حوار مع الناقد الأستاذ أمير العمري
السينما المصرية
كصناعة لها تاريخ طويل وتميز يجعلها متفردة وسباقة ليس في مصر فقط ولكن في كل الوطن العربي
وعندما نقرر أن نتحدث عن السينما المصرية
لن يكون إلاعلي لسان ناقد مصري مثقف وصاحب أراء لها كل التقدير
لما تحمله من إجابية ومسئولية حقيقية تجاه هذ الفن
الأستاذ الناقد أمير العمري
……………………………………..
عن وضع السينما المصرية
يقول :
سينما مهمة ذات تاريخ طويل وعريق
وأهم ما يميزها عن غيرها من السينمات العربية الأخرى
أنها سينما متنوعة الاتجاهات والأساليب وأنواع الأفلام أيضا.. فلا توجد سينما حقيقية يمكن أن تسير طول
الوقت على وتيرة واحدة أو تقدم نوعا واحدا من الأفلام ، كما تفعل السينما الإيرانية مثلا التي أرى أنها تعاني
من الرقابة الشديدة التي تحول بينها وبين أن تصنع مثلا الفيلم الموسيقي أو العاطفي أو الاستعراضي أو
البوليسي
……………………………………………………………………………
وعن عدم حصول الفيلم المصري علي جوائز عالمية .
يكمل :
المشكلة أن
الغالبية العظمى من الأفلام المصرية مقتبسة عن أفلام أجنبية وتحديدا أمريكية، لذلك عندما تعرض هذه
الأفلام على مهرجانات العالم يرى القائمون على أمر هذه المهرجانات بأن (بضاعتنا ردت إلينا) بينما هم
يريدون رؤية شئ مختلف، خاص بالواقع المصري والشخصية المصرية والخيال المصري، وهو نادر
التحقق
ويحتاج الى
وجود قاعدة من كتاب السيناريو الذين يتمتعون بالخيال.
كما أن وضع الانتاج حاليا هزيل قياسي بالماضي الذي كان في الخمسينات والستينات مثلا.
ولكني لست من أنصار
تدخل الدولة في الانتاج وهي فكرة مرفوضة لأنها تجعل الدولة أي الرقيب (الذي ينظر للسينما على أنها
يجب أن تروج للسياسات القائمة) هو المنتج.
المناخ الذي يمكن أن ينتج أفلاما عظيمة
هو مناخ الحرية والتنوع وليس مناخ القهر والتهديد والنظر الى السينما بازدراء
……………………………………………………………..
وعن حلم أن ينتج فيلم مصري مثل فيلم
لالالاند بما يحملة من جودة وإبهار ويحصل علي الأسكار
يقول .
لا أعرف.
لكن هذا الفيلم “لا لا لامد” نتاج هاص عن عقلية هوليوود ومن قلب تاريخها الحافل بالأفلام الموسيقية
الاستعراضية وهو نوع كان موجودا في السينما المصرية في الماضي أيضا،
لكنه
يحتاج لامكانيات كبيرة غير متوفرة لدى التجار الذين ينتجون الأفلام حاليا.
أما من يدعي الثقافة السينمائية والرغبة في تقديم الافلام المستقلة
فهو يتاجر بهذا النوع الذي يحصل على معظم تمويله من الخارج ويضعه في جيبه وينفق القليل جدا على الفيلم نفسه.
ولكن للأسف
مثل هذا المنتج الانتهازي المستغل يلقى الكثير من التهليل في الاعلام المصري رغم انه يعيق ويعطل ظهور
مشاريع كثيرة متقدمة يعتقل سيناريوهاتها التي اشتراها ويرفض انتاجها إلا إذا حصل على كل التمويل من
الخارج مسبقا أي أنه منتج جبان لا يريد أن يجازف بأي شكل من الأشكال
وطالما وجد هذا النوعان:
المنتج الجاهل
والمنتج المتعلم الانتهازي
لن تتقدم السينما في مصر
……………………………………………………………………
ويختتم الأستاذ الناقد أمير العمري كلامه
قائلا :
ليس المهم الحصول على الأوسكار
فهناك عوامل كثيرة تتدخل في الحصول تحديدا على جائزة أحسن فيلم أجنبي
منها بالتأكيد
الدعاية والتواجد في المهرجانات الدولية الكبيرة بأفلام جيدة،
إلى جانب ضرورة الحرص على تقديم رؤية مصرية خالصة غير مقتبسة،
والمستوى الفني الجيد خاصة من ناحية السيناريو وهو المشكلة الكبرى في السينما المصرية.
المهم
أن نتطلع أولا إلى إيجاد مساحة جيدة في انتاجنا للفيلم المصري الفني الأصيل (لا المقتبس)
قبل الحديث عن الأوسكار