حول مدونة المناهج الدراسية .. بقلم أ.د/عبد الباسط عطايا

حول مدونة المناهج الدراسية .. بقلم أ.د/عبد الباسط عطايا

مدونة المناهج الدراسية ما لم تكن تستوعب جميع العصور التاريخية في طرحها وخاصة النصوص الممتصة لحركة ودورة تلك العصور فهي مناهج مبتورة قاصرة مختلة ومن ثم تكون ثقافة ومعلومات أبناء تلك الأمة قاصرة مبتورة مختلة وتكون هناك حلقات مفرغة ربما كانت مجالا لعناصر دخيلة تفضي إلى تغريب المواطن عن وطنيته واهتزاز ثقته في وطنه ….
ومثال به يتضح المقال
فعندنا في مصر لا تجد للعصر الفرعوني حضورا معقولا في المناهج الدراسية بل نجده منعدم الحضور مهملا بسبب واضح أو بغير سبب والسبب الواضح يتمثل في الصورة الذهنية القاصرة أو المهتزة كالقول بأن العصر الفرعوني وثني لا يسوغ لنا دراسته ويعد جاهليا على الرغم من العصر العربي الجاهلي قبل الإسلام تتم دراسته ثقافة وادبا ونصوصه حاضرة بقوة والنماذج معروفة في أشعار الفحول من الشعراء مثل امرئ القيس والنابغة وزهيربن أبي سلمى والحادرة وغيرهم كثيرون فالحجة إذن واهية في تنحية النص الفرعوني والشيء العجيب أن العصر الفرعوني تتم دراسته تاريخيا سياسة وعقيدة ورغم ذلك يتم تغييب النص الأدبي الذي يمثل تاريخ اللغة والصورة ونبض الشعب والوجهة العاطفية أيضا …
أنا درست العصور الأدبية في مصر ولم ار للأدب الفرعوني وجودا مطلقا لماذا ؟ سؤال يجيب عليه المختصون والمعنيون بوضع تلك المناهج ..
إن التراث الأدبي الفرعوني تمتاز به مصر من غيرها من دول الخليج مثلا فنحن ندرس كل العصور العربية بحكم عروبتنا نعم لكن نزيد على غيرنا بالعصر الفرعوني لأنه تراثنا نحن المصريين ولا يطالب به عرب الخليج مثلا …
وأيضا لدينا العصر القبطي فهو مستبعد تماما من مدونة المناهج الأدبية ولم يكن في مناهجنا الأدبية في الدراسة وهو تراث يعنينا أيضا نحن المصريين ..
ويمكنني القول بأنني وضعت رؤية لمناهج تستوعب العصر الفرعوني والقبطي بالمعنى الخاص للمسيحيين وإلا فإن القبطي بالمعنى العام يشمل الجميع …
وضعت مقترحا حول تلك المناهج ولم ير النور لأن النظرة القديمة هي المتغلبة حتى الآن …
إن.تلك الرؤية اطرحها هنا وسوف تكون من محاور كتابي الجديد ( مستقبل التجديد في مصر ) بعون الله وتوفيقه ….
وخلاصة القول
إن استبعاد العصر الأدبي الفرعوني والأدبي المسيحي من مدونة العصور الأدبية في مصر يعد خللا وقصورا وتقصيرا ويجب تدارك ذلك في حال مراجعة تلك المناهج الدراسية أو تغييرها أو تجديدها.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.