حوار حصرى مع فريد النقراشى:كيف تصبح ممثلاً سينمائياً ناجحاً؟
كتابة وحوار_ أمجد زاهر
فريد النقراشى؛ فنان مبدع بارع، دكتور جامعي محبوب من الكثير وصاحب إسهامات مهمة في مجاله، معلم للكثير من الموهوبين؛ مدرب نجوم متواجدين في الساحة الفنية ، موضع احترام وثناء من الجماهير والنقاد.
يستعد فريد النقراشى لإطلاق كتابه الجديد “القواعد الأساسية للتمثيل السينمائي”.
سنتحدث معه عن مضمون كتابه والذي يقدم حلولًا علمية وعملية للتغلب على التحديات التي يواجهها الممثلون في التفاعل مع الكاميرا والسيناريو.
كما سنسترجع معه ذكريات بدايته الفنية، والصعوبات التي تغلب عليها، والأعمال التي شارك فيها.
وسنستفيد من خبراته ونصائحه لكل من يرغب في دخول عالم التمثيل .
لذلك كان لنا السبق فى إجراء حوار شيق وحصرى معه .
– حديثنى عن كتابك الجديد “القواعد الأساسية للتمثيل السينمائى”؟
كتابي الجديد يتناول القواعد الأساسية للتمثيل السينمائي،هذا الكتاب هو ثمرة سنوات طويلة من التجارب والدراسات والتدريبات التي قمت بها مع الممثلين والطلاب في مجال التمثيل والإخراج.
وهو يهدف إلى تقديم حلول علمية وعملية للتحديات التي يواجهها الممثلون في التفاعل مع الكاميرا والسيناريو. الكتاب مقسم إلى جزأين، والجزء الأول منه هو الذي سيصدر قريبا، وهو يشمل كتابة القواعد الأساسية للتمثيل السينمائي.
_ نسترجع ذكرياتنا؛ كيف بدأت مشوارك الفني؟
قصة بدايتى الفنية، والتي كانت مليئة بالتقليد والتأثر.
كنت في المرحلة الابتدائية عندما بدأت أشارك في العروض المسرحية في مدرستي، وهي مدرسة الزمالك القومية المشتركة.
وفي هذه المدرسة، كان لدي فرصة ذهبية للتعلم من مخرجين محترفين جاءوا من المسرح والتلفزيون المصري.
وهكذا، تشكلت شخصيتي الفنية في هذه المرحلة التأسيسية، ومن ثم تابعت مسيرتى بخطى ثابتة .
حيث شاركت في عدة أنشطة مسرحية في مراكز الشباب والكنائس، وأحببت هذا المجال كثيراً.
لم أستسلم للفشل عندما رفضوني في معهد الفنون المسرحية في المرة الأولى، بل عدت وقدمت مرة أخرى ونجحت. لكني واجهت صعوبة في التوفيق بين دراسة التمثيل والإخراج ودراسة التجارة في جامعة عين شمس، فاضطررت للتخلي عن المعهد وإكمال تجارة.
وبعد تخرجي من التجارة، سعيت لتحقيق حلمي في الفن، فذهبت إلى كلية الآداب قسم علوم المسرح في جامعة حلوان، وتفوقت في دراستي وحصلت على الماجستير والدكتوراة، وعُيّنت معيداً في نفس القسم. وطوال هذه السنوات، كان لدي شغف بالمشاركة في الأعمال الفنية المختلفة، سواء المسرحية أو التلفزيونية أو السينمائية.
_ما هي أصعب التحديات التي واجهتها في مسيرتك؟
أصعب التحديات التي واجهتني في مسيرتي الفنية كانت تنبع من داخل نفسي. كثيراً ما كنت أشك في موهبتي وقدراتي. كنت أجد صعوبة في الانتظار لرؤية النتائج التي أرضى بها. كنت أضغط على نفسي لإثبات قدراتي وكسب رضا الآخرين. كنت أظن أن هذا هو المهم في الوسط الفني. لكن بعد سنوات من التجربة ، اكتشفت أن المهم هو أن أكون وفيًا لموهبتي وأن أعمل بجد لتطويرها. تعلمت أن النجاح يأتي من الموهبة الحقيقية ، وليس من المظاهر. تعلمت أن لا شيء يستطيع إيقاف الموهبة الحقيقية التي اعطاها الله للإنسان.
_شاركت في عدة أفلام ومسلسلات ومسرحيات. ما هي أفضل تجاربك التمثيلية في رأيك؟
لقد عشت تجارب رائعة في عالم الفن من خلال تقديم أدوار متميزة ومتعددة. صعب عليّ اختيار دور مفضل لأننى فخور بكل الأدوار التي قمت بها
لكن بإمكاني ذكر بعضها مثل دور وحيد الدمغ في فيلم الايه يو سي.
وايضا دور زكريا في مسلسل ساحرة الجنوب؛ دور فتيحة في المسلسل الرمضاني شغل في العالي.
وايضا في فيلم مستر عويس دور الضابط “علي الجندى” الذي كان عنيفًا ومتخصصًا في علم الجريمة وكان مضحكًا جدًا
وعلمت مؤخرًا أن عدد أعمالي وصل إلى حوالي 53 عملاً بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات.
هذا رقم هائل جدًا وأكثره من الأفلام والمسلسلات.
لقد قمت بعدد قليل من المسرحيات فقط.
هناك أعمال كثيرة تفرحني عندما أشاهدها مرة أخرى؛ اذكر منها مثلا دور ابونا فلتاؤوس فى فيلم نسر البرية .
_ ما هى تحضيراتك أو تجهيزاتك الخاصة قبل الوقوف امام الكاميرا لتجسيد شخصية ؟
لا أعتبر الوقوف أمام الكاميرا هو المرحلة الأساسية في عملية الإبداع. بالنسبة لي ، فإن الإبداع يحدث في مرحلة التحضير التي تسبقها. في هذه المرحلة ،
أقوم بدراسة وتحليل وتصميم الشخصية التي سأؤديها. ثم أحاول تجسيدها بأفضل شكل ممكن من حيث الأداء . هذه هي الخطوات التي يجب على الممثل اتباعها لإنشاء شخصية حية وواقعية ومقنعة.
عندما أقف أمام الكاميرا ، أنا فقط أحصد ثمار ما زرعته وأعرض ما ابتكرته وجهد فيه.
_ما هي رسالتك كفنان للجيل الجديد؟
نصيحتي للممثلين الشباب هي أن تكونوا شجعان وثابتين وتدخلوا بكل ثقة وموهبة وتبرزوا بقوة. لا تدع أحدًا يزعزع إيمانك بموهبتك. وأود أن أقول لكم أنه كفنان ، هناك من فرضوا موهبتهم الضعيفة بالإصرار عليها. وهناك من اختفوا من المشهد رغم أن موهبتهم كبيرة لأنهم شككوا في موهبتهم. فالأمر يعتمد على مدى ثقتك بنفسك.
_كيف ترى دور الفنان في خدمة قضايا المجتمع؟
أعتقد أن دور الفنان في خدمة المجتمع وتغييره مهم جدًا. ولكن للأسف ، انسحب الفن من مهمته التوجيهية والقيمية والتقويمية.
وهذا ينطبق أيضًا على مؤسسات أخرى مثل التعليم والدين. هذه المؤسسات لم تعد تقود المجتمع نحو الأفضل والأجمل. بالتأكيد ، الفن هو عمل إنساني يقوم على المتعة والتوجيه. أدرك أن المتعة هي الأولوية ، لكنها ليست كل شيء. يجب ألا يكون الفن مجرد تسلية أو تضليل للمجتمع. يجب أن يحمل رسالة. أي نوع من الرسالة ، هذا يعتمد عليك.
_ما هي آخر أعمالك التي تقوم بها حاليا؟
أحدث أعمالي هو فيلم بعنوان العابد ، الذي يضم نخبة من الفنانين ، بما في ذلك الراحل أحمد حلاوة وفتوح أحمد وحنان سليمان ومحمد رضوان. سيتم عرض الفيلم قريبًا بإذن الله.
كما أنني متخصص في تدريب الممثلين على مستوى الهواة والمحترفين. في رمضان الماضي ، قمت بتدريب مجموعة من الممثلين على أدوارهم في سبع مسلسلات. هذا جزء من إنتاجاتي الحديثة.