حول الشعر والنثر
في البدء أود أن أشير إلى نقطتين هامتين :
=========================
الأولى : و أنا أكتب مقالا أدبيا على صفحتي أستحيي وقد تزينت الصفحة بكوكبة من نجوم الأدب بمجالته المتعددة والأستاتذة المتخصصين في هذا العلم الجليل فليعذرني أساتذتي على الجرأة في تناول هذا الموضوع الشائك ولكن طلبه مني بعض الأحباب و الأصدقاء وما هي إلا محاولة للمساعدة وتوضيح للملتبس لدى البعض و هو جهد المقل
الثانية: ما قصدت أبدا بمقالي هذا التقليل من شأن النثر ولا التنقيص منه بل المراد عكس ذلك فإن نسبة كل نثر للشعر هو عين التقليل منه فسيبقى الشعر شعرا والنثر نثرا وهما صنفان من صنوف الأدب العربي الراقي ولذلك أردت هنا أن ألفت نظر بعض أحبابي من الكتاب والقراء الذين ظنوا أن كل نص جميل شعرا
وسأبدأ المقال المختصر بالنثر :
. أولا النثر
صنف من صنوف الأدب العربي يقوم كاتبه بسرد الكلام بأسلوب فني غير مقيد ( بوزن أو قافية )
ويمتاز بوضوح فكرته ولغته المتينة وسلامة منطقه ويتطلب النثر حسن الصياغة والالتزام بمعايير العربية
وكون النثر يعتمد على أسلوب السرد والحوار و الأساليب الإنشائية لا يفقده الخيال بالكلية بل يتمتع النثر ببعض من الخيال ولكن ليس بصورة واسعة وكثيفة كالشعر
و النثر لا تحده حدود ولا توقفه قيود ولذلك هو ذائع ومنتشر بين العامة والخاصة
ويندرج تحت النثر العديد من الفنون النثرية ومنها : القصة – الخطبة – المقالة – الرواية – الرسالة – السيرة – الخاطرة وغير ذلك
ثانيا الشعر
صنف من صنوف الأدب وهو كلام منظوم موزون مقفى و يكتب على شكل أبيات حيث البيت هو بناء القصيدة
والشعر إذا أطلق عامة فيقصد به الشعر العمودي الذي يطرب سامعه عند سماعه لما فيه لما فيه من موسيقى وصور ولكن مؤخرا دعا بعض المحديثن إلى أنماط أخرى مثل الحر والرباعي وغيره وقد تهاونوا في مسألة القافية ولسنا هنا بصدد الدخول في هذه التفصيلات ولكن على كل حال فالحر والرباعي ملزم بالوزن تماما مثل العمودي .
خصائص الشعر
1 – موزون : وهذا الوزن ناتج عن البحور العروضية الذي ينظم عليها ( فرق أول بين النثر والشعر فالنثر لا يوزن ولا يصح أن يوزن )
2 – يقوم الشعر بعد النية والقصد على أسس أربعة : ( الوزن – المعنى – اللفظ – القافية) ( فرق ثان ) ولا مجال هنا لشرحها لضيق المقام
3 – يعتمد الشعر في موسيقاه ( بعد اختيار البحر ) على نوعين من الموسيقى
أ – الإيقاع الداخلي : الجرس ( صور وظواهر يخلو منها النثر غالبا ) (فرق ثالث )
ب – الإيقاع الخارجي : الوزن حيث للشعر ستة عشر بحرا ولا بحور للنثر ( فرق رابع ) 4 – يعتمد الشعر على الإيجاز والاختزال بينما يعتمد النثر على السرد فكاتب الشعر ينظمه نظما وكاتب النثر يسرده سردا (فرق خامس )
5 – الشعر يخاطب العقل والوجدان معا ولذلك تجده زاخرا بالخيال والصور وملييء بالرموز والإيحاءات والتلميحات عكس النثر الذي يخاطب العقل ولذلك تجد كاتبه يهتم بتوصيل الفكرة للقارىء مباشرة ( غالبا ) حتى لو استخدم الأساليب البلاغية ( فرق سادس )
6 – يمتاز الشعر بالقابلية للتدوير خلاف النثر ( تحتاج شرح ) ( فرق سابع )
7 – الشعر يسهل حفظه وتذكره بخلاف النثر الذي تجد صعوبة بالغة في حفظه
( فرق ثامن )
8 – ينقسم الشعر عامة إلى ثلاثة أقسام هي ( الشعر الغنائي – الشعر الملحمي – الشعر المسرحي ) بينما ينقسم النثر لأقسام كثيرة منها ( الرواية – القصة – الخطبة – الحكم و الأمثال – الوصايا – المقالة – الرسالة – السيرة – الخاطرة وغيرها ) (فرق تاسع ) .
• نقاط هامة جدا
• قد يظن الظان أن كثرة استخدام السجع والمحسنات البديعية بوجه عام قد يقلب النثر شعر أو قد يجعله نوعا من الشعر وهذا محض وهم
• قد يظن الظان أن الخاطرة شعرا وهذا أيضا ليس صحيحا بل هي من بنات النثر ودرره
• لم أكتب هذا البحث المختصر لأفتح بابا للجدال مع أنصار الشعر غير المموسق الذين يروجون أن للشعر أشكالا لا نعرفها نحن واستحدثوها هم و أطلقوا عليها مسميات عدة منها ( شعر مرسل – نثر شعري – شعر منثور – نثر مشعور ) حتى وصلوا للقول بوجود قصيدة نثر وخالفوا تعريف القصيدة والشعر والنثر ،
ولكن كتبته لأضع بعض النقاط على الحروف ولأرفع الحرج عن من لا يعلم الفروق والفوارق بينهما وأنهما واحد .
وفي النهاية أكرر مقولتي يبقى الشعر شعرا والنثر نثرا ولكل منهما رونقه وسحره
• يتبقى قبل أن أختم أن ألقي عليكم سؤالا ها أنتظر إجابته ممن يعلم :
س : لماذا يدعي من يكتب نوعا من أنواع النثر أن ما يكتبه شعرا ؟ ولماذا يغضب حينما تصارحه بأن ما يكتبه أو يلقيه على المسامع ليس شعرا ؟
في الختام تقبلوا جميعا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم
===========
أعده وكتبه
عماد الدوماني