حنا مينة الكاتب في ذكرى وفاته كيف حارب أمواج البسطاء وقضاياهم ؟

حنا مينة الكاتب رحل قبل عامين عن سوريا والسوريين والبحر والشراع والموج، وإلى السماء، عن عمر 94 عاماً، تاركاً مصابيحه الزرقاء نجوماً وامضة على هيئة كتبٍ ومؤلفاتٍ وروائع قيّمة. 

 

حنا مينة الكاتب

 

ولد حنا مينة في اللاذقية عام 1924 وتأثر كثيراً بمدينته الساحلية في أعماله التي أكسبها صفة الواقعية، مركزاً على البحر وأهله، بعد أن أمضى طفولته في لواء اسكندرون السليب قبل أن يعود إلى اللاذقية.

 

رواية المستنقع

 

أنهى دراسته الابتدائية في سنة 1936 ووقف عندها، ولم يكن أحد حينها “يفك الحرف” في “المستنقع” الذي عاش فيه وكتب عنه روايته المشهورة الموسومة بالعنوان نفسه.

 

حنا مينة والبحر

 

لطالما قال مينة: إن “البحر كان دائماً مصدر إلهامي، حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب”، وذلك لأنه عرف بدايات صعبة وتنقل بين أعمال متواضعة كثيرة، قبل أن ينصرف للكتابة.

 

بداية حنا مينة

 

كافح مينة كثيراً في بداية حياته وعمل حلاقاً وحمالاً في ميناء اللاذقية، ثم عمل بحاراً على السفن والمراكب، كما اشتغل في مهن كثيرة أخرى منها الحلاقة ومصلّح دراجات، ومربّي أطفال في بيت سيد غني. وكان أيضاً عاملاً في صيدلية، وصحفي أحياناً، ثم بات كاتب مسلسلات إذاعية للإذاعة السورية باللغة العامية، وعمل موظفاً في الحكومة، إلى أن شغل بالعمل الروائي.

 

بداية حنا مينة الأدبية 

 

كانت بدايته الأدبية متواضعة حيث تدرج في كتابة العرائض للحكومة إلى كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان، ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة.انتقل الى بيروت عام 1946، ثم عاد في السنة التالية إلى دمشق حيث استقر فيها، وعرف الغربة، كذلك إذ أقام في أوروبا والصين لسنوات طويلة.

 

عمل مينة في دمشق

 

كان مينة يرسل قصصه الأولى إلى الصحف السورية في دمشق بعد استقلال سوريا، استقر به الحال في العاصمة دمشق وعمل في جريدة “الإنشاء” الدمشقية حتى أصبح رئيس تحريرها.وكتب مسلسلات بالعامية للإذاعة السورية، كما عمل في وزارة الثقافة وانتقل بعدها إلى كتابة القصص القصيرة ثم الرواية.

 

أعمال حنا مينة 

 

ترك حنا مينة نحو أربعين مؤلفاً ومن أهم أعماله:

“الشراع والعاصفة” (1966) و”الياطر”(1975)و

”نهاية رجل شجاع”(1998)، 

 

تحويل روايات مينة لمسلسلات وأفلام 

 

تم تحويل العديد من رواياته إلى مسلسلات تلفزيونية لاقت نجاحاً عبر القنوات العربية، أهمها “نهاية رجل شجاع”، و”المصابيح الزرق” التي تصور الحياة في سوريا إبان الاحتلال الفرنسي. كما حولت روايته الأشهر “الشراع والعاصفة” إلى فيلم سينمائي في 2012.

 

دور مينة في الرواية السورية والعربية

 

لعب حنا مينة دوراً ريادياً في الرواية السورية والعربية وكان يطلق عليه لقب “شيخ الرواية السورية”.كان مينة من المساهمين في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب في دمشق. 

 

الجوائز التي نالها مينة

 

حاز مينة على جوائز أدبية عدة من بينها “جائزة نجيب محفوظ للكاتب العربي” من اتحاد كتاب مصر العام 2006، وتخصص وزارة الثقافة السورية جائزة سنوية تحمل اسم حنا مينة.

 

حنا مينة الكاتب توفي في 21 من آب 2018 بعد أن نذر حياته للفقراء والبسطاء وهو الذي قال يوماً: “عندما تعرف أنك تمنح حياتك فداء لحيوات الآخرين، هؤلاء الذين قد لا تعرف لبعضهم وجهاً، لكنك تؤمن في أعماقك، أن إنقاذهم من براثن الخوف والمرض والجوع والذل، جدير بأن يضحى في سبيله”.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.