كـ ترجمة بصوت جماعي يعبر عن حنينهم و انتمائهم لوطنهم.

في النهاية يبقى لألبوم “قرار شخصي” طابعٌ خاص وقع عليه كوكبة متميزة من صناع الموسيقى الذي قدّم عملا رائعا من أكثر الأعمال الموسيقية نجاحاً لعام 2025، جمع بين الفكر والإبداع والاحترافية. بقيادة العبقري حمزة نمرة، الذي استطاع أن يضع بصمته الخاصة ويقود هذه التجربة الفنية بوعي وثقافة، ليمنحنا ألبومًا سيظل علامة فارقة يثري به رصيده الفني والموسيقى العربية.

 نبذة عن الكاتبة

بدأت الصحافية ريهام طارق، مسيرتها المهنية بكتابة مقالات نقدية في الدراما التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، قبل أن تتوسع في تناول موضوعات متنوعة تشمل السياسة والاقتصاد كما أجرت العديد من الحوارات الصحفية  مع نخبة من أبرز نجوم الفن في العالم العربي.

عملت خلال مشوارها في عدد من أهم الصحف والمجلات العربية، منها:

جريده اسرار المشاهير _مصر

اليوم الدولي _ مصر 

أخبار مصر 24 _ مصر

جريدة الثائر – لبنان

جريدة المغرد– لبنان

جريدة النهار– المغرب

مجلة النهار – العراق

مجلة المحور – الكويت

تتولى حاليًا منصب رئيس قسم الفن بجريدة أسرار المشاهير، كما شغلت عضوية اللجنة الإعلامية بالمهرجان القومي للمسرح المصري.

أنشطة وأعمال أخرى

أسست الصحافيه ريهام طارق عام 2022 المجلة الفنية “ستارز ترانزيت”، التي شكّلت منصة جديدة لمتابعة الحركة الفنية والإبداعية.

صدر لها العديد من الخواطر والمقالات الأدبية التي لاقت صدى واسعا بين القراء.

 عملت كـ محاضِر في مجال الصحافة بكل من الرياض (المملكة العربية السعودية) ومسقط عاصمه (سلطنة عمان)، مساهمة في نقل خبراتها للأجيال الجديدة من الصحفيين